عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-2010, 12:54 PM
المشاركة 96
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان رماد الهشيم
رقم القصيدة (3)





الشوق القاتل





أَعدُّوا عصا الترحال إنِّيَ راحلُ
فشوقي لهجر الحيِّ شوقٌ مقاتلُ


أَعِدُّوا عصا الترحال ثمَّ ترقبوا
رحيلي لحيٍ ليس فيه منازلُ


سئمت حياتي بين أهلي وصُحبتي
وبتُّ غريباً في بلادي أناضلُ


أحاولُ كسب القوت في بُؤر اللظى
وفي غُرَفِ التبريد أيضاً أحاولُ


وأبرزُ في ساح القتال معانداً
وأسلُسُ في ساح الهوى فأغازلُ


أنوءُ بما يرضي الجمال فأنحني
كما تنحني وقت الحصاد السَّنابلُ


وأمشي على شوك الترفُّع حافياً
وفي همَّتي شُمُّ الجبال أطاولُ


وما كنت غِرَّاً بين أهلي ولم أجدْ
لنفسي مثيلاً للزمان يصاولُ


ويسعى حقودٌ بالوقيعةِ بيننا
ويغبطه في السعي نذلٌ وسافلُ


كذا الناس رعديدٌ وصِلُّ وغادرٌ
فهل من جذور اليأسِ ينمو التفاؤلُ


تمدُّ ليَ الأيام كفَّ مسالِمٍ
وتقطع بي حبلَ الرَّجا فأقاتلُ


* * *

ولما رأيتُ الناس حولي أساوداً
وأنيابُهم فيها الحتوفُ مواثلُ


توقَّفتُ في صمتٍ أفتش في يدي
لعلَّ بها عوناً لما أنا فاعلُ


فلم أرَ فيها غير ريشة شاعرٍ
أبيٍّ إذا جدَّ النزال ينازلُ


ينام على نارٍ ويصحو على لظىً
يحاذرُ أن يطغى الأسى فيواصلُ


وتولدُ في عينيه ألفُ مريبةٍ
تُشاغِلُهُ عمَّا يرى فيُشاغلُ


ويغمضُ أجفانَ الظلام لعلها
تلوح له خلف الظَّلام أصائلُ


يُجاري سوادَ الناس فيما تعوَّدوا
فطوراً يجافيهم وطوراً يجاملُ


ويجمع بين الخوف والأمن مُجهَداً
وتفصله عما يروم فواصلُ


ويسعى إلى النُّعمى بكل وسيلةٍ
وهيهات أن تسعى إليه الوسائلُ


فيرسلُ آياتِ البيان صواعقاً
ويترك للأحفاد ما هو قائلُ


* * *

سأمضي ولا أُصغي لحكمةِ ناصحٍ
فإنَّ دعيَّ النُّصحِ خِبٌّ مُخاتلُ


أخِبُّ مع الستين أبحث عن دمي
فهل جفَّ ؟ أم صُبَّتْ عليه السوائلُ ؟


وهل أنا مقتولٌ بعدلي وظلمهم
وهل أنا في رفع الظلامة قاتلُ


لقد حِرتُ في ردِّ الجواب ولم أزلْ
برغم ضياعي في السؤالِ أُسائلُ




2-9-1999