عرض مشاركة واحدة
قديم 10-16-2014, 08:44 PM
المشاركة 5
عمرو عامر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
وأنشدت المربية الأستاذة شيخة حليوى أثناء الهجوك الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة:
ليس في غزّةَ أبرياء
ليسَ في غزّةَ أبرياء.
في غزّةَ رسلٌ وأنبياء
مغفورٌ لهم قبل الموتِ وبعد الموتِ
وحين يُبعثون أحياء.
ليس في غزّة أبرياء.
في غزّةَ طفلٌ تهشّم حلمَهُ المخبّأ
في صدرِ أُمّهِ المترجّلةِ عن حافةِ الحياة
فعاد ينسجُ من حطامِ صورتِها حلما جديد.
ليسَ في غزّة أبرياء.
في غزّةَ فتًى من صالحِ الأولياء
صارَ اللهُ سمعَهُ،
صارَ اللهُ بصرَهُ،
صارَ اللهُ يدَهُ التي يبطشُ بها،
فلم يسألِ اللهَ سوى رجلٍ يصلُ بها إلى
أطرافِ الجنّةِ.
في غزّةَ بحرٌ تعمّدَتْ فيهِ قصصُ الأنبياء
صاحبُ الحوتِ
وصاحبُ الفُلكِ
ومَن ضربَ بعصاهُ البحر
وآخرُ اكتفى منَ الله بمنزلةِ الأتقياء.
في غزّة يتوسّدُ كنعان أحلام العظمة
وينام قرير العين.
غزّة كانتْ تغلقُ مع غروب الشمس
أبوابَ الخوفِ الأربعة
وتبقي دربا سريّا لقوافل الرجاء
تتسلّلُ منهُ بين موتٍ وحريقٍ
وقدرٍ وقضاء.
في غزّة وليد عمره مسافة بين
رحميْن وشهقة.
ثراه ضريح وقبلة صلاة
واسمه تعويذة للنساء العاقرات.
ليس في غزّة أبرياء.
في غزّة ألف رسول وألف كتاب،
لكلّ رسولٍ أمّةٌ ولكلّ أمّة جنّة
وسبعُ سماوات.
ليس في غزّة أبرياء.
فيها أمٌ نذرت للرحمن صوما
عن روح أولادها الخمسة
الّذين رحلوا وهم يُسامرون سلطان النوم
فغلبَهم الموت، والموت كالنوم
سلطان حقير، والموتُ كالنوم
راحة الأشقياء.
ليس في غزّة أبرياء.
في غزّة صحابيّون وصحابيّات
ضاقت عنهم أسفار التاريخ القديم
والصحيحان وأيامُ العرب وابن خلّكان
تخلّفوا عن أُحد وبدر الكبرى
وليس على الشريف حرج
وليس على الكريم بأس.
في غزّة بقايا آل البيت يفترشون أرض الميعاد
والسماء خيمة اغتنموها قبل القصف بصلاةٍ ودعائيْن
ينتظرون المهديّ عند احتضار الألم.
واكتظاظ اليوم والجنّة بوعدٍ سراب.
ليس في غزّة أبرياء
غزّة كلّها كربلاء
أرضُها قيامة
والسماء عنقاء.
كلمات حروفها من مسك وعنبر فوّاحة الشذا