الموضوع
:
إنكفاء ..
عرض مشاركة واحدة
11-27-2012, 11:54 PM
المشاركة
4
جَميل العتيبي
كاتب وشاعر سعودي
تاريخ الإنضمام :
Jun 2012
رقم العضوية :
11273
المشاركات:
52
لروحكِ التي ما استكانَت يوماً احبّرُ مطالعَ الوداعِ
والقصيدة الفجائية , مِن ذاكَ الوطنُ الذي يختبئُ خلفَ
قبيلةَ السَنابِل , مِن تلكَ الأمنياتُ التي تكتظُ بكثافتِها
السطورَ النائيةَ والعُزلَه , لتفاصيلِ الشتاء بينَ النسيجِ
المُكتمِلَ الوجوهِ وكأسِ الشايَ الأخضر .
هاهُنا تلدُ المسافةُ الجائعةُ والصبيُ اليافعُ الذي لا ينامُ
طويلاً , يتكئُ على عتبةِ داركِ ثمَّ يعزفُ الناي لحناً منقوصَ
المُنتَصفِ , مُتسارعُ النَبر , فيشدو على ترنيمتهِ طائرٌ وديع
يبحثُ عن لونهِ الأبيضِ في السماء .
هاهُنا نستسقيكِ سحّاً ونجوبُ مزارعَ القصبِ قبيل عيدِ السكاكِر ,
نراكِ في الأفقِ القريبِ تدنينَ ثم تقفينَ على خجَلٍ وكأنما لم يأذنَ
لكِ الثلجُ بَعد , هلاّ علَلتي تلكَ الرُبى فائذنتي للسَحَرِ أن يتهادى على جِباهِنا
وينبلجُ على صدورنا فجراً ناعماً , ثمَّ عِلّي .
يا راهبةَ النورِ والتنّور , نحنُ سابغانِ هذهِ الأرض فامزجي
لنا من عَصيرِ النَحلِ والتوتِ القَديمِ وارفعي عن نافذةِ الحجرةِ
الصغرى ما يجعلها خَجلى , سنعلنُ التحريرَ ونشكّلُ الدستورَ
الجَديد بماءِ الوَرد , سنعيشُ لحظةً أخرى للذاكرةِ الصغيرةِ جداً
, وساعةً أخرى حُبلى بالشغفِ والشعرِ المتفجّر نشوةً ليليةً باهظه .
قد أكونُ مُصاباً بجنونِ الإرتيابِ ولكنني لن أكذّبَ ساعةَ الرَملِ
حينَ أستأمنها ظهري وأمارس هوايةَ تسديد السهام على جسَدِ البَاب .
قد أكونُ مُصاباً بجنونِ الإرتيابِ ولكنني لن أحتسي السلطعونَ
كي أحلُمَ حُلُماً مُعقّداً يجرّني إلى اليقظَه .
قد أكونُ مُصاباً بجنونِ الإرتيابِ ولكنني أثقُ مُطلقاً أنكِ تفكرينَ جدياً
في رؤيةِ وجهيَ المُتجدّد حتى لحظَةَ كتابتي هذه (الكلمه) .