الموضوع: في غرفة منى
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
5

المشاهدات
4301
 
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي


ريم بدر الدين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
4,267

+التقييم
0.68

تاريخ التسجيل
Jan 2007

الاقامة

رقم العضوية
2765
02-17-2012, 06:19 PM
المشاركة 1
02-17-2012, 06:19 PM
المشاركة 1
افتراضي في غرفة منى
كانت الغرفة صغيرة جدا لا تتسع لأكثر من أريكتين مهترئتين خرجت أحشاؤهما في عدة مواضع منهما خصوصا عند مساند الأيدي وزال الطلاء عن الأقدام الخشبية كأنهما تعرضتا لكثير من البلل المستمر .. في زاوية الغرفة طاولة صغيرة نالها أيضا تقادم الزمن عليها الشيء الكثير و توحي للناظر إليها أنها على وشك السقوط رغم أن قوائمها ليست متقوسة و لا مائلة .. لعله الثقل الكبير الذي تحمله على ظهرها .. كتب يبدو أنها وضعت بطريقة عشوائية لكن بالاقتراب منها تجد كل كتاب فتح على صفحات معينة و وضع فوقه آخر مفتوح على صفحة بذاتها بفوضوية منظمة توحي بأن هناك باحثا يقطن في هذه الغرفة ..حيطان الغرفة ملأى بالشقوق و على رف يكاد يتهاوى وضع ضوء للقراءة من موديل انقرض منذ نصف قرن لكنه ما زال يضيء ..باب الغرفة الخشبي مدهون بطلاء من ألوان متعددة كما لو أنها لوحة فنان سوريالي مجنون حاول أن يضع بصمته على الباب قبل أن يرحل ..إضاءة كبيرة تؤازر الضوء الموضوع على الرف تأتي من غرفة جانبية لعلها مطبخ أو حمام..
لا تذكر كيف دخلت إلى هذه الغرفة و لا تدرك أنها أمسكت مقبض الباب الصدئ هذا بأصابعها و لكنها ترى منى تتجول في الغرفة الضيقة بحركة عصبية .. من نظرة واحدة يستطيع المرء أن يلحظ أنها حامل في أسابيعها الأخيرة من الحمل ..كانت لا تكاد تستكين في مكان ما و تعاني آلاما كبيرة رغم أنها هي نفسها لا تدرك ماهيتها ..لعلها لم تتعرف مثيل هذا الألم يوما
-منى .. هل تتألمين؟.
-ما أدراك؟
- أنت في مخاض .. يجب أن نحضر لك طبيبا
-لست أدري
لعل السؤال هدم قدرتها على المقاومة فشرعت بالبكاء و انهارت على الأريكة
استدارت لتفتح الباب و تبحث خارجا عن المساعدة لكن منى صرخت صرخة كبيرة .. عادت ثانية لترى في تكوين لا تخطئه عين رأس طفل يحاول الخروج .. و في حركة غبية و مفاجئة رفعت منى ساقيها و أعادت الطفل إلى داخلها ..
انتفضتُ مذعورة أقرأ المعوذات .. كان حلما مرعبا !!