عرض مشاركة واحدة
قديم 02-23-2014, 09:42 AM
المشاركة 1715
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مالك بن انس....يتيم الاب في الطفولة المبكرة والارجح في السنة الاولى من العمر.
مولده ونسبه ونشأته
هو شيخ الإسلام ، حجة الأمة ، إمام دار الهجرة أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خُثَيْل بن عمرو بن الحارث ، وهو ذو أصبح بن عوف بن مالك بن زيد بن شداد بن زرعة ، وهو حمير الأصغر الحميري ثم الأصبحي المدني ، حليف بني تيم من قريش ، فهم حلفاء عثمان أخي طلحة بن عبيد الله أحد العشرة .
وأمه هي : عالية بنت شريك الأزدية . وأعمامه هم : أبو سهيل نافع وأويس ، والربيع ، والنضر ، أولاد أبي عامر .

أرجح الروايات على أنه ولد عام 93هـ، عام موت أنس خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقـد نزل جد مالك بالمدينة المنورة عندما جاءها متظلما من بعض ولاة اليمن، فاتخذها مستقرا ومقاما.

وقد أصهر إلى بني تيم بن مرة القرشيين، ثم عاقدهم على أن يكون ولاؤه لهم ونصرته عليهم. وإن بيت مالك بعد أن انتقل إلى المدينة، انصرف كثيرون منه إلى العلم ورواية الحديث وآثار الصحابة وفتاويهم. وكان جد مالك من كبار التابعين، روى عن عمر الخطاب وعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله وعائشة أم المؤمنين. وقد روى عن مالك بنوه، ومنهم أنس أبو إمام دار الهجرة، ونافع المكنى بأبي سهيل، وكان أبو سهيل هذا أكثرهم عناية بالرواية، ولذلك عد من شيوخ ابن شهاب الزهري، وإن كان مقاربا له في السن. وقد جاء في فتح الباري لابن حجر ما نصه: (أبو سهيل نافع بن أبي أنس بن مالك بن أبي عامر شيخ إسماعيل ابن جعفر. وهو من صغار شيوخ الزهري بحيث أدركه تلامذة الزهري. وقد تأخر أبو سهيل في الوفاة عن الزهري).
نشأ إمامنا إذن في بيت كان يتجه إلى العلم ورواية الحديث ـ وإن كان أبوه لم يبلغ شأو جده في الرواية، ولا شأو عمه أبي سهيل ـ فلم يكن غريبا أن يتجه في أول نشأته إلى العلم والرواية، فلم يتجه إلى حرفة يحترفها؛ بل اتجه إلى العلم يصبو إليه، وكذلك كان أخ له طلب الحديث من قبل اسمه النضر، كان ملازما للعلماء من التابعين يأخذ عنهم. ولما اتجه مالك إلى الرواية كان يعرف بأخي النضر لشهرة أخيه، فلما ذاع أمره بين شيوخه صار أشهر من أخيه، وصار يذكر النضر بأنه أخو مالك.
ولقد كانت البيئة العامة، مع البيئة الخاصة توعز إليه بالاتجاه إلى العلم وطلبه. فقد كانت بيئة مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومهاجره الذي هاجر إليه، وموطن الشرع، ومبعث النور، ومعقد الحكم الإسلامي الأول، وقصبة الإسلام في عهد أبي بكر وعمر وعثمان. وكان عهد عمر هو العهد الذي انفتقت فيه القرائح الإسلامية تستنبط من هدي القرآن والرسول أحكاما تصلح للمدنيات والحضارات التي أظلها الإسلام بسلطانه.
وقد استمرت المدينة في العهد الأموي موئل الشريعة ومرجع العلماء. وكان عبد الله بن عمر يستشار من عبد الله بن الزبير ومن عبد الملك بن مروان، فكتب إليهما: (إن كنتما تريدان المشورة فعليكما بدار الهجرة والسنة): وقد كان عمر بن عبد العزيز يكتب إلى الأمصار يعلمهم السنن، ويكتب إلى أهل المدينة يسألهم عما مضى ويعمل بما عندهم.
هذه هي المدينة وقت نشأة مالك، وفي ظلها وظل بيئته الخاصة التي توجهه إلى العلم نشأ إمام دار الهجرة