الموضوع
:
نافذة على التربية
عرض مشاركة واحدة
10-27-2013, 02:26 PM
المشاركة
3
ياسر علي
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 3
تاريخ الإنضمام :
Dec 2012
رقم العضوية :
11770
المشاركات:
1,595
1 ـ تعريف التربية
قد لا تحتاج المصطلحات المتداولة إلى التعريف ، و قد يتبادر إلى الذهن أنها سهلة الاستيعاب ، لكن بالمقابل كلما أصبح المصطلح أكثر تداولا إلا و تقمص أدوارا كثيرة ، واستعمل في مواطن عديدة ، وربما وظف أحيانا في غير محله . مصطلح التربية واحد من المصطلحات المألوفة التي تدخل ضمن فئة السهل الممتنع ، التي تتنازعها التعاريف و يكتنفها الغموض ، كلما تحريت الدقة والشمولية في التوضيح ، والإحاطة بماهية التربية .
في معجم روبير تعرف التربية على أنها مجموع الوسائل التي بواسطتها نوجه نمو وتكوين الكائن الإنساني ، و مجموع النتائج المحصلة بواسطة هذه الوسائل .
هذا التعريف يبرز أن التربية هي فعل " مجموع الوسائل.... " وهي أيضا " نتيجة هذا الفعل " كما يستشف من التعريف أن التربية مقرونة بسلطة التوجيه .
يرى هاربرت أن التربية هي تكوين الفرد لذاته بأن تثير لديه تعددية الاهتمامات
تعتبرالحرية أساس هذا التعريف و يرى أن هدف التربية هو خدمة الفرد ومساعدته على النمو ، فهو بذلك يمثل الاتجاه الفردي الذي لا يعطي المجتمع ما يستحق من اهتمام
التربية هي العملية التي تمارسها الأجيال الراشدة على الأجيال التي لم تنضج بعد النضج اللازم للحياة الاجتماعية
[COLOR="Navy"]
هكذا يعرف دوركايم التربية الذي يتبنى أن التربية هي عملية تنشئة اجتماعية . وهي النقطة الوحيدة المضيئة في هذا التعريف، الذي يجعل التربية أحادية الجانب و ممارسة عمودية فيها من التسلط الشيء الكثير ، كما يغفل أن التربية فعل مستمر على مدى الحياة وهي عملية تفاعلية .و ينفي الفرد وجعله منصهرا كليا في الجماعة .
[/COLOR5
يعتقد ربول أن التربية هي العملية التي تسمح للكائن الإنساني بتنمية قدراته الجسمية والعقلية و عواطفه الاجتماعية والجمالية والأخلاقية بهدف تحقيق مهمته كإنسان .. وكذلك نتيجة هذه العملية .
رغم جاذبيته فهذا التعريف ذو طبيعة مثالية ، لأن مفهوم الإنسان في تطور مستمر ويخضع للسياق التاريخي و الاجتماعي والعلمي .
كما سبق ذكر ذلك فالتعاريف تختلف حسب الاتجاهات وداخل الاتجاه نفسه ، كما أن لكل مفكر تعريف للتربية وفق تصوراته و تمثلاته
تعرف الرابطة العالمية للتربية الجديدة التربية بكونها تتيح نمو قدرات كل شخص بصورة متكاملة قدرالإمكان كفرد و كعضو داخل مجتمع يحكمه التضامن ، إن التربية غير منفصلة عن التطور الاجتماعي إنها بالتالي تشكل احدى ركائزه و قواه المحددة له
في التعريف الأخير يلاحظ أن التربية هي تفاعل بين الفرد والمجتمع و تأكيده على نسبيتها و ارتباطها بتطور الوعي الاجتماعي التربوي و تقدم العلوم .
ملاحظة : مرجع هذه التعاريف هو : سلسلة التكوين التربوي العدد الأول
أتمنى أن تكون البدابة وضعتنا في الإطار السليم لمفهوم "التربية ".
شكرا للأستاذة ريم بدر الدين .