عرض مشاركة واحدة
قديم 07-28-2014, 08:33 PM
المشاركة 227
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الشيخ علي الطَّواشي
وجدت سيرته ممهورة بقلم صديقنا الأستاذ / أبي أحمد بن حمود بن أحمد العمري نسباً ، الحلوي نشأةً و سكنا ،و المشهور و شهرته حمود الجَبَل وعنونها بقوله (الشيخ علي الطواشي (صاحب حلي) و نصها :

هو ابو الحسن علي بن عبدالله الطواشي حجة عصره واحد ائمة الشافعية عاش في الفترة الزمنية الواقعة بين عامي675 و748هـ في مدينة حلي بن يعقوب كان اماما عالما زاهدا تقيا ورعا عارف بالفقه واصوله وبعلوم الطب والادب والتربية وكثير من المعارف والعلوم المادية وفي شهد عصره نهضة في العلوم المختلفة في سائر بقاع العالم الاسلامي حيث ظهر العديد من رجال العلم والفكر والدين حيث كان لهؤلا العلماء الاثر البالغ في شتى بقاع العالم الاسلامي
ففي عصر الشيخ علي الطواشي كان هناك ابن تيمية وابن منظور والامام الذهبي وابن كثير وكذلك تلميذ الطواشي المخلص الامام اليافعي
وغيرهم.

نبذة بسيطة عن الحياة في حلي ابان عصرالطواشي:
في تلك الفترة كانت في حلي سلطنة عظيمة تسمى سلطنة حلي بن يعقوب وكان سلطانها انذاك عامر بن ذؤيب وهومن بني كنانة ومدينة حلي كما وصفها ابن بطوطة في تلك الفترة كانت كبيرة حسنة العمارة تسكنها طائقتان من كنانة هما بنو حرام بن ملكان وكنانة كما وصف جامعها بانه من احسن الجوامع
وموطن حلي بن يعقوب حاليا هو مكان ما مندثر تحت قرية حلي قديم كما اشار جون فليبي وكما اشار الفقيه والزيلعي باستدلالهم بالنقوش والاحجار الموجودة في تلك المنطقة
ليس هذا فحسب بل بها عدة قرى كانت منتشرة حول ضفتي وادي حلي كانت الزراعة والتجارة هي ما يتميز به الانسان الحلوي فكانت العملة المستخدمة ذلك الوقت هي ما يسمى بالدينار العثري بالاضافة الى المقايضة
وكان سلاطين حلي يفرضون حق الحماية على سفن الحجيج التي تمر بسواحل حلي بما يقدر بخمسين الف دينار عثري في تلك الفترة مقابل الحماية والتموين بالمواد الغذائية من منتجات حلي الزراعية حينها.

الحياة الدينية في حلي :
كان للتنوع السكاني والموقع الجغرافي المميز في حلي والاستقرار بسبب وجود اهم المصادر للبقاء البشري وهما الماء والزراعة وكذلك الموقع المميز على طريق الحجيج الاثر الكبير.
في تنوع المذاهب الدينية في حلي فكما كان المذهب الشافعي هو السائد الا ان للتصوف الاصيل كانت مكانة لايستهان بها وللزيدية ايضا اتباع في تلك الفترة كما ان هناك من هم على المذهب المالكي.
يقول ابن بطوطة في تحفة الانظار عندما وصف جماعة من الفقراء في المسجد وإذا صلوا العصر اجتمعوا للذكر بين يدي الشيخ إلى صلاة المغرب وإذا صلوا المغرب أخذ كل واحد منهم موقفه للتنفل، فلا يزالون كذلك إلى صلاة العشاء الآخرة، فإذا صلوا العشاء الآخرة أقاموا على الذكر إلى ثلث الليل ثم انصرفوا ويعودون في أول الثلث الثالث إلى المسجد فيتهجدون إلى الصبح، ثم يذكرون إلى أن تحين صلاة الإشراق، فينصرفون بعد صلاتها ومنهم من يقيم إلى أن يصلي صلاة الضحى بالمسجد وهذا دأبهم، أبدا))

كما كانت هناك اسر علمية دينية في حلي بالاضافة الى اسرة ال الطواشي هناك ال العقبي وال الوكيلي وال عليف لاحقا
وكانت هناك مناظرات مساجلات دينية بين تلك الاسر التي كان كل منها يعتنق مذهبا كما اسلفنا بين المالكية والشافعية والتصوف الاصيل.
وكانت اسرة الطواشي ايضا لها مناظرات مع الزيدية حيث اورد الشرجي في طبقات الخواص
(كان يحصل بينه وبين الزيدية من اهل بلده مكالمة ومجادلة فقال لهم يوما اجعلوني انا وقاضيكم في بيت واحد واحرقوه علينا فمن كان على حق سلم ومن كان على الباطل احترق ولم يفعلوا.).

*****

ونعود الى السيرة العطرة للشيخ علي الطواشي فقد كانت تأتي اليه الركبان وتعقل عنده الارجل طلبا لمعين علمه واعترافا بفضله وتمكينه فقد وصفه تلميذه النجيب الشيخ عبدالله بن اسعد اليافعي (698-762هـ) في كتابة مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان
ما نصه:
الشيخ الكبير العارف بالله الشهير الخبير، ذو المقامات العلية، والكرامات
السنية، والمواهب الجزيلة، والأوصاف الجميلة مطلع الأنوار، وخزانة الأسرار
كما وصفه في نفس الكتاب قائلا:
(شيخنا، وقدوتنا، وسيدنا، وبركتنا الشيخ الكبير، العارف بالله الخبير، خزانة الأسرار،
ومطلع الأنوار، الفقيه الناسك، ا?ذوب السالك، ذو السيرة الجميلة، والمناقب الجليلة، والمحاسن الغالية والمقامات العالية،
والأحوال الباهرة، والمكاشفات الظاهرة، والكرامات الخارقة، والأنفاس الصادقة، والمعارف والعلوم الملدتيات، والآداب
والأخلاق الرضيات، والتربية في سلوك الطريقة، والجمع بين الشريعة والحقيقة، ذو التخصيص والتمكين،)

كما قال عنه اليافعي ايضا:
(اشتغل رضي الله
تعالى عنه بفنون من العلوم حتى في علم الطب، وأكثر اشتغاله بالفقه، وكان الغالب عليه التنسك، وحب الخلواتوالانعزال عن المخالطات، وكان يسافر مع أبيه وأخوته، فإذا دخلوا السوق للتجارات، دخل المسجد للعبادات،)

كما افرد له العالم الكبير احمد بن احمد بن عبداللطيف الشرجي اربع صفحات في كتابة طبقات الخواص من اهل الصدق والاخلاص
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

حيث ذكر مايلي:
(صاحب حلي حيث كان شيخا كبيرا عارفا وليا كاملا جليل القدر مشهور الذكر صاحب كرامات خارقة وانفاس صادقة
وهو شيخ الامام اليافعي الذي انتفع به في طريق القوم وذكره في تاريخه واثنى عليه كثيرا)

وقد روى الشرجي بعض سيرة العلامة الشيخ علي بن عبدالله الطواشي في كتابة ومواقفه وكراماته
واشار الى انه هو بنفسه عندما حج سنة 835هـ مر بفبر الشيخ علي في مدينة حلي ووصفه بان( عليه مشهد عظيم وتابوت حسن وعليه من الانس والنور والبركة ما يجل عن الوصف)
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


طلاب الشيخ علي بن عبدالله الطواشي :
1-الامام اليافعي صاحب روض الرياحين ومراة الجنان والدرر النظيم والترغيب والترهيب ومرهم العلل المعضلة في الرد على المعتزلة وغيرها الكثير الكثير من المؤلفات
2- الشيخ قبولة الهندي الذي التقاه ابن بطوطة في حلي سنة 730 عندما نزل بها في رحلته الشهيرة حيث قال عنه (الشيخ الصالح العابد الزاهد )
والكثبر الكثير ممن لم تقع عيني على مصادر تخصهم

خلفه ووفاته
انجب الشيخ علي الطواشي من الابناء ثلاثة وهم
عبدالله
ومحمد السني
وابوبكر
وكانوا جميعا من الصالحين
وقد توفي رحمة الله عليه عام 748هـ وقد صلى المسلمون عليه في المدينة الشريقة صلاة الغائب كما روى تلميذه اليافعي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
هذه كانت سيرة الشيخ العلامة الامام علي بن عبدالله الطواشي صاحب حلي نسأل الله تعالى ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه الفردوس الاعلى من الجنة.

واخيرا
هذه بعض قصائد الامام اليافعي في شيخه علي بن عبدالله الطواشي:




ســقــى الله أيــامــاً خــلــت بـعــدمــاحلت ومرت فمرت بعد ذاك التواصل
وأيــام وصــل واجتـمـاع بــه الـهـنـاوعيش صفا لـي بالحبيـب المواصـل
يحيـى بـه حلـي ابـن يعقـوب زاهــراًلسلـمـى بــه بـاهــي خـيــام مـنــازل


وبقول في احدى قصائده ايضا:


تخلـفـت يــوم البـيـن عـنـه بجثـتـيوراحـوا بقلبـي يـوم بـانـوا أحبـتـي
وناديـت والـركـب اليمـانـي راحــلوعندي مقيم في الحشا حر لوعتي
خليـلـي سـيـرا بـلـغـا لـــي تحـيـتـيإلـى عنـد سـكـان الـربـوع البهـيـة
إذا جئتمـا حلـي ابـن يعقـوب بمـنـاقلـيـلاً إلــى حـيـث الـعـادات حـلــت


واخيرا هذا غيض من فيض سيرة ذلك العالم الجليل وتصوير يسير لطبيعة الحياة العامة في حلي اثناء تلك الحقبة الزمنية
عدم فهمنا للتاريحخ جعلنا نتوجس خيفة من سيرته التي لم تصل الينا كما هي
والسبب ان محبيه حول العالم الاسلامي صوروه بكثير من المبالغات التي تصل حيانا الى حد يفوق التصور البشري محبة فيه وتكريما له
وربما هذا ما جعل كتبه تختفي او تنقل الى خارج حلي بن يعقوب من مريديه نحن لا ننكر اختصاص الله بالكرامات لبعض اوليائه الصالحين ولكننا ابدا لسنا مع المبالغة فيما يروى.


وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا