عرض مشاركة واحدة
قديم 04-30-2012, 04:08 PM
المشاركة 5
زهراء الامير
فرعونيـة من أرض الكنانـة
  • غير موجود
افتراضي
[tabletext="width:100%;background-color:gray;border:10px solid silver;"]

(أمام عرش الموت)

هنا يشير أيضا إلى كيفية المعاملة للفتاة وأن الفتاة ليس لها شخصية،وأنها كما السلعة وأبوها البائع و المشتري هو الذي سيتزوجها،وهي لاعلاقة لها بهذا الشأن سوى انها ستسلم للزوج الذي يريده الأب،أو تفرضه الظروف.

ثم يأتي جبران ويقارن بين نارين تقع فيهما المرأة: وهي نار المعرفة ونار الجهل، فالمرأة في المتحضرة التي تولد وتنمو في المدينة تتفتح مداركها ويزداد وعيها، وتخرج من ثوب المرأة القروية البسيطة،ولكن مع ذلك تظل سلطة المجتمع هي المسبب لآلامها.
فالمرأة بالقرية غير مدركة ولكنه افي المدينة مدركة ولكن تعيسة لأن أحلامها تصطدم بالواقع،في القرية كانت عمياء تسير في نور النهار،فأصبحت مبصرة تسير في عتمة الليل أي انها ذات وعي لمن هذا الوعي لا ينفعها في ظل مجتمع ينكرها.
ثم يقول المرأة في القرية جميلة بجهلها فاضلة ببساطتها،قوية بضعفها،فصارت في المدينة قبيحة بتفننها وسطحية بمداركها، معرفتها بعيدة عن القلب.
ثم يسأل عن المستقبل وكأنه يتمنى أن تجتمع صفت الجمال بالمعرفة،أن تتوحد الصفات الجيدة في المرأة لا أن تكسب شيئا وتدفع ثمنه شيئا آخر، سواء بسببها كالمرأة التي تغويها السطحيات أو بسبب المجتمع.


وحسب نظرته الرقي سنة في البشر ومنه رقي الروح،فإذا كانت المرأة قد ارتقت بشيء وتأخرت بشيء آخر تكمله ابنة المستقبل،وما تأخر المرأة بنظره إلا لأن العقبات التي تبلغها قمة الجبل لا تخلو من مكامن اللصوص.


ثم يعود الحديث عن منصور بك والمطران،فهما رمز للسيادة والسلطة والقوة،واستغلال الشعب وظلم الضعفاء،ومثل هؤ***65275;ء هم الذي يتسببون بضياع الأمم وإبادة الشعوب.
وأن الشعوب الشرقية ماهي إلا شعوب مستسلمة للنفوس المعوجة لذوي الأخلاق الفاسدة، وبنظره أن المرأة الضعيفة ***65275; تنم إلا عن أمة ضعيفة، المرأة التي المعذبة بين ميول نفسها وقيود جسدها،هي كالأمة المعذبة بين حكامها وكهانها، والمرأة هي بمنزل الشعاع من السراج.
.
.
ثم هنا وكأن جبران يتحول إلى القراء ويخاطبهم،وذلك طبعا من خلال حواره مع سلمى،أنه ***65275;بد من مواجهة هذا الظلم والفساد ولابد من الصمود في وجهه،وليس الانصياع له ولارضى بالأمر الواقع.
فهؤ***65275;ء الأقوياء ***65275; يأبهون للضعيف بل يعملون على زيادة ضعفه،فهو كسير الجناح وهم يزيدون من كسره،فكسير الجناح لا يواسيه و***65275; يداوي كسره إلا كسير ضعيف مثله.
.
.
.

(بين عشتروت والمسيح)

هنا يبدأ الحديث عن اللقاء السري الذي يجمع بين سلمى وجبران وذلك بعد ان تزوجت سلمى من منصور بك ابن أخ المطران،كان اللقاء يحدث في معبد مهجور،ويحاول جبران الآن أن يظهر انه بدأ يمتلك المعرفة،والتي اشترط حدوثها بأن يتذوق الإنسان الحزن والسعادة وأن يرى الملائكة والأبالسة،
ولكنه فلسف هذه المعرفة بصورتين في المعبد وهي صورة عشتروت والتي كانت عند الإغريق تمثل إلهة الحب وصورة يسوع وهو مصلوب -وهذا في معتقد النصارى- يصور طبيعة الحياة الممزوجةالمجدلية الواقف أمامه وهو مصلوب.

ثم يشير على لسان سلمى:"إن الكتاب والشعراء يحاولون إدراك حقيقة المرأة، ولكنهم إلى الآن لم يفهموا حقيقة قلبها وأسراره،لأنهم ينظرون إليها من وراء نقاب الشهوات أي ينظرون إلى الجسد وينسون الروح والقلب فلا يرون غير خطوط جسدها، أو يفهمونها تحت مكبرات الكره فلا يصورونها بغير الضعف والاستسلام.


ثم يعود مشيرا على لسانها إلى اللوحتين: "في قلب هذه الصخرة -الموجودة في المعبد-قد نقشت الأجيال رمزين يظهران خلاصة ميول المرأة،ويستجليان غوامض نفسها المراوحة بين الحب والحزن،بين الانعطاف والتضحية بين عشتروت الجالسة على العرش ومريم الواقفة أمام الصليب،إن الرجل يشتري المجد والعظمة والشهرة،والمرأة هي التي تدفع الثمن".

.
.
.
بالحب والسعادة والمأساة والحزن،فصورة عشتار تظهر الحب أما صور المسيح تظهر حزن مريم

(التضحية)

هنا تكمن التضحية التي قدمتها سلمى،وهي التخلي عن جبران حماية له من بطش المطران،وذلك أن المطران قد شك بأمر خروجها في نهاية كل شهر،فبث إليها العيون ووظف الخدم لمراقبتها،فكانت أن أنهت اللقاء بينهما.

هنا يظهر صوت آخر لجبران، وهو الروح المؤمنة بالله..فهو يرى أن التمرد واجب وشيء إلزامي فالله يعطي وهؤ***65275;ء المستبدين يسلبون،فالمستسلم لهؤ***65275;ء ولجشعهم ونفوذهم،هو ضعيف أنكر ما أتاه الله، ومع ذلك نراه يتحدث أيضا عن بلاد المهجر والتي هي في ذاك الوقت أرض الحرية بالنسبة له وهي الحرية المعنوية والاستقلال الشخصي.


.


(المنقذ)

مضى على زواج سلمى خمسة اعوام، دون أن تحمل بطفل، والذي جعل من منصور بك يزيد من كرهه لها واحتقارها حتى أصبح يراها عدوا له.
فهو يشير إلى نظرة المجتمع للمرأة العاقر ونبذه لها،بل وجعل ذلك عيب بشخصها..
ومع ذلك،بعد خمسة اعوام وهبت سلمى بطفل ويوم الولادة كان الجميع ينتظر بهذا المولود الذي سيحمل اسم منصور بك،ولم تذكر أحد سلمى على الرغم من أن صوتها كان قد انتشر في كل انحاء الحي،وحين انجبت فرح الناس جميعا بقدوم المولود،وأقام منصور بك حفلا بقدومه،وراح يشرب الأنخاب وكأن جبران يريد أن يقول هل المرأة آلة إنجاب حين يأتي المولود نفرح به وننسى من اتى به إلى الدنيا.

لكن في الوقت الذي كان الناس فيه يحتفلون،كان الطفل ليس إلا عابر سبيل جاء ليأخذ امه ويمضي بها إلى ملكوت آخر.
ماتت سلمى ومات طفلها،ومنصور بك واقف على الدفن ينظر للأفق وينتظر انتهاء المراسم ليجد غير سلمى فتاة تفوق ثروتها ثروة سلمى...
.
.


وها قد انتهينا بحمد الله من القراءة الأولى..ولكن بقي أن أظهر ثلاثة نقاط قد يستنتجها أي قارئ للرواية وهي كالتالي:

*في فصل(عشتروت والمسيح) وجهة نظر: لن تكون وجهة نظري مخالفة لمي زيادة والتي أشرت إليها في الجزء الأول من موضوع الأجنحة المتكسرة،وأي نفس بشرية لا ترضى بهذا الشيء ولوكانت رواية او أدب فحتى للأدب حدود يقف عند بابها،فكما قالت مي زيادة أقول معها هل على كل امرأة لم تجد سعادتها مع زوجها أن تذهب وتلاقي صديقا آخر في منطقة مهجورة؟
بالطبع لا ولكن الذي أحببت أن أشير إليه،هو ضعف تبرير جبران لهذا الموقف فالقارئ يستنتج من خلال النص الذي يبرر في جبران لقائهما، أن جبران كان أضعف ما يكون في هذا النص،ومع ذلك حتما جبران قادر ان يميز أين مواضع الضعف فيذهب لتغطيتها بشيء آخر،فبعد أن برر اللقاء راح يخاطب عاطفة القارئ محاولا إبعاد العقل،مستميلا قلبه بحجة أن المجتمع قد ظلمهما فراح يلهي القارئ بأفعال المجتمع عن فعلهما،ويستميل عواطفه بدلا من عقله.



*جبران حاول جاهدا أن يخفي نيتشة وأثره في الرواية،وأكاد أقول انه استطاع ذلك إلا في بعض الفصول ،وكان نيتشة أكثر ما يكون ظاهرا في فصل بحيرة النار،ومع ذلك بوجهة نظري لا أغالط جبران على هذا فالأدب كالبناء يعلو طوبة فطوبة،وكل يستمد من الآخر ثم يزيد عليه،وفي هذه الرواية حاول أن يجمع بين تمرد نيتشة والرومنسية التي بالأصل كان هو عليها،لكن لم يستطع أن يخفي هنا أنه تلميذ نيتشة وهو لا ينكر هذا،في هذه المرحلة فجبران لم يتخل عن نيتشة إلا بعد كتاب النبي.

يتبــع

[/tabletext]