عرض مشاركة واحدة
قديم 12-21-2010, 09:17 PM
المشاركة 2
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السعادة




هذا الذي يحضن المرأة هو آدم.. والمرأة هي حواء


وكل شيء يحدث للمرة الأولى


رأيتُ شيئا أبيض في السماء.. يقولون لي أنه


القمر، لكن ما عليّ أن أفعله بهذه الكلمة، بهذه


الميثولوجيا كلها


الأشجار تثير خوفا فيّ.. إنها بمثل هذا الجمال


الحيوانات الهادئة تقترب مني كي أسّميها بأسمائها


ليس ثمة حروف في كتب المكتبة.. لكن حين


أفتحها تبرز الحروف


وحين أتصفح الأطلس أختلق شكل سومطره


وهذا الذي يشعل عود ثقاب في الظلام، يكون من اكتشف النار


في أعماق المرآة شخص آخر، متربص


وهذا الذي ينظر إلى البحر يرى إنكلترا


وهذا الذي يُلقي أبيات ليلينكرون *


يبدأ المعركة


حلمتُ بقرطاجنة، بفرق الرومان التي


أذاقتها العذاب


حلمتُ بالسيف والميزان


مُبارك هو الحب الذي ليس فيه طرف مالك


وآخر مملوك، فكل منهما مخلص للآخر


مُباركة كوابيس النوم، فبفضلها نصدّق


بوجود الجحيم


هذا الذي ينزل النهر يغطس في نهر الغانغيس


هذا الذي ينظر في الساعة الرملية يرى كيف


تتقوض الإمبراطورية


هذا الذي يلهو بالخنجر يتوجس موت القيصر


هذا الذي ينام هو الناس أجمعين


في الصحراء رأيتُ أبا الهول فتياً انتهى نحت هيئته قبل قليل


لا قديم تحت الشمس


كل شيء يحدث للمرة الأولى لكن وفق نموذج الأبدية


والذي يقرأني يخلق كلماتي



____________





* ديتليف ليلينكورن DetlevLiliencorn واسمه الحقيقي فردريك أدولف أكسيل، شاعر غنائي ألماني (1844 - 1900) اشتهر بقصيدته الملحمية بوغفريد Poggfred.




ترجمة: عدنان المبارك








ترجمة أخرى




السعادة




أياً كانَ من يحتضنُ امرأةً فهوَ آدمُ، والمرأةُ حواءُ


كلُ شئٍ يحدثُ للمرةِ الأولى


أنا رأيتُ شيئاً أبيضَ في السماء.. أخبروني أنهُ القمرُ، ولكن


ماذا يمكنني أن أفعلَ بكلمةٍ وأسطورة


الأشجارُ تخيفني قليلاً.. يا لجمالهنّ


الحيواناتُ الوديعةُ تقتربُ مني كي أخبرَها بأسمائها


الكتبُ في المكتبةِ لا تمتلكُ حروفاً.. بل تنبثقُ عندما


أفتحهنّ


أتصفحُ الأطلسَ فينبعثُ شكلَ سومطرا


أياً كانَ من يُشعلُ ثقاباً وسطَ الظلمةِ، هوَ من اختلقَ النارَ


داخلَ المرآةِ هناكَ آخرٌ يتربص


أياً كانَ من حدّق في المحيط، هو سيرى إنجلترا


أنا حلِمتُ بقرطاجة، وبالكتائبِ التي دمرت قرطاجة


أنا حلمتُ بالسيفِ وبالميزان


مباركٌ هو العشقُ الذي لا يوجدُ فيهِ مالكٌ أو مملوك، وإنما


إثنانِ مسلّمان


مباركٌ هو الكابوسُ الذي يُظهِرُ لنا


أنّ بمقدورِنا اختلاقَ جهنّم


أياً كانَ من يقصدُ نهراً، هوَ يقصدُ الجانجي


أياً كانَ من تطلعَ في ساعةِ الرملِ، هو يرى انحلال إمبراطورية


أياً كانَ من يلعبُ بخنجرٍ، هوَ يخبرُ مُسبقاً بمقتلِ قيصر


أياً كانَ من يحلمُ، هو الإنسان الحيّ


وسطَ الصحراء، رأيتُ أبا الهولِ صغيراً، منحوتاً للتوّ


لا يوجدُ شيئ أقدم تحتَ الشمس


كلُ شئٍ يحصلُ للمرةِ الأولى، ولكن بطريقةٍ أبدية


أياً كانَ من يقرأُ كلماتي، هو يختلقها بنفسِه



ترجمة: عدي حربش

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)