عرض مشاركة واحدة
قديم 07-23-2011, 01:20 PM
المشاركة 13
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ عبد فايز الزبيدي،
شكرا على اثراء النقاش ودفعه للاستمرار.

اقتباس من مداخلة الاستاذ الزبيدي" في عالم الشعر يوجد لونان منه: الواقعي و المجازي أمّا الرمز فهو الغموض أو سأسميه العجز لأن القائل مهما سمت عبقريته فهو ليس وحده بل هناك من يدانيه أو يسمو عليه، فإذا كان الشاعر لا يكتب إلا لنفسه و لمن هم على شاكلته فينطبق عليهم قولة العقاد أن الرمز ليس سمة إبداع بل وسيلة إخفاء..الخ" .

- هذه المداخلة تأخذنا وتعيدنا من جديد لتحليل طبيعة العملية الابداعية. فهل الابداع عملية عقلية واعية، يتم التحكم فيها من قبل المبدع بشكل واعي وكامل؟ ام ان العقل الباطن، خارق القوة، هو الذي يتولى توليد النصوص؟
- ثم لماذا نعتبر الرمز "غموض"؟ ...ولماذا لا ننظر الى الرمز على انه لغة عقلية متفوقة تشير الى عقل يعمل بطاقة وقدرة فائقة وبذلك تكون المخرجات ذات صبغة كودية قد لا يفهمها الا من امتلك القدرة على فكفكة محتواها وتعلم كلماتها وحروفها؟
- هل كوني لا افهم اليابانية او الروسية يجعل اللغة اليابانية او الروسية "لغة غامضة
- وان كنت تعتقد انها "عجز" كما تقول فلماذا اذا نفترض انها عجز المبدع وليس عجز المتلقي عن الرقي لمستوى عقل المبدع الفذ؟
- ومن الذي يجب ان يقترب من الاخر اكثر: المتلقي، ام المبدع.. رغم ان العملية الابداعية هي نشاط عقلي يفرض نفسه حتى على المبدع..وذلك بناء على مجموعة معطيات منها نشاط العقل والتراكمات الثقافية الخ من العوامل المؤثره في المخرجات الابداعية؟
اقتباس اخر " وبزعمي لا يكون المبدع مبدعاً حتى يقنع الجميع أو على أقل تقدير أهل الدراية بالفن الذي يسعى فيه".
- وماذا سيحصل للعملية الابداعية اذا ما طلبنا من المبدع الفذ ان يعيد النظر في مخرجات عقله المهولة والتي قد تشتمل على كودات تحمل على معاني مستقبلية واستشرافية ليجعلها مقبولة لعقل المتلقي بغض النظر عن قدرة المتلقي العقلية؟
- بمعنى هل لنا ان نطلب من المبدع ان يتواضع فيقوم على استخدام كلمات لها مدلولات واضحة فقط حتى يستطيع فهمها الناس، وان كانوا من اهل الدراية في المجال؟
- الا تعتقد بأن ما يجوز قوله على طروحات فرويد بخصوص العقل الباطن وما الى ذلك.. يجوز ايضا قوله على طروحات العقاد؟ الا تعتقد بأن العقاد مجتهد وربما ان اجتهاده قد تجاوزه الزمن، وحان الوقت ان يأفل صنمه كما افل صنم فرويد ايضا على رأي ميشيل انفري؟ ام علينا ان نأخذ ما جاء به العقاد على انه مطلق في صحته؟ وهل يمكن الاخذ برأيه حول قدرات العقل وتجاهل كل الاكتشافات الحديثه التي تتحدث عن قدرة العقل الباطن المهولة واللامحدودة وان قدرات العقل الواعي لا يمكن مقارنتها بقدرات العقل الباطن.
- ثم ما هي "الحدود المعقولة"، التي ينادي بها العقاد ويراها ضرورة؟ الا يجوز ان يكون قد حدد المعقولية (ضرورية ما شعر الإنسان بضرورتها)، بقدرات عقله ومشاعره هو فقط، وربما تكون اقل من قدرات المبدع الفذ القادر على اخراج نصوص فذه كودية غنية بالرموز لان عقله يعمل بطاقة اكبر؟

اقتباس آخر " نخلص من هذا إلي: * أن الرمز ضرورة لا منهج ".
- لماذا لا نقول ان الرمز لغة قائمة بذاتها، قد لا يتقنها الا من له ذهن يعمل بطاقة خارقة، وهم مثلا فئة من الناس يكونون قد تعرضوا لمآسي في طفولتهم المبكرة فصارت ادمغتهم تعمل بطريقة فوق عادية؟ الا نجد ان نظرية النسبية ما تزال تستعصي على الكثير من علماء الرياضيات؟ الا يعني ذلك ان عقل اينشتين الذي ولد تلك النظرية كان يعمل بطريقة فوق عادية؟ هل نطلب من اينشتين ان يعود عن نظريته او ان يبسطها لنا لانها اصعب من ان تفهم؟

في مقالي حول سر العبقرية
http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=5199

شرح للسر الذي يجعل بعض العقول تعمل بقدرة اكبر واعظم من غيرها...اننا حين نطلب من عقل مبدع عبقري ان يقوم على استخدام لغة سهلة خالية من الرمز والكودات لكي نفهم ما يقول نكون قد اصدرنا حكم بالاعدام على مخرجات عقله الابداعية الفذة والتي قد نحتاج لوقت طويل وازمان لاحقة لفهمها واستيعابها.

كل هذا لا يعني ابدا بأن نصفق لشخص قام برص او صف او ادراج عدد من الرموز لمجدر اظهار انه من فئة العباقرة. نحن نتحدث هنا عن عباقرة افذاذ امثال ادونيس وعبد اللطيف عقل وغيرهم الكثير ممن اشتهروا بالقدرة على توليد نصوص غنية بالرموز واللغة الكودية الاستشرافية. وان كنا لا نستطيع فكفكة ما جاء فيها فالعيب فينا، وحتما سيأتي يوم تكون عقول البشر تعمل بطاقة اكبر فيسهل على اهل ذلك الزمان فهم هذه النصوص وادراك مدى عبقرية هذه الفئة من المبدعين.

ولك مني وللاخوة المتحاورين هنا كل الاحترام والتقدير،،