الموضوع: الجزء الخامس
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
15

المشاهدات
3863
 
إمتنان محمود
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


إمتنان محمود is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
56

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Sep 2018

الاقامة

رقم العضوية
15674
06-10-2019, 06:11 PM
المشاركة 1
06-10-2019, 06:11 PM
المشاركة 1
افتراضي الجزء الخامس
الجزء الخامس
المقبره

(جنوب غرب آريزونا) تخدم كمقبره مثاليه للطائرات.
فلديها مناخ جاف,صافى و تقريبا عديم الضباب,مما يساعد على تقليل التتآكل.
لديها تربه قلويه صلبه للغايه فيمكن للطائرات أن تُقطر و تقف على سطحها دون أن تغرس...

مقبره الطائرات ليست فقط عباره عن سياج حول هياكل الطائرات و أكوام من خرده المعادن.
بل,قطع غيار تساوى ملايين الدولارات يتم استخراجها لإبقاء الطائرات السليمه طائره...

_جو زينتنر,”مقابر الطائرات,”
desertusa.com


32-الأدميرال

الشمس المتوهجه تُحمص أرض أريزونا فى النهار و تغطس الحرارة فى الليل.
أكثر من ربعمائه طائرة من كل عصر فى تاريخ الطيران تلمع فى حرارة تلك الشمس.
من على ارتفاع بعيد, صفوف الطائرات تبدو شبيهه بخطوط المحاصيل, حصاد تكنولوجيا مهجوره.

#1) لقد وصلتهم هنا بفعل الضروره. أنتم باقون هنا بالاختيار.

من هذا الارتفاع ليس بإمكانك رؤيه أن بعض تلك الطائرات المركونه مأهوله. ثلاثه و ثلاثون ,للدقه..أقمار التجسس الصناعيه بإمكانها اكتشاف النشاط, لكن اكتشافه و ملاحظته أمران مختلفان.

محللوا الاستخبارات المركزيه الأمريكيه لديهم أمور ملحه أكثر من البحث عن حفنه من المتفككون اللاجئون.
هذا ما يعتمد عليه الأدميرال... لكن فقط كاحتياط,فالقوانين فى المقبره صارمه.
كل الأنشطه تحدث إما فى الطائره أو تحت أجنحتها,مالم يكن الأمر ضرورى للغايه للذهاب فى العلن. و الحراره تساعد فى تدعيم المرسوم.

#2) النجاة أكسبتكم الحق فى أن يتم احترامكم.

الأدميرال لا يمتلك المقبره بالتحديد,لكن إدارته غير مدحوضه,و هو لا يتبع أى شخص سوى نفسه.

خليط من حس الأعمال و المصالح المتبادله و شخص عسكرى على استعداد أن يفعل أى شئ ليتخلص منه, هو ما جعل صفقه جيدة كتلك ممكنه.

#3) طريقتى هى الطريقة الوحيدة.

المقبرة هى عمل مزدهر. يشترى الأدميرال الطائرات المُفككه و يبيع أجزائها,أو حتى يبيعها كقطعه واحدة.
أغلب العمل يتم على الإنترنت.. الأدميرال يستطيع التحصل على حوالى طائره متقاعدة كل شهر. بالطبع, كل واحده تصل محمله بحموله سريه من المتفككين. هذا هو العمل الحقيقى للمقبرة, و العمل كان جيدا.

#4)حياتكم هى هديتى لكم.عاملوها كأنها كذلك.

المشترون, فى بعض الأحيان, يأتوا لمعاينه أو أخذ البضائع. لكن دائما ما يوجد العديد من التحذيرات.
من اللحظه التى يدخلوا بها البوابه,الساحه على بعد خمسه أميال. مما يعطى الأولاد أكثر من الوقت المطلوب للتخفى كأشباح داخل الآلات.

هذا النوع من الزوار المرتبطون بالعمل يأتوا تقريبا مره فى الأسبوع.
يوجد أُناس يتسائلون عما يفعل الأدميرال ببقيه وقته..يُخبرهم أنه يبنى محمية للحياه البريه.

#5) أنتم أفضل من هؤلاء اللذين كانوا سيفككونكم.ارتقوا للمرتبة.

يوجد فقط ثلاثه بالغين فى إمره الأدميرال... عاملان فى المكتب مقرهم فى مقطوره بعيدا عن المتفككين,و سائق طائره هيليكوبتر.
يُدعى الطيار كليفر, و هو لديه وظيفتين.الأولى: أن يحوم بالمشترون المهمين نحو الموقف بِرُقى.و الثانية: أخذ الأدميرال فى رحله حول المقبره مره اسبوعيا.

كليفر هو الموظف الوحيد الذى يعرف بقطيع المتفككين المختبئون فى أقصى الموقف.
هو يعرف, لكنه يتلقى أجرا أكثر من كافٍ ليبق صامتاً..و أيضا,الأدميرال يثق فى كليفر على نحو مطلق.
على الفرد أن يثق فى سائق طائرته الخاصه.

#6) كل من فى المقبرة يُساهم. دون استثناءات.

الشغل الحقيقى فى المقبره يقوم به المتفككون. يوجد فرق كامله مصممه خصيصاً لفك الطائرات, ترتيب الأجزاء, و تهيئتهم للبيع.

إنه تماما كأى ساحه خردوات, لكن على مقياس أكبر.
لا تُفكك كل الطائرات. البعض يبقى غير ملموس, إن اعتقد الأدميرال أن بإمكانه بيعهم كقطعه واحدة.
البعض تم إعادة تنظيمة كمقرات سكنية للأطفال اللذين هم _مجازيا و حرفيا_ تحت جناحة.

#7) تمرد المراهقة هو لأطفال مدارس الضواحى. تخطوا الأمر.

الأولاد مقسمون لفرق تناسب مهامهم و أعمارهم و احتياجاتهم الشخصيه. حياة كامله من الخبرة التى صنعت من بويف فى الجيش قوة قتالية مُحكمه قد هيأت الأدميرال ليُكون مجتمع فعال من أطفال غاضبين و مضطربين.

#8) صحرائى لن تحكمها الهرمونات.

الفتيات لا يتم ضمهم للأولاد أبداً.

#9) فى الثامنة عشر,تتوقفوا عن كونكم من اهتماماتى.

الأدميرال لديه قائمة بالقواعد العشر السامية,موضوعه فى كل طائرة حيث يعيش الأولاد و حيث يعملوا.
يُطلق عليها الأولاد (الوصايا العشر).هو لا يهتم بما يسموها, مادام كل واحد منهم يعرفها غيباً.

#10) اصنع شيئا من نفسك. هذا أمر.

إنه تحدى, إبقاء ما يقرب من أربعمائه طفل بصحة سليمة و فى الخفاء وقطعة واحدة.
لكن الأدميرال لم يُدر ظهره لأى تحدى من قبل. و حافزه لفعل ذلك, تماماً مثل اسمه, شئ يُفضل إبقائه لنفسه.!

33-ريسا

لدى ريسا, الأيام الأولى فى المقبرة قاسية و تبدو لو كأنها دائمه للأبد. إقامتها تبدأ بتمرين فى الذُل.

كل وافد جديد مطلوب منه أن يواجه محكمه ثلاثية: ثلاث أولاد فى السابعة عشر من العمر, جالسين وراء مكتب فى هيكل الطائرة الواسعة المفرّغ.
ولدان و فتاة. هؤلاء الثلاثة, بالانضمام إلى آمب و جييفز, الذى قابلته ريسا أول ما ترجلت من الطائرة, يُكونوا مجموعة خماسية من الصفوة يناديهم الجميع ب(الذهبيون),هم الخمسة الموثوق فيهم لدى الأدميرال, و بالتالى هم من يتولوا المسئولية.

بالوقت الذى يصلوا فيه لريسا, كانوا تعاملوا مع أربعين طفل بالفعل.
“اخبرينا عن نفسك” ,يقول الفتى على اليمين. فتى الميمنة, تُسميه, بما أنهم بعد كل شئ, فى مركب.”ماذا تعرفى, وماذا بإمكانك أن تفعلى؟”

آخر محاكمه ثلاثية خاضتها ريسا كانت هناك فى منزل الولاية, حين تم الحكم عليها بالتفكك. بإمكانها معرفه أن هؤلاء الثلاثه يشعرون بالملل و لا يهتمون بما ستقوله, مادام بإمكانهم الانتقال للفرد التالى.

تجد نفسها تكرههم, تماما كما كرهت المدير ذاك اليوم الذى حاول فيه شرح لماذا عضويتها فى الجنس البشرى قد تم فسخها.

الفتاة,التى تجلس فى المنتصف, بالتأكيد قرأت مشاعرها لأنها ابتسمت وقالت,:”لا تقلقى, هذا ليس اختبار, نحن نريد فقط أن نساعدك فى إيجاد المكان الذى ستنتمين إليه هنا.”
هو شئ غريب لقوله, بما أن عدم الانتماء هو مشكله كل المتفككين.!

تأخذ ريسا نفس عميق.:”كنت طالبة موسيقى فى بيت الولاية,”تقول, ثم فورا تندم على اخبارهم أنها من منزل ولاية , فحتى ضمن المتفككين فيوجد تحيز و ترتيب للنقر*. بالتأكيد ففتى الميمنه يميل للوراء, و يعقد ذراعية فى اعتراض واضح, لكن فتى اليسار يقول:”أنا وارد أيضا.منزل ولاية فلوريدا رقم 18.”
“أوهيو 23.”
“ما الأداه التى عزفتى عليها؟” تسأل الفتاة.
“البيانو.”
“آسف,” يقول فتى الميمنه,”لدينا ما يكفى من الموسيقيين, ولا طائرات تأتى ببيانو.”
“النجاه قد أكسبتنى الحق فى أن أُحترَم,” تقول ريسا,:” أليس ذلك واحد من قواعد الأدميرال؟ لا أعتقد أنه سيحب اسلوبك.”
يرتبك فتى الميمنة,:”هلا فقط انتهينا من هذا؟”
تعرض الفتاة ابتسامه معتذرة,:”بقدر كراهيتى باعترافى للأمر إلا أنه هنا و الآن, يوجد أشياء أخرى نحن بحاجتها قبل فنان موهوب. ماذا أيضا بإمكانك فعله؟
“فقط اعطينى وظيفة و سأفعلها” تقول ريسا, محاوله الانتهاء من الأمر.:”هذا ما ستفعلونه على أيه حال,صحيح؟”
“حسنا,هم دائما يحتاجون المساعده فى المطبخ,” يقول فتى الميمنه:”خصوصا بعد الوجبات.”
الفتاه تنظر لريسا نظره طويله مترجيه,ربما تأمل أن ريسا ستأتى بشئ آخر أفضل لنفسها, لكن كل ما تقوله ريسا هو :“حسنا. غسل الصحون. هل انتهيت هنا؟”
تلتفت لتغادر,باذله وسعها لإطفاء تقززها. الفتى التالى يأتى بينما تتجه للخارج. يبدو بشعاً. أنفه متورم و بنفسجى. قميصه غارق بالدماء الجافه,و فتحتا أنفه بدأتا فى النزيف مجددا.
ماذا حدث لك؟”
ينظر إليها,و يرى من هى و يقول:”صديقك .. هذا ما حدث لى. و سوف يدفع الثمن.”

بإمكان ريسا أن تسأله عشرات الأسئله حول هذا,لكن الفتى ينزف على قميصه, و الأولويه الأولى هى إيقاف النزيف. يُرجع رأسه للوراء.
“لا”, تخبره ريسا.:” مِل للأمام, و إلا ستختنق بدمك.”
يستمع الفتى. القضاه الثلاثه يأتوا من خلف مكتبهم ليروا ماذا بإمكانهم فعله, لكن ريسا قد سيطرت على الأمر.
“اضغط عليه هكذا” تقول له,:”عليك أن تكون صبورا مع تلك الأشياء.”و تُظهر للفتى تحديدا كيف يقرص أنفه ليُوقف تدفق الدم. ثم, ما أن توقف النزيف, فتى الميسرة يأتى إليها و يقول,:”عمل جيد.”
و يتم ترقيتها مباشرة من غاسله للأطباق إلى مُسعفة.
طريف, الأمر فعله كونر بطريقه غير مباشرة, كونه هو الذى كسر أنف ذاك الفتى فى المقام الأول.


أما بالنسبه للفتى ذو الأنف النازف, فيتم تكليفه بغسل الأطباق.

***

الأيام القليله الأولى, محاوله التصرف كما لو أنك مُسعف حقا بدون أى تدريب حقيقى شئ مرعب .. يوجد أولاد آخرون فى الطائره الطبية اللذين يبدو أنهم يعرفوا أكثر بكثير, لكن سرعان ما تُدرك أنه قد تم رميهم فى الأمر حين وصلوا تماما مثلها.

“ستبلين حسنا. أنتِ مُسعفة بالفطرة.” يُخبرها المُسعف الأكبر, الذى فى السابعه عشر. هو على حق ,ما أن تتعود على الفكرة, التمكن من الإسعافات الأولية, الأمراض الأولية,وحتى تقطيب الجراح الصغيرة يُصبح مألوف لديها كعزف البيانو.

تبدأ الأيام فى المرور بسرعه, وقبل أن تُدرك الأمر, مر على وجودها هنا شهر. كل يوم يمر يزيد من إحساسها بالأمن.
الأدميرال كان طير شارد,لكنه فعل شئ لم يتمكن أحد من فعله لها منذ مغادرتها لمنزل الولاية.

لقد أعاد لها أحقيتها فى الوجود.

34-كونر

تماما كريسا, يجد كونر تخصصه بالصدفة. لم يعتبر كونر نفسه قط ماهر ميكانيكياً, لكن يوجد أشياء قليلة يستطيع تحملها بصوره أقل من حفنه من الأغبياء واقفين بالأرجاء ناظرين لشئ لا يعمل و يتسائلوا من سيُصلحه.
خلال الأسبوع الأول,بينما كانت ريسا بعيده تتعلم كيف تكون طبيبه ماهرة مزيفة استثنائية, يُقرر كونر أن يكتشف كيفيه عمل وحدة مبرد هواء منكسرة, ثم يجد قطع غيار من أحد أكوام الخردة و يجعلها تعمل مجدداً.

قريبا يُدرك أنه نفس الشئ مع بقيه الأشياء المُعطله التى يصادفها. بالتأكيد, قد بدأ الأمر بالتجريب و الخطأ, لكن الأخطاء قلت مع مرور الأيام. يوجد العديد من الأولاد المدّعين أنهم ميكانيكون, وهم جيدون حقا فى تفسير لماذا لا تعمل الأشياء, كونر .. على الجانب الآخر, يُصلحهم بالفعل.!

ما يجعله يُنقَل من خدمة النفايات إلى طاقم التصليحات, وبما أنه يوجد أشياء لا حصر لها تحتاج للتصليح, فييقى تفكيرة منشغلاً عن أشياء أخرى....
كمدى قله رؤيته لريسا فى عالم الأدميرال المُنظم بشده.. و كيفيه تقدم رونالد فى سلم الرتب الاجتماعيه للمكان.

رونالد استطاع أن يوفر لنفسه واحده من أفضل المهام فى المقبرة.باستخدام الأساليب التلاعبية وتقديم الكثير من الإطراءات, تم اعتباره كمساعد الطيار. غالبا, هو فقط يُبقى الهيليكوبتر نظيفة ومزوده بالوقود, لكن المهمه تفوح منها رائحه التدريب.

“هو يُعلمنى كيف أُحلق بها” ,هكذا سمع رونالد يُخبر حفنه من الأولاد الآخرون فى أحد الأيام.
يقشعر كونر للتفكير أن رونالد يتحكم فى هيليكوبتر, لكن أولاد كُثر مبهورين برونالد .. فعمره يعطيه التفوق, وتلاعباته تُكسبه إما الخوف أو الاحترام من عدد مذهل من الأخرين.
يستمد رونالد طاقته السلبيه من الأولاد الآخرين حوله, ويوجد العديد من الأولاد هنا من أجله ليستمدها منهم.

التلاعب المجتمعى ليس أحد قوى كونر, حتى ضمن فريقه الخاص, فهو إلى حد ما كاللغز. الأولاد يعرفون وجوب عدم تخطيهم عليه,لأن لديه تحمل ضئيل للغباء و المضايقة.لكن لايوجد أحد يريدونه أن يكون بجانبهم مثل كونر..

“الناس تحبك لأنك تمتلك نزاهه” ,يُخبره هايدن,:”حتى حينما تكون حقير,”
كونر عليه أن يضحك على هذا.هو؟ نزاهه؟.. كان يوجد العديد من الناس فى حياة كونر سيُفكروا بشكل مختلف.
لكن على الجانب الآخر,فهو يتغير. كان يدخل فى شجارات أقل, ربما لوجود مساحه أكبر ليتنفس هنا عما كانت فى المستودع. أو ربما كان يُعمل عقلة بما يكفى ليضع اندفاعاته فى المسار الصحيح.

الكثير من هذا يعود لريسا, لأن فى كل مره يُجبر نفسه على التفكير قبل التصرف, إنه صوتها الذى يكون فى عقلة, يُخبرة أن يتمهل.
هو يريد أن يخبرها. لكنها دائما مشغولة فى النفاثة الطبية.. و أنت لا تذهب لشخص من العدم و تقول,(أنا شخص أفضل لأنك فى عقلى.)!

مازلات أيضا فى عقل رونالد, و هذا يُقلق كونر.
فى البدايه ريسا كانت أداه لاستفزاز كونر نحو شجار, لكن الآن رونالد يراها كجائزة .. الآن, بدلا من استخدام قوته العجماء ضدها,فهو يحاول أن يفتنها فى كل فرصه.

“أنتى لا تقعين فى حبه,أليس كذلك؟”يسألها ذات يوم, فى واحده من المناسبات النادره التى يتحصل عليها وحدها.
“سأتظاهر أنك لم تسأل هذا” ,تُخبره بتقزز. لكن لدى كونر أسباب ليتسائل.
“فى الليله الأولى هنا, هو عرض عليكى بطانيته و أنتى قبلتيها” ,يُوضح كونر.
“فقط لأنى عرفت أن هذا سيجعله يبرد.”
“و حين عرض عليكى طعامه,أخذتيه”
“لأنه عنى أنه سيغدو جائعاً.”

إنه مُبرر ببرود. يجده كونر مذهلا أن بإمكانها إبعاد مشاعرها و التصرف بحساب كرونالد. متغلبه عليه فى لعبته.
سبب آخر لكونر ليُعجب بها.

***

(نداء العمل)!
يحدث مره كل أسبوع تحت قبة التجمع. المكان الوحيد فى المقبرة بأسرها التى ليست جزءا من طائره, والمكان الكبير الوحيد الذى بإمكانه استيعاب كل الأربعمائه ثلاث وعشرون طفل, نداء عمل.. فرصه للخروج للعالم الحقيقى. فرصه للحصول على حياة.. نوعا ما.!

الأدميرال لا يحضر أبدا, لكن يوجد تغطيه بالفيديوهات لقبة التجمع, تماما كما يوجد تغطيه فى الساحه بأكملها, لذا يعلم الجميع أنه يشاهد. سواء كانت كل كاميرا يتم متابعتها أم لا, لا أحد يعرف, لكن احتماليه أن تكون مراقب دائما موجوده.

كونر لم يهتم بالأدميرال فى أول يوم قابله فيه. و منظر كل تلك كاميرات المراقبة قصيرا بعد مقابلتة جعله يُعجب به بصوره أقل مما كان.
يبدو أن فى كل يوم يوجد شئ لإضافته إلى شعورة العام بالقرف نحو الرجل.

آمب يقود نداء العمل بمكبر صوته ولوحه إعلانات.
“رجل فى أوريجان يحتاج فريق من خمس أفراد لقطع بضع الآكرات من الغابه” يُعلن آمب,:”ستحصل على غرفه ووجبة,وستتعلموا استخدام أدوات المهنه.ستأخذ المهمه بضعة أشهر, و فى النهاية ستحصلوا على هويات جديده. هويات ذات ثمانيه عشر سنه.”

آمب لا يُخبرهم بالراتب, لأنه غير موجود .. مع هذا,فالأدميرال يتم الدفع له,يُدفع له سعر شراء.

“أى متطوعين؟”
يوجد دائما متطوعين ,بالتأكيد فعلا,أكثر من دسته من الأيادى ترتفع.أولاد فى السادسه عشر, غالبا.
من فى السابعه عشر قريبون جدا من الثامنه عشر فلا تستحق العناء,و الأولاد الأصغر مرتعبون جدا من المشهد.
“أبلغوا الأدميرال بعد هذا الاجتماع.هو سيصنع القرار النهائى بخصوص من سيذهب.”

نداء العمل يثير حنق كونر. هو لا يرفع يده أبدا, حتى لو كان أمرا قد يود بالفعل أن يفعله.:”الأدميرال يستغلنا” ,يقول للأولاد من حوله,”ألا ترون ذلك؟”

أغلب الأولاد فقط يهزون أكتافهم, لكن هايدن موجود,و هو لا يفوت أبدا فرصه ليضيف حكمته الخاصه للموقف.:”أُفضل أن أُستخدم كاملاً على أن أُستخدم كقطع” ,يقول هايدن.

ينظر آمب للوح الإعلانات و يرفع مكبر الصوت مجددا.”خدمات تنظيف المنزل” يقول,:”مطلوب ثلاثه,يُفضل الإناث. لا يوجد هويات مزوره, لكن المكان مؤمن و بعيد, مما يعنى أنك ستكون آمن من شرطه الأحداث حتى تصبح فى الثامنه عشر.”

كونر لا يريد حتى النظر,:”أرجوك اخبرنى أن لم يرفع أحد يده.”
“حوالى ست فتيات, جميعهم فى السابعه عشر,كما يبدو” يقول هايدن.:”أعتقد أن لا أحد يريد أن يكون فتاه منزل لأكثر من عام.”
“هذا المكان ليس مأوى,إنه سوق للعبيد.لماذا لا يرى أحد هذا؟”
“من قال أنهم لا يرونه؟ الأمر فقط أن التفكيك جعل النخاسه تبدو جيدة. إنه دائما أقل الشررين.”
“لا أرى لماذا يجب أن يكون هناك أى شرور على الإطلاق.”
بينما ينفض الاجتماع, يشعر كونر بيد على كتفه. يعتقد أنه لابد أن يكون صديق, لكنه ليس كذلك. إنه رونالد. مفاجئه مباغته, حتى يستغرق كونر لحظه ليتفاعل, يُبعد يد رونالد.:” أتريد شيئا؟”
“فقط نتحدث.”
“أليس لديك هيليكوبتر لتغسلها؟”
يبتسم رونالد لهذا.:”غسل أقل,طيران أكثر.كليفر جعلنى مساعدة الغير رسمى.”
“لابد أن لكليفر أمنية للموت.” لا يعلم كونر ممن هو مشمئز أكثر, رونالد أم الطيار لأنه خُدع على يديه.

ينظر رونالد على الحشد المتقلص,:”الأدميرال يمتلك بعض الاحتيالات تجرى هنا, أليس كذلك؟” يقول,:”أغلب الفشله هنا لا يهتمون. لكنه يُزعجك أليس كذلك؟”
“نقطتك؟”
“فقط أنك لست الوحيد الذى يعتقد أن الأدميرال بحاجه لبعض , إعاده التأهيل.”

كونر لا يعجبه إلام يرمى هذا الحديث.:”ما أعتقد بخصوص الأدميرال شئ يخصنى.”
“بالتأكيد هو كذلك. هل رأيت أسنانه بالمناسبة؟”
“ماذا عنهم؟”
“واضح جدا أنهم ليسو ملكه.أسمع أنه يحتفظ بصوره الفتى الذى حصل عليهم منه فى مكتبه. مُتفكك مثلنا,الذى بسببه,لم ينجو للثامنه عشره.يجعلك تتسائل ما المزيد منه يأتى منا ,يجعلك تتسائل ما إن تبقى أى شئ من الأدميرال الأصلى على الإطلاق.”!
تلك معلومات كثيره للغايه ليستوعبها هنا و الآن,و باعتبار المصدر, كونر لا يريد أن يستوعبها نهائيا. لكنه يعرف أنه سيفعل.
“رونالد, دعنى أجعل هذا واضحا لك بقدر استطاعتى. أنا لا أحبك. أنا لا أريد أن يكون لى أى علاقه بك.”
“لا أطيقك أيضا,” يقول رونالد,ثم يشير نحو طائرة الأدميرال.:”لكن حاليا, نتشارك نفس العدو.”

مشى رونالد بعيدا قبل أن يلاحظ أحدهم محادثتهم, تاركا كونر بثقل فى معدته. مجرد فكره أنه و رونالد بأى شكل قد يكونا على نفس الجانب تجعله يشعر كما لو أنه ابتلع شيئا نتنا.

***

ظلت البذره التى زرعها رونالد فى عقل كونر تنمو لأسبوع, إنها أرض خصبه, لأن كونر كان بالفعل لا يثق فى الأدميرال. والآن, فى كل مره يرى فيها الرجل. يلاحظ كونر شيئا.
أسنانه مثالية, ليست أسنان بطل حرب متقاعد.
الطريقه التى ينظر بها للناس, ناظرا داخل أعينهم, كما لو كان يُصنف تلك العيون, يبحث عن زوج ربما يلائمه.!,و أولئك الأولاد اللذين يختفو فى نداءات العمل, بما أنهم لا يعودوا أبدا, من سيعرف أين ذهبوا حقا؟ من يقول أنه لا يتم إرسالهم للتفكك؟

يقول الأدميرال أن هدفه هو إنقاذ المتفككين, لكن ماذا لو كان يمتلك أجنده مختلفه تماما؟

تلك الأفكار تؤرق كونر, لكنه لا يشاركها مع أى شخص, لأنه ما أن يفعل, فهذا يضعه فى تحالف مع رونالد, وهذا تحالف هو لا يريد أن يصنعه أبدا.

***

فى اسبوعهم الرابع فى المقبرة, بينما ظل كونر يبنى قضيته ضد الأدميرال فى عقلة, تصل طائرة.
إنها الأولى منذ نفاثة الفيدكس التى أحضرتهم لهنا,وتماما كتلك النفاثة,تلك الطائرة مليئه بحموله حيه.

بينما يوجه الذهبيون الخمسه الوافدون الجدد من طائرتهم, كان يعمل كونر على مولد معطل. ويراقبهم باهتمام طفيف بينما يمروا, متسائلا ما إن كان ضمنهم من هو أمهر منه ميكانيكيا و سوف يركله لمكان أقل إثارة للحسد!

ثم, نحو آخر صف الأولاد يوجد وجه يعتقد أنه يعرفه , شخص من موطنه؟ لا. شخص آخر .. و فجأة يعرف من هو.

إنه فتى كان متأكدا أنه قد تم تفكيكه منذ أسابيع ,إنه الفتى الذى اختطفه لمصلحته.

ليف!

كونر يُلقى بمفتاح البراغى و يجرى نحوه, لكن يملك زمام نفسه قبل أن يصل هناك, دافنا فيضانات مشاعره المختلطه تحت هيئه سير متئد.
هذا هو الفتى الذى خانه. هذا هو الفتى الذى أقسم مره على عدم مسامحته. و مع ذلك, فمجرد التفكير أنه قد تفكك كانت فكرة يصعب جدا تحملها.
لكن ليف لم يتفكك, ها هو هنا تماما, يسير مبتعدا عن طائره المؤن.

كونر متحمس. كونر مشطات ..
لا يراه ليف بعد, وهذا لا بأس به, لأن هذا يعطى كونر بعض الوقت ليستوعب ما يرى.
هذا ليس العُشر المهندم الذى سحبه من سيارة والديه منذ أكثر من شهرين.
هذا الفتى يملك شعر طويل, أشعث ويبدو مظهره مُقوى.
هذا الفتى ليس فى ملابس عُشره البيضاء ,بدلا يرتدى جينز مقطع و تيشيرت أحمر قذر.
يريد كونر أن يدعه يمر, فقط ليحظى بالوقت ليُعالج الصوره الجديدة, لكن يراه ليف, و يُعطيه ابتسامه على الفور.
هذا أيضا مختلف.. لأن فى الوقت الضئيل الذى عرفا بعضهما فيه, ليف لم يكن قط مسرورا بوجود كونر.

ليف يخطو تجاهه.
“ابق فى الخط!” يأمر آمب.:”طائرة المؤن من هذا الطريق.”

لكن كونر يشير لآمب ناهيه :“لا بأس.. أنا أعرف هذا الشخص.”
آمب يستسلم مجبراً.:”تأكد أن يصل لطائرة المؤن”, ثم يعود لقياده الآخرين.

“إذا, كيف الأمور؟” يقول ليف. فقط هكذا.. (كيف الأمور). قد تُفكر أنهم كانوا أصدقاء منذ عطله الصيفيه.
كونر يعلم ما عليه فعله.إنه الشئ الوحيد الذى سيجعل الأمور صحيحه بينه و بين ليف.
مره أخرى, هو فعل غريزى بدون وقت للفكر.
غريزى, ليس غير عقلانى. مشوب بالعاطفه, لكن ليس متهور ..كونر الآن أصبح يعرف الفرق.

يندفع و يلكم ليف فى عينه. ليس بقوه كافيه ليصرعه أرضا, لكن بقوه كافيه ليُرسل رأسه ملتفا و يُسود له عينه.
قبل أن يستطيع ليف الرد, يقول كونر,:”هذا لأجل ما فعلته لنا” .ثم, قبل أن يجيبه ليف, يفعل شيئا آخر مُفاجئ و غير متوقع .. يسحب ليف نحوه و يحضنه بقوة.. كما حضن أخاه الصغير السنه الماضيه حين فاز بالمركز الأول فى المباراه الخماسيه للمقاطعة ,:“أنا حقا, حقا سعيد أنك حى يا ليف.”
“أجل ,أنا ..أيضا”
يترك ليف قبل أن يُصبح الموقف غريبا, وحين يفعل, يستطيع رؤيه أن عين ليف بدأت بالتورم بالفعل. و تخطر بباله فكرة.
“هيا.. سآخذك للطائره الطبية. أعرف شخصا سيهتم بتلك العين

______________________________
ترتيب للنقر : يوجد ترتيب يُتبع فى الدجاج للحصول على الطعام, يعنى يوجد درجات اجتماعية.