عرض مشاركة واحدة
قديم 05-07-2018, 09:50 AM
المشاركة 37
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
من كلامنا :
بيَّضَ اللُه وجهَك ، هي مثل جمَّل الله حالك كلمة تقال للمدح والثناء على المرء ، ولا يقصد بها اللون الأبيض ، فالعرب تعني بالأبيض من الرجال الرجل الطاهر و تسمي الأبيض من جهة اللون أحمر و الذي دونه أصفر فأخضر فأزرق ، والأزرق يكون في غير العرب من الزنج.
ولا يمنع نعت الرجل بأبيض و بأسود فهما طرفا الألوان .
وقولهم : وجهك أبيض لمن قال بيض الله وجهك ، واضح أن الكلام كله دعاء بصلاح الحال واستقامة الأمر على الهدى والنقاء والطهارة .
ولهذا العرب تقول لفلان علينا يد بيضاء وهي كناية عن المعروف .
ويقولون فلان أسود وجه أي خبيث لا خير فيه و قبح الله وجه البعيد وهو دعاء عليه بالشر
فائدة :
قال أبوطالب عمي النبي صلى الله عليه يمدح النبي صلى الله عليه وسلم :
وأبْيَض يُسْتَسْقَى الغَمَام بِوَجْهِه *** ثُمَال اليَتَامَى عِصْمَة للأرَامِلِ

وكان سيد ولد آدم وخيرة الله من خلقه و صفوته من رسله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أزهر اللون ، قال صاحب اللسان :
(الأَزْهَرُ من الرجال الأبيض العتيقُ البياضِ النَّيِّرُ الحَسَنُ، وهو أَحسن البياض كأَنَّ له بَرِيقاً ونُوراً، يُزْهِرُ كما يُزْهِرُ النجم والسراج)
ثم قال :
(وفي حديث علي، عليه السلام، في صفة سيدنا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم: كان أَزْهَرَ اللَّوْنِ ليس بالأَبيضِ الأَمْهَقِ.
والمرأَة زَهْرَاءُ؛ وكل لون أَبيض كالدُّرَّةِالزَّهْراءِ، والحُوَار الأَزْهَر. والأَزْهَرُ: الأَبيضُ.والزُّهْرُ ثلاثُ ليال من أَوّل الشهر.والزُّهَرَةُ، بفتح الهاء: هذا الكوكب الأَبيض)

وعلى هذا يكون قول أبي طالب ( وأبيض ) أي ورب طاهر صالح مبارك يستنزل بوجهه الغيث لحب الله له و مقامه عنده ، وكذلك كان رسول الله صلى الله عليه قبل البعثة وبعدها ، وما بعد (وأبيض) يدل هذا المعنى من رعاية اليتامى و الأرامل ، فما كل أمهق يقق بصالح ، وكان النبي طاهر الظاهر والباطن صلى الله عليه وسلم.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا