عرض مشاركة واحدة
قديم 12-03-2013, 08:25 PM
المشاركة 34
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
20

مازلت الثلوج تغطى شوارع برلين حتى فى ابريل...همست داليا بحزن وهى تنظر من خلف زجاج غرفتها الكائنة باحد فنادق برلين... ودت لو تعالج مزللاج الشباك الثقبل وتغوص بجسدها فى الثلج..مضت سنوات على فراقه ومازال قلبها على عهده ..امسكت جوالها..ضربت رقمها..تريد الاطمئنان عليها
جاء الصوت الصوت النائم الرقيق مرددا ..هالوا
ودت لو اغلقت الموبيل فليس هذا صوت رئيفة الناغى
همست بألمانية ضعيفة ..هل لى التحدث برئيفة الناغى من فضلك
ثمة صمت على الجهة الاخرى ثم تساؤل
داليا!! لم تجب داليا فردد الصوت اكثر داليا انا لينا ..لينا الناغى همت باغلاق الخط ..فعلاقتها بلينا الناغى لم تكن بالجيدة قط ..كانت فى الثامنة عشر حين التقتها منذ خمس سنوات..مدللة محمد الناغى وابنته من زوجته الالمانية التى تركته ورحلت ليتزوج من رئيفة التى حملت لقبه بعد ذلك..سورية دمشقية ..تزوجها الناغى لترعى ابنته ..ولتجد من ينفق ايضاً على ابنها الوحيد من زواج سابق..احبت داليا رئيفة كثيرا فقد كانت امرأة صبور غير متكلفة..طيبة وحنون..ظنت فى البداية ان لينا ابنتها..لكن غيرة لينا الواضحة وافتعالها المشاكل معها ..خرجت من افكارها على صوت لينا مجددا
داليا
همست نعم
جاء صوت لينا فرحأ..داليا انت فى برلين
نعم ...هل لى التحدث مع رئيفة
تنهدت لينا للأسف داليا تعرضت رئيفة لحادث
حادث اى حادث
تعرضت للانزلاق فى المنزل .انها بحالة جيدة الآن ..لم تسألى داليا عنها منذ اعوام..هى نائمة الان
مسحت داليا دموعها .سأتى لزيارتها
لكنها لا تقيم فى منزل الناغى الآن وكذلك انا ..اعطتها لينا العنوان..مقاطعة البوندزاليه- 56 ناخود شتراسه
طلبت داليا تاكسى بالتليفون..كان المكان قريب منها..بناية متعدد الطوابق لكنها لا تحمل بالتأكيد طلاف بناية محمد الناغى..فتحت لها بالباب ..لينا الناغى ..ترتدى ملابس بسيطة وقد قصت شعرها الاشقر الطويل الذى كانت تعتز به..مازلت جميلة يا لينا ..خليط من الشرق والغرب..احتضنتها لينا ببساطة وطبعت على وجهها قبلة وقالت تفضلى
اخذها ترحيب لينا الودود..وهى تقودها للجلوس على اريكة بسيطة وتجلب لها كوب القهوة الغنية بالكريمة والسكر
قالت بود اتذكر انك كنت تحبيها هكذا
اجابت داليا بلؤم واتذكر انك وضعت ملحاً يومها بدل السكر
ضحكت لينا ببساطة..انسى لينا القديمة فهناك الكثير من التغيرات..لحظات وساوفيك برئيفة فعلى ان اعدها لتاتى
ذهبت لينا وسط استغراب داليا..ارتشفت قليل من القهوة التى اعجبتها..تجول..ببصرها فى الشقة انها استديو صغير
سمعت كرسى عجل يتحرك ..انتفضت داليا وهى تجد وجه رئيفة الحبيب ولينا الكرسى المتحرك..احتضنت الوجه الغائر بخطوط الزمن بيديها ..قبعت للحظات فى حضنها ولم تجرؤ على الكلام..فى وجه رئيفة رأت كل ملامح زوجها الحبيب ..قالت لينا بصوت مرح وهى تعد الطعام
ماذا ترغبين للا فطار داليا..يوجد بيض وجبن وبعض البسكويت
اتسعت عينى داليا بتعجب ..التى تقف امامها بعيدة كل البعد عن لينا المدللة ..ردت رئيفة على ملامح داليا المتعجبة
لم تعد لينا المدللة ..تغيرات الصغيرة الحبيبة كثيرا..فلحت سنوات صبرى وحبى لها..نظرت داليا ليعنى لينا المرحة وهى تققدم لها طبقاً مملؤاً بالبيض الشهى ثم جلست وهى تطعم رئيفة بيديها وتدللها..
لن ارضى الا باكلك للطبق كله .ماما ..ثم نظرت لداليا وهى تقول بحزم وكذلك انت
كان الجو كله يبعث فى داليا الامل..عرفت ان لينا تركت منزل والدها منذ ثلاث سنوات وانها تعمل مراسلة صحفية لمجلة دير شبيجل..قالت لينا.. لااجنى الكثير لكنه بساعد على المعيشة..ثم اردفت بحزن اصبح البيت لا يطاق..اصبح محمد الناغى صعباً ..ضربه رحيل خالد فى مقتل ..مسحت يدها بمنديل
رددت داليا رحيل خالد مفهموما للجميع ..ان يعود لاسرائيل بهذه الصورة ..امر مؤلم..كان عليه الوقوف بجانبكم ..غصت بحلقها خاصة بعد اختفاء رائد
ربتت رئيفة بصوت رخيم
لا تسئ الظن بخالد فقد مكث معنا عشر سنوات ..لم يكن شقيق لينا فقط ..بل كان يعتبر رائد ابنى اكثر من شقيقه
دمعت داليا لدى ذكر اسم رائد الجارحى زوجها وحبيها ..مازلت تتذكر صوته الحنون وهو يحكى لها عن ذكرياته فى دمشق بعد وفاة والده ذو الاصول الفلسطنية ..اتى لالمانيا وهو فى نحو العاشرة من عمره مع امه التى تزوجت محمد الناغى لترعى طلفته ذات الثلاثة اعوام .. كان يعتبر لينا شقيقته ويتدخل كثيرا لحل المشاكل بينها وبين خالد شقيقها..يحكى لها فى البداية انه لم يتقبل خالد الذى جاء اليهم وهو فى الثامنة عشر..الا انه سرعان ما جمعتههم الصداقةس ..كان يصغر خالد باعوام قليلة ويعمل مثله فى اللوفتهانزا.. مازلت تتذكر صوت رائد الهامس وهو شبه نائم..الى اين؟؟
ساشترى بضعة اشياء من المتجر المقابل..لدينا شئ للطعام..كان قد مر على زواجهم عدة ايام..حينما عادت وجدت الشقة فى حالة مزرية وثمة دماء تلطخ الارضية ..لم يعرف ابدأ احد اين اختفى زوجها رائد الجارحى وماذا حدث له
افاقت من ذكرياتها المريرة ولينا تمد لها يدها بالموبيل جاءت لى هذه الرسالة منذ عدة اشهر
لينا عليك بالبحث عن داليا بأى طريقة ..لدى معلومات عن مكان رائد
اتسعت عينى داليا وهى تصرخ
هل مازال حى..رائد حى
لينا اخبرينى
همست لينا بضعف وصوتها اقرب للبكاء
الرسالة منذ عدة اشهر..حاولت الاتصال بعدها بخالد دون جدوى
داليا وهى تغوص فى كرسيها .مؤكد ان محمد الناغى يعرف عنوانه
ربتت لينا على ظهر داليا بحنان
عرفت منذ عدة اسابيع سر اختفاء خالد..اعتقله اليهود فى سجونهم ولا نعرف التهمة..حاولت ماما رئيفة ان تحثه على السفر لاسرائيل بعدها..لكنه رفض..تعرفين ان بابا استاء كثيرا من خالد بعد رحيله وزواجه من يهودية ايضا..تدخلت رئيفة
الناغى يحاول الهروب من ماضيه وكينوته..ينسى انه يحمل دماء فلسطنيه ..تعرضت بعد ذلك لحادث السقوط..وخرجت من المشفى للاقامة مع لينا,....حبيبتى لينا
دق جرس الباب..اتى الصوت من اسفل ..لينا هل فتحت الباب
همست فى تعجب
بابا
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
جلس حاتم على الاريكة ..لا يوجد احد فى المنزل سوى ديان التى اختفت فى غرفتها..همس
احسن..يشعر تجاه ديان بنفور لايعرف له سبباً..شعر باختناق..اتصل بسلمى..لا يوجد احد بالعالم يستمع له
مثل سلمى
اين انت يا حبيتى
فى نوبطشية حاتم
تنهد بعمق..انت ابنة احد اغنى اغنياء البترول لما تعملين ولا تجلسى فى المنزل هادئة وديعة تشذبين اظافرك وترتدين اجمل ما لديك واخف لاستقبال زوجك العزيز
ضحكت سلمى وقد احمر وجهها
نفس الامر الذى يجعلك ترفض اموال والدى وعمك وتصر على اكمال الشقة بتفسك
كان يحب بساطة سلمى ..تلك البساطة التى جعلتها تقبل بشقته البسيطة فى زهراء مدينة نصر
طال صمته
فقالت فى حنو
ما بك حبيى
يحب سماع هذه الكامة منها
لا شئ ..قدمت الجهاز الذى صرفت كثيرا عليه..احد قطع غيارات الطائرات الخربية التى نستوردها ب 700 الف دولار وتكلفته لاتتعدى ال 700 جنيه
هتفت سلمى انت عبقرى
قال بحزن وهذا العبقرى لم يستمر طويلا معيدا فى الفنية العسكرية..كنت اتوقع مكافأة سخيىة..لكنها لم تتعدى الفين جنيه.ضحك بفتور وقد صرفت على الابحاث وحدها نحو خمسة الالاف جنيه
لم تسطع سلمى ان ترد عليه..تعلم ان حاتم مجتهد..هذا ما تحبه فيه..ولا تفهم ابدا كيف لا يقدرون جهوده
اكمل وما زاد حزنى انى وجدت موبيل عمى ..سلمه لى حارسه فتحى قبل ان يترك العمل..تعلمين ان عمى كان مولع بعمل بتصورينا فى افطار الجمعة الذى يجمعنا
قالت بهمس لدى ساعة لانهاء عملى ..هل مررت على لنخرج قليلا
قال بهمس هل نذهب لشقة الزهراء
ردت سلمى مطلقا وهى تضحك كف عن العبث
تنهد بخوفت ..كنت ظننت ان قلبك قد رق لحاتم المسكين..اين انت
فى مسشتفى رابعة العدوية
حسنا ساكون عندك بعد ساعة
@@@@@@@@@@@@@
تقلبت ديان فى فراشها..لم تخرج اليوم..تشعر بوعكة ما..انها مكتئبة قليلا..لم تعد ذكرياتها مع خالد تؤلمها
بل تزايدت بداخلها رغبة الانتقام من هذا الوغد..نزوجها لانها تشبه داليا كثيراً...شعرت ببعض الجوع..نزلت حافية وهى ترتدى شورت قصير وتى شيرات يكاد يغطى خاصرتها
سمعت همس ..انه حاتم يتحدث فى الموبيل ..اصغت السمع..تعجبت الم يخبروها انه يعمل فى القوات الجوية..ظنت انه طيار فاذا به تكتشف انه مهندس طيران..همت بالرجوع الى غرفتها حتى اتى حاتم على ذكر الموبيل
شهقت بخوف..كيف فاتها هذه..كيف نسيت..ان الليثى صورها وهى تقول انها لاعلاقة لها بهذه العائلة وانه تشابه اسماء..حتما حاتم لم يشاهد الفيديو بعد..انسحبت بهدوء ..دخلت غرفة حاتم بهدوء ..بحثت عن الموبيل حتى وجدته انه مميز للغاية ..وضعته فى جيبها واعادت ترتيب الاشياء حينما همت بالانصراف اصدم ظهرها بحاتم الذى ظهر فجأة
غمم بذهول
ماذا تفعلين فى غرفتى
وجلت للحظة وتملك الرعب قلبها..غرفتك ..ظننت انها غرفة عامر
القى نظرة على ثيابها ثم اشاح ببصره عنها واعطاه ظهره
وماذا تفعلين فى الغرفة التى ظننت انها غرفة عامر
قالت بصوت اقرب للعنج والدلال بعد لاحظت تأثره بها
ابحث عن شاحن للموبيل..هذا هذه جريمة
حسناً هل خرجت رجاء
لم تخرج ديان بل مضت تجاهه وهى تطوق خصره بحنان وتلقى برأسها على كتفه