عرض مشاركة واحدة
قديم 12-21-2010, 10:15 PM
المشاركة 10
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي





جندي



طلقة تصيبه في جبهته.. لن يعرف


اسم مجرى الماء الذي كان يسير بمحاذاته


(القصة حقيقية، وأكثر من شخص كان هو)


سقط على وجهه فاتحاً ذراعيه


يتأرجح الهواء الذهبي عند أوراق


غابة الصنوبر.. تميل الشمس بنصفها


الساعة رقيقة.. بدقة تتسلق النملة


على الوجه الخليّ.. ستصعد الزغردات


كل شيء يتحوّل ويتحول


حتى ذلك اليوم من المستقبل الذي سأناديك فيه


أنت وحدك، لم يسهر عليك أحد ولم تعرف حظوة


الدموع، سقطتَ كما يسقط الرجل الميت


لن يحفظ ذاكرتك أي رخام


ست أقدام من الأرض هي كل مجدك القاتم




ترجمة : أنطوان جوكي





النوم




لو كان النوم هدنة


استراحة بسيطة


لماذا تشعر، حين تستيقظ فجأة


بأنه سُرق لك ثروة؟


لماذا نكره النهوض عند الصباح؟


لأننا نخسر سحراً خارقاً


حميماً لدرجة لا يمكن فيها تلقّيه


إلا مستتر تحت ذهب الأحلام


المحيّر، هبة الليالي، ربما البرهان


الغامض لفلكٍ غير زمني وليس له


ما يُسمّي سحره، فضيلة قصوى


يشوّهها الصحو في مراياها


حين يفتح النوم لك جداره الأسود،


ماذا ترى؟ من ستكون هذا المساء؟




ترجمة : أنطوان جوكي





الألغاز




إذاً سأكون غداً الموت واللغز


أنا الذي أسير مبتهجاً اليوم


لن يكون لي قبل ولا بعد، مقيماً


أبدياً في مدارٍ سحري ومنعزل


إنه شرط التزهّد.. لا أظن أني


أهل بالجحيم ولا موعود بالمجد


لكني أشك في عدم قدرتي على التنبؤ.. قصتنا


تتغير مثل بروتيوس وتخفي قوانينها


من يدري أي متاهة تائهة، أي حرق


أعمى من البياض سيُدهش قدري


حين تُعلِمُني تجربة الموت الغريبة


عن نهاية المغامرة؟


لو يمكنني عندها أن أشرب من نهر “ليتي” الصافي


أن أكون دوماً، وما كنتُ




ترجمة : أنطوان جوكي





لحظات




لو عشتُ حياتي من جديد


فسأُجرّبُ في الثانيةِ


أن أَستزيدَ من الخطايا


لن أُجرّبَ أن أتكامَل


سأَرتاحُ أكثَر


سأتَشَبَعُ أكثر.. مما أنا عليهِ الآنَ


سأَخذُ الأمورَ بجدّيةٍ أقَلّ


وأَلتزمُ أقلّ بعاداتي الصحيّةِ


سأُغامرُ أكثرَ


سأكثرُ من أسفاري


سأَشهَدُ لحظاتِ غروبٍ أكثَر


سأَصعدُ مرتفعاتٍ أكثَر


سأسبحُ في أنهارٍ أكثَر


سأزور من الآيس كريمِ أكثَر


وأغرقُ في خيالاتٍ أقَّل


فقد كنتُ ممّن يعيشُ


حياةٌ حصيفةً، حياةً خصيبةً


في كلّ لحظةٍ من حياتي


عشتُ، طبعاً، أوقات سعادةٍ .لكن


لو قُدّر لي أن أعودَ


فسأُجرّبُ اللحظاتِ الحُلوةَ فقط


إن لم تعرف ما تدلُّ عليهِ الحياةُ


فلا تخسَرِ الآنيةَ !


كنتُ ممّن لا ينطلقون إلى مكانٍ


من غيرِ ميزانِ حرارةٍ


من غيرِ زُجاجةِ ماءٍ حار


من غيرِ شمسيّةٍ أو مِظلَّةٍ جوّيةٍ


لو قُدّرَ أَن أعيشَ من جديدٍ


فسأُجرّبُ العمَل بقدمينِ حافيتينِ


من خفقةِ الربيعِ حتى مُنتهى الخريفِ


سأركبُ عرباتِ خيولٍ أكثَر


وأُلاعبُ أولاداً أكثَر


سأقتنصُ حياتي


مع أني الآن بالخامسةِ والثمانين


وأعلمُ أنّي ميتٌ




من ديوان "نمور الحلم"




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)