الموضوع: الجزء الخامس
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-16-2019, 01:52 PM
المشاركة 10
إمتنان محمود
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: الجزء الخامس
36-ريسا

ريسا أول من لاحظ وجود خطب ما مع كونر.و ريسا أول من اهتم لوجود شئ خاطئ مع ليف.

فى لحظه إيثار,تجد نفسها ثائره بتلك الأفكار, لأن الأشياء تسير بصوره جيده لها الآن. لديها أخيرا مكان لتبقى فيه.تتمنى أن يظل هذا ملاذها لما بعد الثامنه عشر.

لأن فى العالم الخارجى هى لن تكون قادره على فعل الأشياء التى تفعلها الآن. ستمارس الطب دون رخصة..لا بأس بالأمر حين تكون فى وضع البقاء, لكن ليس فى العالم المتحضر. ربما, حين تصبح فى الثامنه عشر قد تلتحق بالجامعه, و كليه الطب... لكن هذا يتطلب مال,و اتصالات,و سيكون عليها أن تواجه منافسه أكبر من المنافسه فى دروس الموسيقى.
تتسائل إن كانت ستتمكن من الانضمام للجيش و تصبح مطببه عسكرية.
ليس عليك أن تكون بويف لتنضم للوحده الطبية.!

أيا ما كانت ستؤول إليها اختياراتها, الشئ المهم أنه سيكون هناك اختيار. للمره الأولى منذ وقت طويل تستطيع أن ترى مستقبل لنفسها.
وبكل تلك الأفكار الجيده عن حياتها, آخر شئ تريده هو وجود شئ ما ليُسقطهم.

هذا ما يشغل بال ريسا بينما تذهب لأحد طائرات الدراسة. لدى الأدميرال ثلاث من أفضل طائراته و أحسنها تجهيزا موضوعه كأماكن للدراسة, مليئه بالمكتبات والكمبيوترات و الموارد لتتعلم أى شئ تريد أن تتعلمه.
“هذه ليست مدرسه” ,أخبرهم الأدميرال قصيرا بعد وصولهم,:”لا يوجد مدرسون,لا يوجد اختبارات” .. بغرابه, إنه بالظبط انعدام التوقعات التى تُبقى طائرات الدراسه ممتلئه أغلب الوقت.

مهمات ريسا تبدأ بعد الغروب بقليل,و أصبحت عاده لديها أن تبدأ يومها فى أحد طائرات الدراسة,بما أنه فى هذا الوقت من الصباح تكون هى غالبا الوحيده هناك. يعجبها الأمر هكذا, لأن الأشياء التى تريد تعلمها تجعل الآخرين غير مرتاحين. ليس موضوع الدراسه ما يزعجهم, لكن حقيقه كون ريسا من يدرسه. التشريح و الكتب الطبيه غالبا.
يفترض الأولاد أنه فقط لعملها فى الطائره الطبية,فهى تعرف كل ما تحتاج لمعرفته.و يزعجهم رؤيتها تتعلمه فى الحقيقه.

حين تصل فى هذا اليوم, على أيه حال تكتشف بالفعل وجود كونر هناك . تتوقف عند الباب متفاجئه.
هو مأخوذ بشده فيما يقرأه حتى أنه لا يسمعها تدخل. تأخذ بعض الوقت لتنظر إليه. لم تره أبدا بهذا التعب.. ليس حتى حينما كانا هاربان. مع ذلك,فهى سعيده لرؤيته.
كلاهما كان مشغول للغايه, فلم يكن هناك وقت ليقضوه مع بعضهم.
“مرحبا يا كونر.”
أُخذ على غفله, ينظر لأعلى بسرعه و يغلق كتابة. حين يدرك من هو, يسترخى ,:”مرحبا ريسا.”

بالوقت الذى جلست بجواره, يبتسم, ولا يبدو متعب لهذا الحد. هى سعيدة أنها تمتلك هذا التأثير عليه.
“انت مستيقظ باكرا.”
“لا, أنا سهران لوقت متأخر” يقول:”لم أستطع النوم,لذا أتيت هنا. يخطف نظره خارج أحد النوافذ الدائرية الصغيرة:”هل هو الصباح بالفعل؟”
“على وشك. ماذا تقرأ؟”
يحاول أن يُبعده عن مرمى بصرها, لكن فات الأوان لذلك.قد أخرج كتابين. الكتاب فى الأسفل عن الهندسه. لا مفاجأه فى هذا, باعتبار الاهتمام الذى كونه عن طريقه عمل الأشياء.
إنه الكتاب الذى فى الأعلى_الكتاب الذى كانت أنفه مدفونه بداخله حين وصلت_الذى يفاجئها, يجعلها على وشك الضحك,:“علم الجريمه للأغبياء؟”
“أجل,حسنا... كل واحد يحتاج لهوايه.”
تحاول أن تتمعنه بالنظر, لكنه ينظر بعيدا:”يوجد شئ خاطئ,أليس كذلك؟” تسأل,:”أنا لا أحتاج كتاب كونر للأغبياء لأعلم أنك فى مشكله ما.”

ينظر فى كل مكان إلا عينيها”,إنها ليست مشكله.. على الأقل ليست بالنسبه لى.أو ربما هى كذلك من جهه ما, لا أعلم.”
“أتريد أن تتكلم عن الأمر؟”
“هذا..” يقول كونر,:”هو آخر شئ أريد فعله”,و يأخذ نفس طويل و يتحرك فى كرسيه:”لا تقلقى,كل شئ سيكون بخير.”
“أنت لا تبدو متأكدا للغايه”

ينظر لريسا, ثم ينظر للباب. يتأكد أنهم لازالا وحدهم.ثم يميل نحوها ويقول:”الآن بعد .. عدم وجود الذهبيون! الأدميرال سيبحث عن بدلاء,أريدك أن تعدينى أنه لو طلب منك المساعده, سترفضى طلبه.”
“الأدميرال لا يعلم حتى بوجودى. لماذا سيطلب منى أى شئ؟”
“لأنه طلب منى ” يقول كونر بهمس شديد:”وأنا أعتقد أنه طلب من إمبى أيضا.”
“إمبى؟”
“كل ما أقوله هو أننى لا أريدك أن تكونى هدف!”
“هدف لماذا؟ لمن؟”
“شششش! اخفضى صوتك!”

تنظر مجددا للكتاب الذى كان يقرأه,محاوله أن تضع القطع مع بعضها, لكن فقط, لا يوجد قطع بما يكفى. تقترب منه, جابرته على النظر إليها:”أريد مساعدتك” تقول:”أنا قلقه بشأنك. أرجوك اتركنى أساعدك.”

يُسهم عيناه ذهابا وإيابا ,و يحاول إيجاد مهرب من نظرتها, لكن لا يستطيع. فجأه,يوصل المسافه الصغيره بينهم و يُقبلها. هى لم تتوقعها, وحين يقطع القبله, تُدرك أنه لم يتوقعها أيضا.
“لماذا كانت هذه؟”

يستغرقه لحظه ليسترجع وظائف دماغة,”هذا” يقول..:”فى حاله حدوث شئ و لا أراكى مجددا.”
تقول “حسنا”, وتسحبه لقبله ثانيه.. تلك الواحدة أطول من سابقتها.و حين تنهيها, تقول:”هذا فى حال رؤيتك مجددا.”

يرحل, ويتخبط ببلاهه فى طريقه للخارج و يكاد يقع على الدرجات المعدنيه نحو الأرض.
بالرغم من كل ما حدث بينهم, ريسا ابتسمت.
إنه مذهل كيف أن شئ بسيط كقبله يمكنه التغلب على أقسى الهموم.

***
مشاكل ليف يبدو أنها من طبيعه مختلفة,و ريسا تجد نفسها خائفه منه. يأتى هذا الصباح إلى مركز نداء المشفى بحرق شمس سئ. بما أنه عداء سريع فقد تم تعيينه بمهام المرسال. غالبا,فهى تتضمن الجرى ذهابا و إيابا بين الطائرات حاملا ملاحظات.
من أحد قواعد الأدميرال أن يضع كل المرسالين واقى الشمس, لكن يبدو أن ليف لا يلتزم بقوانين أى أحد بعد الآن.

يتحدثا قليلا لبرهه, لكن الوضع غريب, لذا تسارع بعملها,:” حسنا, الآن بعد أن طال شعرك,فيبدو أن جبهتك وعنقك تم إعفائهم. اخلع قميصك.”
“لقد لبست قميصى أغلب الوقت,” يقول.
“فلنلق نظره على أيه حال.”
ينزع قميصه على مضض, هو مصاب بحروق هناك أيضا, لكن ليس بسوء حروق خديه و ذراعيه. لكن ما يلفت نظرها هو أثر ضرب على ظهره فى شكل باهت ليد. تمرر أصابعها عبره.
“من فعل هذا بك؟” تسأله.
“لا أحد” يقول بينما يمسك قميصه منها و يرتديه,:”فقط أحد الشباب.”
“هل يسبب لك أحدا فى فريقك المشاكل؟”
“لقد أخبرتك, إنه لاشئ... ما أنتِ؟ أمى؟”
“لا” تقول ريسا,:”فلو كنت أمك, سأكون أهرع بك إلى أقرب مخيم حصاد.” تقصدها كدعابه لكن ليف لا يجدها طريفه.
“فقط اعطينى شيئا لأضعه على الحروق.”

يتردد برود فى صوته..و تذهب للدولاب لتجد انبوب من كريم الألو* لكن لا تعطيه إياه بعد,وتقول:”أنا افتقد ليف القديم.”
يجعله هذا ينظر إليها.”بدون إهانه, لكن أنتى لم تعرفينى حتى.”
“ربما لا,لكن على الأقل حينها كنت أريد معرفتك.”
“ولا تريدى بعد الآن؟”
“لا أعرف.”تقول ريسا.” فالفتى الذى أنظر إليه حاليا مرعب إلى حد ما بالنسبه لذوقى” ,تستطيع رؤيه أن هذا أثر فيه.لا تدرى لماذا قد يفعل! لأنه يبدو فخورا بعامل خوفه الجديد.
“ليف القديم” يقول:”خدعكما لتثقا به,ثم سلمكما للشرطه فى أول فرصه أتيحت له.”
“وليف الجديد لن يفعل هذا؟”
يُفكر فى هذا ثم يقول:” ليف الجديد لديه أشياء أفضل لفعلها.”
تضع انبوبه كريم الحروق فى يده:”نعم,حسنا, لو رأيت القديم.. الذى كان يفكر دائما فى الرب و غايته و إلى ما ذلك.. اخبره أننا نريد رجوعه.”
يوجد صمت ثقيل وينظر للأنبوبه فى يده. لوهله تعتقد أنه قد يقول شيئا يُرجع ذاك الفتى الآخر للغرفه ,لكن كل ما يقوله هو:”كم مره أضع هذا؟”

***

يوجد نداء عمل فى اليوم التالى.
ريسا تكرههم, لأنها تعرف أنه لن يكون هناك أى شئ لها, لكن على الجميع أن يحضر نداءات العمل.
اليوم, التجمع ليس بقياده متفكك, إنه بقياده كليفر. فعلى ما يبدو فقد استولى على الوظيفه مؤقتا, بما أنه لا يوجد من يقوم بمهام آمب. هو لا يعجبها. فهو يمتلك مظهر متملق غير مرضى.

يوجد فقط عده نداءات للعمل اليوم. شخص يريد مساعد سمكرى فى أحد المدن الضائعه اسمها بيفرز بريث.. يوجد بعض أعمال فى مزرعه فى كاليفورنيا.. و وظيفه ثالثه غريبه فقط..
“خليج بوردو فى آلاسكا” يقول كليفر:”ستعمل على خط بترول حتى تتم الثامنه عشر. مما سمعت, فهو من أبرد وأقسى الأماكن على الأرض. لكن هااى, إنه مخرج,صحيح؟ أحتاج لثلاث متطوعين.”

اليد الأولى التى ترتفع تنتمى لفتى كبير يبدو أن اسمه الأوسط هو العقاب,كما لو أنه خُلق للعمل الشاق حتى آخر رأسه الحليقه.
اليد الثانيه التى ترتفع تُفاجئ ريسا,إنها ماى .. ماذا تفعل بتطوعها للعمل على خط الأنابيب؟ لماذا قد تترك الفتى الذى كانت ملتصقه به فى المستودع؟ لكن حينها, بعد التفكير فى الأمر, ريسا لم ترى هذا الفتى فى المقبره على الإطلاق. بينما تحاول استيعاب الأمر, ترتفع يد ثالثه .. فتى أصغر,أقل حجما,فتى بحروق شمس سيئه.
يد ليف مرفوعه عاليا, و يتم اختياره لوظيفه خط الأنابيب.

تقف ريسا فقط هناك.. غير مصدقه,ثم تبحث عن كونر فى الحشد. لقد رأى الأمر أيضا. ينظر لريسا ثم يرفع كتفيه. حسنا,ربما هذا الأمر استهجان فقط بالنسبه لكونر, لكنه ليس كذلك بالنسبه لها.

حين ينفض الاجتماع, تمشى كالنحله نحو ليف,لكنه اختفى بالفعل بين الأولاد.
لذلك ما أن وصلت للمشفى, تطلب مرسال, وآخر وآخر, مرسله كل منهم بملاحظات عديده بتذكير الأولاد بأخذ أدويتهم.و أخيرا.. بعد مكالمتها الرابعه, المرسال الذى أتى هو ليف.

بالتأكيد يرى النظره فى عينيها.لأنه يقف فقط بالخارج ولا يدخل.
يوجد أحد المعالجون الآخرين هنا, لذا ترمق ريسا ليف بنظره مشيرة للخلف:” هذا الطريق.الآن!”
“أنا لا آخذ أوامر,” يقول.
“هذا الطريق!” تقول مجددا, وبحده أكبر,”الآن!”
على ما يبدو فهو يأخذ الأوامر بعد كل شئ!, لأنه يخطو للداخل و يمشى لمؤخره الطائرة.
ما أن وصلا لغرفه التخزين فى الخلف, تغلق الباب الفاصل خلفهم و تنقض عليه.
“فيماذا تفكر بحق الجحيم؟”

وجهه كالفولاذ. كباب خزنه لا تقدر على فتحها.
“لم أذهب لآلاسكا أبدا” يقول:”من الأفضل أن أذهب الآن.”
“لقد كنت بالكاد هنا منذ أسبوع.! لماذا أنت فى عجله للرحيل.. ولأجل وظيفه كتلك؟”
“ليس على تفسير أى شئ لك أو لاى شخص آخر. لقد رفعت يدى وتم اختيارى, هذا كل ما فى الأمر.”

تعقد ريسا ذراعيها فى مواجهه لأسلوبه المتحدى:”أنت لن تذهب لأى مكان إن لم أعطك شهاده صحيه نظيفه. قد أخبر الأدميرال أنك تعانى من.. تعانى من ... التهاب كبدى معدى.”
“لن تفعلى!”
“فقط راقبنى.”

يبتعد عنها بسرعه,ويركل الحائط فى غضب, ثم يرجع لها:” هو لن يصدقك! و حتى لو فعل, لن تبقينى مريضا للأبد!”
“لماذا أنت مصر جدا على الذهاب؟”
“يوجد أشياء على فعلها” يقول ليف:”لا أتوقع أن تفهمى. أنا آسف لعدم كونى الشخص الذى تريدينه, لكننى تغيرت. أنا لست نفس الفتى الغبى الساذج الذى اختطفتماه أنتما الاثنان منذ شهرين. لاشئ قد تفعليه سيمنعنى من مغادره هذا المكان وفعل ما على فعله.”

ريسا لا تقول شيئا,لأنها تعلم أنه محق.بإمكانها مماطلته على أحسن تقدير, لكن ليس بإمكانها إيقافه.

“إذا,”يقول ليف,بنبره أهدأ الآن:”هل لدى التهاب كبدى معدى أم لا؟”
تتنهد..”لا ليس لديك.”

يلتفت ليغادر,ويفتح الباب الحاجز. هو مصمم بشده على المغادره حتى أنه لا يفكر فى توديعها.
“أنت مخطئ بخصوص شئ واحد” ,تقول قبل أن يخرج من الباب:”أنت فى نفس السذاجه التى كنت عليها من قبل. وربما فى ضعف الغباء.”
ثم رحل.

فى مساء نفس هذا اليوم, تأتى شاحنه بيضاء غير مُعلمه لأخذه وماى والفتى الأقرع بعيدا. مره أخرى, ريسا تعتقد أنها لن ترى ليف مجددا..
مره أخرى, ستكون على خطأ...
****
37-إمبى و الأدميرال

لا يملك إمبى أى فكره عن الأحداث التى تتحول فى المقبرة.. ولا حتى أنه فى خضمها. فعالمه يقتصر على المربعات فى كتبه الهزلية و الحدود المرسومه فى لعبه البينبول.
فبقائه فى تلك الحدود كان وسيله دفاعية ناجحه ضد قسوه و ظلم الحياة خارجهم.

لا يتعجب من غرابه الثلاثى الذى قد غادر لآلاسكا.. إنه لا يعنيه. هو لا يفهم التوتر لدى كونر. كونر قادر على الاهتمام بنفسه. هو لا يقضى الوقت متسائلا حول رونالد.. هو فقط يبقى بعيدا عن طريق رونالد.
لكن إبقاء رأسه منخفضا لا يبقيه فى المنطقه الآمنه. إمبى فى الواقع, هو ممتص الصدمات المركزى فى لوح البينبول, وكل كره فى اللوح على وشك الارتداد من عليه.

***

لقد طلبه الأدميرال.
الآن يقف إمبى متوترا فى مدخل ما كان ذات مره مركز العمليات المتنقله لرئيس الولايات المتحده. يوجد رجلان آخران هنا. هم فى قمصان بيضاء وأربطه عنق داكنه.
السيدان السوداء المنتظره أسفل السلالم بالتأكيد ملكهم.

الأدميرال يجلس على مكتبه. يحاول إمبى أن يقرر هل سيدخل, أم يلتفت ويهرب. لكن يراه الأدميرال ونظرته تثبت قدمى إمبى مكانهم.
“أردتنى يا سيدى؟”
“أجل. اجلس يا زاكارى.”
يجبر قدميه على التحرك نحو الكرسى مقابل الأدميرال,”إمبى”يقول:”الجميع يدعونى فقط إمبى.”
“هل هذا اختيارك ... أم اختيارهم؟” يسأل الأدميرال
“حسنا... اختيارهم, غالبا.. لكنى اعتدت عليه.”
“لا تدع أى شخص آخر يسميك” يقول الأدميرال.و يفر ملف يحمل صورة إمبى مثبتة على غلافه. إنه ملف كامل, ولا يقدر إمبى على تخيل كيف يمكن أن يكون أشياء مثيره فى حياته بما يكفى لتملء ملف بتلك الثخانه.
“ربما لا تدرك هذا, لكنك فتى مميز جدا” يقول الأدميرال.

إمبى بإمكانه فقط النظر لرباط حذائه, الذى .. كالعاده. على وشك الانحلال:”هل لهذا السبب أنا هنا, سيدى؟ لأننى مميز؟”
“نعم يا زاكارى. وبسبب هذا, أنت ستتركنا اليوم.”

يرفع إمبى نظره:”ماذا؟”
“يوجد شخص ما يريد مقابلتك. فى الحقيقه, إنه شخص كان يبحث عنك منذ وقت طويل.”
“حقا؟”
“هؤلاء الرجال سيأخذونك هناك.”
“من هو؟”.. إمبى لديه وهم مستمر أن أحد والديه مازال حيا بالفعل. إن لم تكن والدته, إذا والده.
دائما حلم أن والده كان فى الحقيقه جاسوس... وأن موته منذ كل تلك السنوات كان فقط القصه الرسمية, وأنه كان فى الأركان الغير مروضه من العالم يقاتل الشر. كبطل حقيقى من أبطال القصص المصورة.
“إنه ليس شخص تعرفه” يقول الأدميرال,محطما آمال إمبى:”مع ذلك فهى امرأه جيدة .. فى الحقيقه هى زوجتى السابقه.”
“أنا... أنا لا أفهم.”
“سيتضح الأمر لك قريبا بما يكفى. لا تقلق.”
هذا يعنى لإمبى دعوه مفتوحه للقلق دون نهايه. تجعله يبدأ فى اللهث, مما يؤدى لانقباض أنابيبه الشعبية. يبدأ تنفسه يصدر صفيرا. ينظر له الأدميرال بقلق.
“هل أنت بخير؟”
“ربو.” يقول إمبى بين الصفير.ويُخرج مستنشق من جيبه و يأخذ منه نفخه.
“أجل” يقول الأدميرال:”ابنى كان لديه ربو.. لقد استجاب جيدا لكسولير”,ثم ينظر لأحد الرجلين خلف إمبى :”من فضلكم تأكدوا من جلب بعض الكسولير لتلك الرئه.”
“حسنا يا أدميرال دانفى.”

يأخذ الأمر بعض الوقت ليتأرجح بين طيات عقل إمبى قبل أن يخبط زعانفه العقلية.
“دانفى؟ اسمك الأخير دانفى؟”
“نحن لا نملك أسماء أخيرة فى المقبرة” يقول الأدميرال ثم يقف و يأخذ بيد إمبى, مصافحها:”الوداع يا زاكراى. حين ترى زوجتى السابقة, اعطها تحياتى.”

إمبى استطاع أن يُخرج استجابة صامته بينما يأخذه الرجل من يده ويقوده خارجا لأسفل نحو سياره السيدان المنتظرة.

***

ما أن ذهب الفتى, يستند الأدميرال دانفى للخلف فى كرسيه. بكل الأشياء التى تهدد منطقته, ها هو شئ بإمكانه أن يَسعد بخصوصه.
يسمح لنفسه ببرهه من الرضا, ناظرا نحو الصوره الباسمه لابنه هارلن... المعروف بهامفرى فى الفولكلور الحديث, لكن أولئك من أحبوه يعرفون اسمه الحقيقى.

أجل.. الأدميرال يكفر عن ذنبه, ويصحح الأشياء, جزء تلو جزء تلو جزء.
________________________________________________
كريم الألو : كريم مستخلص من نبات الألوفيرا لعلاج الحروق.