عرض مشاركة واحدة
قديم 03-02-2012, 10:12 PM
المشاركة 290
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الروائية التونسية عروسية النالوتي: أمارس حريتي في الرواية وأكتب القصة للتجريب

كتب: القاهرة – سيد حسين
نشر في 13, February 2012 :: الساعه 12:01 am |
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


أكدت الروائية التونسية عروسية النالوتي أنه لولا وجود الثورة ما تحرر الصوت ولا القلم وعانى المثقفون والكتاب في تونس إجهاد النظام السابق لهم الذي كبح حريتهم.
شاركت النالوتي أخيراً في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب وأدارت ندوة موسعة عن الثورات العربية والأدب، التقيناها وكان الحوار التالي.
كيف ترين اختيار تونس ضيف شرف في معرض القاهرة للكتاب هذا العام؟
خطوة إيجابية تؤدي إلى تنوع ثقافي ليس على المستويين المصري والتونسي فحسب، بل على المستوى العربي عموماً. ثمة كتب كانت ممنوعة من النشر ظهرت بعد الثورة وتشارك في المعرض بقوة، كذلك يبدو تفاعل الأجنحة العربية المشاركة واضحاً، ونستفيد من تجارب بعضنا البعض ونحتفل بثورتي تونس ومصر في نصوصنا وكتاباتنا أيضاً.
كيف ترين الحركة الثقافية العربية بعد ثورات الربيع العربي؟
لا يمكن أن نتحدث عن إنتاج ثقافي الآن عن الثورتين في مصر وتونس، لكن نشر البعض نصوصاً وكتابات كانت ممنوعة في تونس وتكشف كيف كان النظام الديكتاتوري يتعامل مع المثقفين.
وصلت هذه الحقيقة إلى القارئ بفضل الغضب وصرخة الشعوب لتحرير نفسها مما يكبلها ورفع الصوت والقلم. عندما حدثت الثورة بادرت الدور إلى نشر الكتب الممنوعة التي تعبر عن معاناة أصحابها داخل السجون وخارجها في سجن الوطن عموماً.
ماذا عن دور المرأة التونسية في الثورة؟
تماماً كما دور الرجل في الثورة، فالشعب كله خرج رجالاً ونساء وشيوخاً يطلقون الصرخة للعيش بكرامة في وطنهم ومحاربة كل من يهدر أحلامهم وطموحاتهم في الحرية والكرامة. قام الجميع بدورهم على أكمل وجه حتى نجحت الثورة.
لماذا نتحدث عن الثورات وكأنها فجائية، ولماذا يعتقد البعض أن المرأة لم تؤد دوراً مهماً فيها. النظرة إلى الاحتجاجات التي قامت في تونس منذ عام 2008، تؤكد على انخراط النساء في القوى والعناصر الشعبية المطالبة بعيش كريم، ذلك في ظل استحالة وجود أحزاب في المعارضة.
كذلك ثمة من يتحدث عن النصوص والروايات التي تناولت الثورات الأخيرة وكأنها ظهرت فجأة. الحقيقة أنها كانت موجودة، والثورة حررتها من سجنها. حتى صمت النخبة كان يعني بالنسبة إلى النظام الحاكم موقفاً معادياً، والمطلع على تاريخ كتابة معظم الروايات يجدها سابقة على تاريخ الثورة.
بين الرواية والقصة والسيناريو وكتب الأطفال، كيف ترين هذا التنوع الأدبي؟
تملي الفكرة شكلها وإطارها، وتحمل الكتابة المتنوعة سواء للأطفال أم الكبار تقنيات حديثة. توجهت إلى كتابة السيناريو والمسرحيات المختلفة منذ بداية السبعينيات، لكن تبقى الرواية هي الأقرب إلى نفسي، أكتبها والقصة القصيرة منذ سنوات طويلة وأهتم بالأدب العربي أو الشرقي عموماً، والغربي أيضاً نتيجة نشأتي في تونس القريبة من أوروبا، ما جعلني أجمع بين ثقافات متعددة ومختلفة.
كيف تقيمين رحلتك الإبداعية على مدى هذه السنوات؟
من الصعب على الإنسان تقييم عمله، والكاتب خصوصاً يرى نفسه من خلال الآخرين ومستوى تلقيهم مؤلفاته وتواصله معهم. يبدو لي إلى حد ما أن لكتاباتي صدى عند القارئ منذ بدأت بالرواية وصولاً إلى السيناريو والأفلام التونسية.
هل حظيت أعمالك الروائية والأدبية بالنقد الموضوعي؟
لا يمكنني التأكيد على ذلك، لكنها حظيت بنقد إعلامي سريع، وبكتابات نقدية أكاديمية استخدمت فيها أدوات النقد الحديثة ووسائل نفسية وظفت في خدمة الموضوعية والخروج من نص إلى آخر. أما النقد عموماً، فيمكن لي القول إن أدواته معترف بها عالمياً ولا يمكن أن تتدخل الأهواء في تقييم النص الأدبي.
كيف ترين العلاقة بين المثقف والسلطة بعد ثورات الربيع العربي؟
أتمنى أن تتغير لأننا ما زلنا في حالة انتظار، وألا تعود إلى ما عانيناه سابقاً، فلا يمكن أن نفرط في مكاسب الثورة ولن نسمح بتكبيلنا مجدداً ولا بسجن الكلمة الحرة لتنطلق المشاريع الجديدة وتنطلق الثقافة.
كيف يمكن لنا أن الارتقاء بالثقافة العربية؟
نحتاج إلى مشروع قومي عربي تتضافر فيه جميع الجهود العربية، وإلى توجهات من الجماهير العربية وقياداتها السياسية تعمل على الارتقاء بالثقافة لتشكل ركناً أساسياً في الوطن مع النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، فشعب بلا ثقافة لا كيان له أو مقام بين الشعوب الأخرى.
ماذا عن جديدك؟
لدي إصدارات كثيرة ترى النور قريباً، من بينها السياسية والأدبية والروائية التي تحتاج إلى التروي قليلاً ريثما تتضح الاتجاهات وتتبلور الصورة، لأن الكتابة لا بد من أن تواكب تاريخنا وحضارتنا العربية.
نبذة
- عروسية النالوتي أديبة تونسية، من مواليد عام 1950 ولدت في جزيرة جربة وتعمل أستاذة في التعليم الثانوي، ومجازة في الأدب العربي.
- عالجت الأدب على اختلاف أنواعه ونشرت عدداً من الكتابات الشعرية والنقدية.
- بدأت مسيرتها الأدبية بمجموعة قصصية بعنوان «البعد الخامس» (تونس 1975)، مذهبها فيها التمرد على الواقع الوحش آكل لحم الفقراء ومفترس الأنوثة. توالت بعد ذلك إصداراتها بروايتي «مراتيج» و{تماس»، ومجموعة قصص بعنوان «جحا» ثم رواية «هجمة النمل على قرية التين والزيتون».
- ساهمت في كتابة سيناريوهات بعض الأفلام التونسية، منها فيلم «ثلاثون» للمخرج الفاضل الجزيري.