عرض مشاركة واحدة
قديم 09-18-2011, 09:52 PM
المشاركة 28
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
( غدة كغدة البعير وموت في بيت سلولية)
يضرب في خصلتين إحداهما شر من الأخرى .
ويروى " أغدة وموتا " نصبا على المصدر ؛ أي أؤغد إغدادا وأموت موتا، يقال " أغد البعير " إذا صار ذا غدة ، وهي طاعونة ، ومن روى بالرفع فتقديره : غدتى كغدة البعير وموتى موت في بيت سلولية ، وسلول عندهم أقل العرب وأذلهم، وقال :
إلى الله أشكو أنني بت طاهرا ... فجاء سلولي فبال على رجلي
فقلت : اقطعوها بارك الله فيكم ... فإني كريم غير مدخلها رحلى
وهذا من قول عامر بن الطفيل، قدم على النبي- صلى الله عليه و سلم - وقدم معه أربد بن قيس أخو لبيد ابن ربيعة العامري ،الشاعر لأمه ، فقال رجل : يا رسول الله، هذا عامر بن الطفيل قد أقبل نحوك، فقال : دعه فإن يرد الله تعالى به خيرا يهده، فأقبل حتى قام عليه، فقال : يا محمد ، مالي إن أسلمت ؟ قال : لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم، قال : تجعل لي الأمر بعدك .قال : لا ليس ذاك إلى إنما ذاك إلى الله تعالى، يجعله حيث يشاء ، قال : فتجعلني على الوبر وأنت على المدر، قال : لا ، قال : فماذا تجعل لي ؟ قال - صلى الله عليه و سلم - : أجعل لك أعنة الخيل تغزو عليها، قال : أو ليس ذلك إلي اليوم ؟ وكان أوصى إلى أربد بن قيس إذا رأيتني أكلمه فدر من خلفه فاضربه بالسيف، فجعل عامر يخاصم رسول الله - صلى الله عليه و سلم- ويراجعه، فدار أربد خلف النبي - صلى الله عليه و سلم - ليضربه ، فاخترط من سيفه شبرا ثم حبسه الله تعالى فلم يقدر على سله، وجعل عامر يومئ إليه، فالتفت رسول الله - صلى الله عليه و سلم - فرأى أربد وما يصنع بسيفه ، فقال - صلى الله عليه و سلم - : اللهم اكفينيهما بما شئت ، فأرسل الله تعالى على أربد صاعقة في يوم صائف صاح فأحرقته، وولى عامر هاربا ، وقال : يا محمد دعوت ربك فقتل أربد، والله لأملأنها عليك خيلا جردا وفتيانا مردا، فقال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - : يمنعك الله تعالى من ذلك وابنا قيلة - يريد الأوس والخزرج - فنزل عامر ببيت امرأة سلولية ، فلما أصبح ضم عليه سلاحه وخرج، وهو يقول : واللات لئن أصحر محمد إليّ وصاحبه - يعني ملك الموت - لأنفذنهما برمحي، فلما رأى الله تعالى ذلك منه ، أرسل ملكا فلطمه بجناحه فأذرأه في التراب، وخرجت على ركبته غدة في الوقت عظيمة، فعاد إلى بيت السلولية وهو يقول : غدة كغدة البعير وموت في بيت سلولية ، ثم مات على ظهر فرسه .
يضرب في خصلتين إحداهما شر من الأخرى .