عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
3

المشاهدات
26082
 
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي


محمد جاد الزغبي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,179

+التقييم
0.18

تاريخ التسجيل
Jan 2006

الاقامة

رقم العضوية
780
08-10-2010, 05:43 AM
المشاركة 1
08-10-2010, 05:43 AM
المشاركة 1
افتراضي الفتنة الكبري (بالروايات الصحيحة فقط )
نظرة إلى قيمة الصحابة ,

من مصائب الأمة اليوم دون شك , أنها استجابت نوعا ما لدعوة أهل الطعن فى الصحابة ونظرت إلى الروايات التاريخية المزيفة التى رواها رواة التاريخ غير العدول على أنها روايات صحيحة رغم أنها تحمل مطاعن فى أشرف جيل للإسلام وهو الجيل الذى حمل الرسالة وكان وسيلة إيصالها لأقطار الأرض وإيصالها للأجيال وراء الأجيال
والأمر لا يخلو من حماقة وغباء مطلق ,
ففي البداية مثل هذه المطاعن كيف يمكن قبولها ومن رواها هم الكذابون المعروفون بحقدهم ضد هذا الجيل مثل رواة الشيعة , بالإضافة إلى ما هو أطم أننا غفلنا عن القرآن الكريم الذى يمثل الثبوت المطلق والدليل المنفرد بذاته على تزكية هذا الجيل كله ,
فأهملنا دليل القرآن فى تزكيتهم وقبلنا دليل الزنادقة ,

والطعن فى جيل الصحابة قديم وموجود فى كتب التاريخ التى نقلت لنا الروايات جميعها وأخضعها أهل التحقيق لتحقيقهم وبينوا زيفها غير أن الجهل العام فى عالمنا المعاصر دفع العلمانيين والشيعة ومن تابعهم فى حرب الإسلام إلى استغلال رواج تلك الروايات ليصلوا إلى أغراضهم فى التشكيك بهم والتشكيك بهم يعنى التشكيك فى الدين الذى نقلوه , وهذا هو الهدف الوحيد لكل طاعن بالصحابة
لكن المشكلة أن بعض الكتاب والمفكرين ومعظم العوام ذهبوا إلى تلك المرويات فقبلوها وكتبوا عن تلك الاتهامات الموجهة للصحابة ونشروها وهم ليسوا من أهل الصنعة ولا الخبرة حتى يميزوا بين الروايات الصحيحة والروايات العرجاء
والأهم من ذلك أنهم غفلوا عن جلالة هذا الجيل وتعاملوا معهم كما كانوا من أرباب هذا العصر الذى نعانى منه , بينما الصحابة عاشوا فى عهد النبوة حيث كان ولا زال جيلهم بشهادة الله عز وجل ونبيه عليه السلام أفضل أهل الأرض بعد الأنبياء والرسل ,
فلا يوجد مثيلهم أبدا لا فى الزهد ولا فى الإيمان ولا فى التقوى وأمثالهم تهرب منهم الذنوب وتتنافر مع طبيعتهم , وهم وإن كانوا غير معصومين فهذا لا يعنى إطلاقا أن نتصور فى أحدهم إقدامه على ذنب عامدا متعمدا لأجل دنيا
فلما نظر هؤلاء المفكرون إلى الصحابة نظرتهم إلى أى جيل وعالجوا عصرهم كما كان عصرا عاديا من السهل أن تجد فيه أطماع الحكم وشهوات الدنيا , تسربت بناء على ذلك إلى النفوس تلك النظرة الخاطئة عن هذا الجيل الفريد
فازداد تعلق العامة بهذه الروايات وأصبح من قبيل الثقافة العامة أن تجد تلك المطاعن منتشرة بينهم , رغم أن فتن الحكم ومطالب الدنيا لم تكن تمثل فى عرف الصحابة شيئا يذكر ولا يوجد دليل أو شبهة دليل صحيح تقول بذلك
و إذا نظرنا للقرآن الكريم وتأملنا بالعقل وحده كيف انتشر فى ربوع آياته تزكية هؤلاء الأطهار لعلمنا أن الأخبار المنقولة بخلاف ذلك إنما هى من الإفك المبين , وهذا ما ينبغي لكل عاقل أن يدركه لأننا نقارن هنا بين الدليل من القرآن والدليل من مروجى الأخبار فكيف ندع الأول ونأخذ الثانى !
يقول عز وجل ,
[لِلْفُقَرَاءِ المُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ] {الحشر:8}
والآية قطعية الوضوح والصراحة فى أن المهاجرين جميعا هم من نصر الله ورسوله عليه الصلاة والسلام وشهد لهم الله تعالى الذى يعلم سرائرهم أنهم هم الصادقون فهل من الممكن أن نقبل بعد هذا بتشكيك مشكك فى عدالتهم ؟!
ويقول أيضا :
[وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ] {التوبة:100}
وهذه الآية جمعت الجيل كله المهاجرون والأنصار ومن تلاهم من بعد الفتح فأسبغ عليهم الله تعالى الإحسان وشهد لهم بأنهم أصحاب الجنة والرضوان
ويقول أيضا :
[لَقَدْ تَابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ العُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ] {التوبة:117}
وهذه الآية الكريمة تتحدث عن غزوة تبوك التى خرج فيها النبي عليه الصلاة والسلام بكل صحابته للقتال , ولم يسمح لأحد بالتخلف , فأنزل الله تعالى بحقهم هذه التوبة ومعنى هذا أنها شملت اثنى عشر ألف صحابي خرجوا مع النبي عليه الصلاة والسلام من المهاجرين والأنصار ومسلمة الفتح ولم يستثن القرآن الكريم أحدا منهم قط , حتى الثلاثة من الصحابة الذين تخلفوا بلا عذر , أنزل الله توبته ومغفرته عليهم لينضموا إلى إخوانهم فقال جل شأنه
[وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ] {التوبة:118}


ولم يقتصر القرآن الكريم على وصف هؤلاء الأطهار بل وصف حال من سيأتى بعدهم من أجيال وجعل الإيمان رهنا فقط بالذين اتبعوهم بإحسان فاستثنى بذلك الله عز وجل كل إنسان خاض لسانه فى هذا الجيل , حيث يقول تعالى
[وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ] {الحشر:10}
أى أن وظيفتنا نحن الذين تبعناهم أن نقول ربنا اغفر لنا ولهم ولا نجعل فى قلوبنا غلا لأحد منهم قط ,
وهذا هو الأمر الطبيعى البدهى لأن إيماننا ما كان له أن يتحقق لو لم يصمد هؤلاء النفر مع النبي عليه الصلاة والسلام ويحملوا أمانة الرسالة ويبذلون الدم والنفس والأهل والمال فى سبيل إعلاء كلمة الحق ,
وفى ذلك يقول الإمام علىّ رضي الله عنه مخاطبا شيعته من على منبر الكوفة كما فى نهج البلاغة
( ولقد رأيت أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم فما رأيت أحدا يشبههم منكم ولقد كانوا يصبحون شعثا غبرا ويقبضون على مثل الجمر من ذكر معادهم كأن بين أعينهم ركب المعزى ـ يعنى علامة السجود ـ )
فجاءت الأجيال بعد ذلك وتحت مختلف الأغراض تحمل هم الطعن والتشكيك فى هذا الجيل الفريد بل وفى حق أعلامهم كأبي بكر وعمر وعثمان وعلىّ رضي الله عنهم , والعاقل لا يحتاج ردا على تلك الشبهات التى يثيرها المغرضون , والذين ارتضوا لأنفسهم أن يقفوا فى خندق واحد مع العلمانيين والمستشرقين أعدى أعداء الإسلام لكى يمارسوا معهم نفس الفعل فى الطعن واللعن على أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام

فالعاقل لابد له أن يقرن هذه الأقوال بآيات القرآن الكريم لكى يطرح عن نفسه أى حاجة لتفنيد أى شبهة بحق أى صحابي , فليس بعد قول الله قول
بالإضافة لما هو أهم وهو أن النظر إلى هؤلاء الطاعنين ممن يدعون الإسلام يكفي وحده لاكتشاف هويتهم , لأنهم ـ كما قلنا ـ وقفوا فى خندق واحد مع أعداء الإسلام ومجرد الاتحاد فى الغرض والفعل يكفي لرفض أى قول لهم بحق أى صحابي
وما أصدق قول الإمام أبي زرعة الذى قال
( إذا رأيت الرجل يطعن فى أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام فاعلم أنه زنديق , ذلك أن الدين عندنا حق وإنما أداه لنا هؤلاء الصحابة والذين يطعنون فيهم أرادوا أن يجرحوا شهودنا والجرح بهم أولى وهم زنادقة )
وكعادة جميع الأفاكين يأتون بشبهات عرجاء وبأحداث ملفقة ليتمكنوا من التشكيك فى الصحابة , فيأتون لآيات القرآن الكريم التى نزلت فى المنافقين فيسقطونها على أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام ؟!
ومن ذلك
[وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ] {التوبة:101}
والسؤال المنطقي أين وجه الدلالة فى الآية لكى يطعنوا بها على الصحابة , فنعم كان هناك منافقون بالمدينة يعلم النبي عليه السلام بعضهم والبعض الآخر لا يعلمهم
أما الذين علمهم فهم عبد الله بن سبأ وشيعته , وأما الذين لم يعلمهم فهؤلاء هم جيل المرتدين الذى منعوا الزكاة فحاربهم أبو بكر رضي الله عنه ,
ونلفت النظر إلى أننا جئنا بآيات محكمات واضحات فى تزكية المهاجرين والأنصار وسائر الصحابة فلو كان بينهم استثناء لبينه الله أو بينه النبي عليه الصلاة والسلام
بينما نجد النبي عليه السلام شدد فى الوصية على مدح أصحابه سواء فرادى بأسمائهم أو بمجموعهم ومن ذلك قوله عليه السلام
( الله الله فى أصحابي ........ الحديث )
وقوله عليه السلام ( لعنة الله على من سب أصحابي )
وقوله عليه السلام ( لا يدخلن النار أحد بايع تحت الشجرة .... الحديث )
بخلاف الأحاديث المستفيضة فى مدح أعيان الصحابة مثل العشرة المبشرين زعماء الصحابة وأيضا بقيتهم مثل جليبيب وعمار والمقداد وأبو ذر وأبو هريرة وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص ومعاوية وعشرات غيرهم

ومن الأدلة العقلية الصريحة أن الله عز وجل قال فى كتابه
[كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ المُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الفَاسِقُونَ] {آل عمران:110}
فهذا المدح العظيم للأمة الإسلامية ورد أول ما ورد فى حق الصحابة وجيلهم الفريد , وقد صح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه مدح ثلاثة أجيال أولها جيل الصحابة وتابعيهم من بعدهم ومن بعدهم وهى القرون الثلاث الأولى خير القرون للأمة الإسلامية والتى صارت فيها كلمة الله هى العليا
فلو لم تكن هذه الزمرة هى خير أمة فمتى كنا خير أمة إذا ؟!

فإذا عجز الأفاكون أمام النصوص الصريحة الصحيحة ذهبوا سريعا إلى الروايات المكذوبة الموضوعة مستغلين جهل الناس بمصداقية الروايات وكيفية الكشف عنها وجهلهم بمنهج كتابة التاريخ الإسلامى فى المصادر الأصلية كما سنرى

يتبع فى المشاركة القادمة



التعديل الأخير تم بواسطة محمد جاد الزغبي ; 06-30-2013 الساعة 10:01 PM