عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
9

المشاهدات
3319
 
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي


ريم بدر الدين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
4,267

+التقييم
0.68

تاريخ التسجيل
Jan 2007

الاقامة

رقم العضوية
2765
10-29-2012, 01:24 PM
المشاركة 1
10-29-2012, 01:24 PM
المشاركة 1
افتراضي عيد بطعم الغياب
لست أمتلك مهارة كتابة المرثيات..و لا يعود هذا لندرة الأحزان الأليمة التي يمر بها قطاري العابر بين الضفتين .. أرجعه لسبب آخر ناجم عن هشاشة في نسيج الحروف و تواطئها علي بحيث تتنافر كطرفي مغناطيسين بقطبين متشابهين.. تنأى عني حين أحتاجها بشدة لأحرق حقائب البكاء المتراكمة على شغاف القلب
من كانوا البارحة ملء سمعي و بصري ضحكا و مرحا .. ذكاءا و توقدا .. محبة للحياة ..غابوا اليوم
أنس أصر أن يصنع جهاز تلفزيون صغير عندما حرّم جدي دخول الجهاز إلى المنزل .. و طارق كان يهوى ألعاب القوى .. كانا يخبئان لي ما أنجزاه خلال الاسبوع ليطلعاني عليه بفخر و كأنني ناقدة مهمة مع أنني أصغرهم.
"أنس " يخرج لرحلة الصيد في صباح الجمعة الباكر و هو يقول أعدك بغداء لذيذ و بالرغم من رفضي أن أتناول عصفورا قضى إرضاء لشهوة الصيد عنده لكنني أدعو له بالسلامة و التوفيق ..
يصنع من اللحظات الأشد كآبة في ليالي الشتاء الممطرة يرافقها انقطاع الكهرباء مناسبة لتكون الأشد ضحكا و مرحا ..
يثبت أنوارا صغيرة في جمجمة عثر عليها في مكان ما ليخيفني بها ثم يعتذر بمحبة غامرة
"طارق" ..يزعجه أن أوقظه في بكور الصبح ليحضر الخبز الطازج و يتناوم و لكنه يرضخ لي في آخر المطاف و يحضر الخبز و قد أكل نصف الأرغفة و هو في الطريق ليعود للنوم من جديد.
يعرف كيف ينسج الفرح في جملة أثيرة أو نغمة لطيفة و مشاكسة طفولية بريئة أغتاظ منها فأر كض وراءه لاقتص منه بينما يسرع بالتواري في سلم البئر المغروز في جداره و هو يعلم يقينا أنني لا أجرؤ على الاقتراب من البئر.
ما الذي غيّر وجهتكما يا صديقيّ ؟ لم لم تبقيا في ضفتنا هذه المورقة الهادئة ؟..
يؤلمني كل طلعة نهار يقيني أن هذه السماء لم تعد تظلكما مرة أخرى و أني أحتاج الانتقال إلى مجرة أخرى لأتلقف بمصادفة لا تحدث كل مليون عام صرة ملونة من صدى صوتيكما ..
"أنس" صديقي الجميل ،تلك المجنونة تقف هنا على الخط الفاصل بين المعرفة و اللا معرفة .. بين اليقين و عدمه فهل ستمر يوما لتقلني بدراجتك الأثيرة في جولة حول البستان القديم؟
هل ستطلب من أمي أن تأخذ هذه المجنونة بعيدا عنك؟
أشتاقكما يا صديقي كما لم أفعل من قبل و كل قطبة تغرز في نسيج الغياب تجعل ألوان الفقد أشد وضوحا.
لن أنتظر العيد بعد الآن فقد أسرّ لي أنه لن يأتي في غيابكما!!