عرض مشاركة واحدة
قديم 01-30-2014, 08:00 PM
المشاركة 4
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
الحلقة الثانية:

ألقيت التحية وأصابعي ترتجف، لأني لم أكلمه يوما على النت..

والفضول يستبد بمشاعري..

تمر الثواني والتوتر يطرق باب قلبي، خمس دقائق كانت كفيلة باحتلاله له..

تجاهله استفزني، حاولت أن أنشغل بعملي، لكن عقلي كان في العمل ومشاعري في المسنجر..

ألقيت التحية مرة أخرى.. لا مجيب وكأني أكلم اسمه الجامد مع الأيقونة المبتسمة بقربه..

ضقت ذرعا بالفصام الذي تملكني، تركت المسنجر مفتوحا وذهبت إلى مكتب رئيسي لاستشارته في العمل..

عدت بعد ساعة، لا جديد، قررت التجاهل فاستجاب ظاهري، أما مشاعري فأبت الهدوء وكرامتي قررت زيارتي فوخزتني وخزا..

انتهى الدوام أخيرا وانصرفت إلى البيت، ألعن الفضول الذي ذلني..

في صباح اليوم التالي، قررت أن أفتح الفيسبوك وأغلق المسنجر، صفحتي هناك مختلفة، لا أعلم لم يستسلم حذري له وتسلم له مشاعري المفتاح، لم أكن أشعر أني كتاب مفتوح، لم أكن أعلم أن صيدي سهل رغم أن صفحتي تزدحم بالآيات والأحاديث والسياسة والمجاملات أيضا..

فتحت حسابي فصفع قلبي طلب إضافة، إنه هو زميلي الذي تجاهلني البارحة..

نعم لقد وجد اسمي فالفيسبوك يعرفني جيدا، بل حتى اسم والدي عرفته به ..

قبلت الإضافة على الفور، وتوقعت أن يرسل رسالة فلم يحدث..

قفزت بمؤشر الفأرة بسرعة نحو المسنجر، غريبة لا رد ولا شيء..

أدركت أن كرامتي كفت عني أسلحتها، وهدأت حقا وكأني أخبر فضولي أنه سيشبع قريبا..

مرت أيام ولا جديد، الاسم أونلاين وصاحبه أوفلاين، أهي عنجهية أم انشغال أم تجاهل أم ماذا؟

أخيرا أعتق حيرتي من الأسر وألقى التحية في صباح اليوم الخامس..

.............................. ............

ملاحظات اقتحامية: هنا الشخصية ارتكبت أخطاء قاتلة لن تدرك أهميتها إلا بعد مدة، أولا الفضول وهذا الشعور إذا استشعره فينا إنسان لا يتقي الله سيسيء استغلاله..هنا الزميل كان مبتعدا، وهي لا تعلم أمرا مهما أطلق سراحه فضولها ( سأقوله لاحقا إن شاء الله)

ثانيا: تجاهله لها أول الطريق للتمكن منها، يقول المصريون مثلا له أبعاد مهمة ( بيصبر على الرز لما يستوي ) وفي قصتنا ترك مشاعرها تختمر وصمته أطلق لديها احتمالات وتحليلات سحبت طاقتها ..

ثالثا: من أخطر وسائل الاقتحام، البوح المشاعري، شخصنة الصفحة تجعل الإنسان كتابا مفتوحا أمام الناس، يهمنا هنا من يسيؤون استغلال ذلك..

وللحديث بقية في الحلقات القادمة بعون الله

على الهامش: الهدف من القصة حماية كل إنسان من الاختراق الشخصي، وأبرأ إلى الله من كل استغلال سيء لهذه المعلومات..

يتبع بأمر الله

بقلم: نزهة الفلاح