عرض مشاركة واحدة
قديم 02-18-2021, 07:19 PM
المشاركة 60
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: أسماء الله الحسنى
ورود الاسم في القرآن الكريم:

ورد هذا الاسم في القرآن الكريم مرة واحدة، في قول الله تبارك وتعالى: (الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ)، وقد ورد في السنة المطهرة، عن ثوبان أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثًا وقال: «اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام»، فاسم السلام يتضمن إثبات جميع الكمالات له وسلب جميع النقائص عنه، وهذا معنى "سبحان الله والحمد لله"، فسبحان الله: تنزيهه، والحمد لله: إثبات جميع المحامد له، ويتضمن إفراده بالألوهية وإفراده بالتعظيم، وهذا معنى "لا إله إلا الله والله أكبر" فانتظم اسم السلام في الباقيات الصالحات التي يثنى بها على الرب جل جلاله.

معنى الاسم في حق الله تبارك وتعالى:
اسم الله السلام دائر على ثلاث معان:

1) السلام: أي السالم من جميع العيوب والنقائص لكماله في ذاته وصفاته وأفعاله,.

2) الذي سلم من مشابهة خلقه، قال عز من قائل: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).

3) الذي سلم المؤمنون من عقوبته ، فهو الذي يسلم عباده المؤمنين في الدنيا والبرزخ والآخرة.

فهو سلام في ذاته عن كل عيب ونقص يتخيله وأهم،
وسلام في صفاته عن كل عيب ونقص، وسلام في أفعاله من كل عيب ونقص وشر وظلم وفعل واقع عن غير وجه الحكمة،
بل هو السلام الحق من كل وجه وبكل اعتبار، فهو السلام من الصاحبة والولد، والسلام من الكفء والنظير، والسمي والمماثل، والسلام من الشريك، وحياته سلام من الموت ومن السِنَةِ والنوم، وكذلك قيوميته وقدرته سلام من التعب واللغوب،
وعلمه سلام من عزوب شيء عنه، أو عروض نسيان، أو حاجة إلى تذكر وتفكر، وإرادته سلام من خروجها عن الحكمة والمصلحة، وكلماته سلام من الكذب والظلم، بل تمت كلماته صدقًا وعدلاً، وغناه سلام من الحاجة إلى غيره بوجه ما، بل كل ما سواه محتاج إليه، وهو غني عن كل ما سواه، وملكه سلام من منازع فيه أو مشارك أو معاون مظاهر أو شافع عنده بدون إذنه، وإلاهيته سلام من مشارك له فيها،
بل هو الذي لا إله إلا هو، وحلمه وعفوه وصفحه ومغفرته وتجاوزه, سلام من أن تكون عن حاجة منه أو ذل أو مصانعة كما يكون من غيره، بل هو محض جوده وإحسانه وكرمه، وكذلك عقابه وانتقامه وشدة بطشه وسرعة عقابه,
سلام من أن يكون ظلمًا أو تشفيًا أو غلظة أو قسوة, بل هو محض حكمته وعدله ووضعه الأشياء مواضعها وهو مما يستحق عليه الحمد والثناء كما يستحقه على إحسانه وثوابه ونعمه, بل لو وضع الثواب موضع العقوبة لكان مناقضًا لحكمته ولعزته، فوضعه العقوبة موضعها هو من حمده وحكمته وعزته، فهو سلام مما يتوهم أعداؤه والجاهلون به من خلاف حكمته،
وقضاؤه وقدره سلام من العبث والجور والظلم، ومن توهم وقوعه على خلاف الحكمة البالغة، وشرعه ودينه سلام من التناقض والاختلاف والاضطراب، وخلاف مصلحة العباد ورحمتهم والإحسان إليهم وخلاف حكمته, بل شرعه كله حكمة ورحمة ومصلحة وعدل، وعطاؤه سلام من كونه معاوضة أو لحاجة إلى المعطى ومنعه عدل محض وحكمة،
لا يشوبه بخل أو عجر، واستواؤه وعلوه على عرشه سلام من أن يكون محتاجًا إلى ما يحمله أو يستوي عليه بل العرش محتاج إليه وحملته محتاجون إليه، فهو الغني عن العرش وعن حملته وعن كل ما سواه، وهو استواء وعلو لا يشوبه حصر ولا حاجة إلى عرش ولا غيره، ولا إحاطة شيء به سبحانه وتعالى
بل كان سبحانه ولا عرش ولم يكن به حاجة إليه وهو الغني الحميد، وموالاته لأوليائه سلام من أن تكون عن ذل كما يوالي المخلوق المخلوق، بل هي موالاة رحمة وخير وإحسان وبر،
وكذلك محبته لمحبيه وأوليائه سلام من عوارض محبة المخلوق للمخلوق من كونها محبة حاجة إليه، أو تملق به أو انتفاع بقربه, وسلام مما يتقوله المعطلون فيها .