عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2013, 12:05 PM
المشاركة 32
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
18

كانت الساعة تشير للحادية عشر مساءا ..استقل احمد الليثى سيارته مرة اخرى بعد ان طلب سائقه فتحى..عصفت اعماقة بقلق مبهم..وهو يطلب منه التوجه لفندق الكوزمبوليتان فى القاهرة..وعد عامر وندى بزيارة ديان..وعدهما وهو لا يخلف وعداً

رن جرس التليفون فى حجرة ديان التى جافها النوم بعد حلمها المرعب
اهتز كيانها وهى تعلم اسم من يطلب لقائها..قاربت الساعة منتصف الليل ارتدت سترة خفيفة فبرد القاهرة محبب للنفس غير قاسى

كان الليثى يجلس هادئ فى احد اركان الفندق
هتفت ديان بارتعاش مرحباً
اشار لها بالجلوس
وهو يقول فى تؤدة
لا اكن لك ضغينة ديان..لكن كيف يطلب منى ان اتقبل ابنة يهودية
ارتعشت اكثر وهو يقول
على ان اخبر ندى وعامر لن يتقبلا هذا الامر مطلقا
لمعت عينى ديان لوهلة واحمد الليثى يخط رقما على احدى شيكاته
اظن هذا المبلغ يجعلك تبتعدين كلياً عن حياتنا
كان المبلغ كبيرا بالفعل
قالت وهى ترفع حاجبيها
كل هذا كونى يهودية..انت عنصرى
نظر اليها بعمق..ديان ..انا لا اصدق هذا الحنين والاشتياق العائلى المفاجئ ..رايتك منذ عشر سنوات..مازلت اتذكر تلك النظرة الكارهة فى عينيك ديان..كنت غضة تفضحك عيونك..الان لا اجد سوى نظرة ثلجية ..اعلم ان الكره مازال بداخلك اضعاف اضعافه..رفع حاجبيه
ترى ماذا وراءك ديان...لماذا تركت اسرائيل واتي هنا
ارتج على ديان كيف عرف
اتعلمين ماذا يمعنى من ابلاغ السلطات بشانك
غمزت بعينها بسخرية ود تمالكت نفسها بعض الشئ ولاح فى كلامه شئ من الطمأنينة
ابوة دافئة
ضحك بنصف ابتسامة
هى ابوة دافئة من اجل ندى وعامر ..لن اخسرهما لبعض الوقت من اجل امرا كهذا..لكن ان لم ترحلى فاسضطر مكرهاً..ارسل لك باكرا تذكرة للرحيل لليونان ومن هناك ارحلى حيما تشائين . الرحلة فى السابعة مساءا..لا اريد ان اسمع منك مرة اخرى .. فى مقابل هذا وقعى على هذه الورقة
قرأتها ديان بخفوت
اقر انا ديان الليثى هو انه ما يجمعنى بعائلة الليثى هو مجرد تشابه اسماء
اعطاها القلم واعماق ديان تموج بشتى الانفعالات
هل منحتنى بعض الوقت للتفكير
تنهد فى ارتياح..كنت اعلم
نظرت اليه ماذا
ليس الامر فقط كونك اسرائلية..انك سترجعين لمن بعثوك هنا
قالت بذعر
لالا ليس الامر كما تظن
اذن هى حنين لابوة دافئة
همست بغباء لم تسطع اخفاؤه
مطلقا
ضحك الليثى مرة اخرى بمكر
كنت اعلم
امضى ديان امضى على الورقة وردى الكلمات لانى ساصورها بفيديوالموبيل
رضخت ديان والدموع تتألق فى عينيها واعماقها تموج بغيظ وغضب يخالطه الخوف
كم كرهت احمد الليثى لحظتها
بعد انصرافه هرعت لحجرتها
خطت رسالة بنفس طريقتها السابقة لحاييم موفاز
اتاها رد موفاز السريع على الموبيل
صرخت وهى تسمع صوته
حاييم
لماذا لم تخبرنى هذا الرجل ليس فقط مهندس.. اسلوبه يدل انه تلقى تدريبا ..تدريبا يشبه بعض الشئ التدريب الذى تلقيته
غمم حاييم ..اهدئى ديان
سيتم التعامل
كانت لديهم بعض الشكوك فى احمد الليثى ولكنهم اعدوا العدة تماما..لن يتركوا شيئا يوقف مخططهم
تلقى فتحى سائق احمد الليثى اتصال ما ثم وضع الموبيل جانبا هو ينظر للاحمد الليثى يجلس منهكا مغمضا عينيه فى الكرسى الخلفى للسيارة ..وضع كمامة على انفه وعدل من وضع نظارته ثم اطلق رذاز عطر السيارة ..لم يكن عطر ع الاطلاق
فتح الليثى عينيه بصعوبة والغاز المخدر ينطلق فى السيارة
نظربارتياع لفتحى وهمس بضعف ندى
اوقف فتحى السيارة على جانب الطريق ودس فى فم الليثى الذى فقد وعيه تماما الدواء الذى يرفع نبضات قلبه الضعيف لاقصى درجة.
@@@@@@@
استيقظت سلمى على رنين للموبيل..صوت ندى يصرخ ..سلمى ..بابا .لم تفهم شيئاً..ثمة خطب ما..عاودت الاتصال بندى ولم تجيب وبحاتم وعامر نفس الشئ
ارتدت معطفا على ملابسها وغطاء للراس ..قابلها والدها على السلم
سلمى ما الخطب..قالت ونبضها يتزايد ثمة شئ لدى ندى كانت تصرخ ..شئ يتعلق باحمد الليثى
انتظرى ساتى معك..اغير ملابسى
قالت سلمى ساذهب الان ..واضح الان الامر لا يحتمل انهم بجانبا ساخذ السيارة
اذن ساتى معك هكذا
وصلت سلمى ..وحاتم وعامر يخرجون جسد احمد الليثى من السيارة
همست بضعف وقد المتها النظرة الباكية فى عينى حاتم
كان الليثى مسجى على ظهره وسلمى تقيس النبض ..لم تكن فى حاجة للقياس فالرجل ميت منذ فترة بالفعل
صرخت ندى..هل سيفيق..اجيبى سلمى ..لم تسطع مواجهة صرخات ندى ولا داليا التى وقفت بلا حراك..لم تفق الا وعامر يختضن جسد والده وهو يقرأ القرأن الكريم ويبكى ..يبكى بحرقة..بينما حاتم يحتضن قدمى عمه الباردتين وقد اعتصر الحزن الشديد قلبه.حينها وقعت ندى على الارض لا تدير بالعالم شيئا ..انهارت داليا بجانبها تحاول لمسها ولم تسطع فقد ارتخت يدها بجانبها
@@@@@@@@@@
كيف هى سأل عامر سلمى وداليا عن اخته ندى
اجابت سلمى اعطيتها حقنة مهدئة ..لم تحتمل اعصابها
همست داليا ومن يحتمل ..تذكرت احداث الامس وكأنها كابوس
قالت سلمى اخلدى قليلا للراحة انت وعامر سيقام سرادق العزاء فى السادسة ابى سيشرف على كل شئ
غص حلق عامر وهو يمسح دموعه ساذهب معه
حينما غاب ..قامت داليا بدورها سانم قليلا ..اين حاتم
ذعرت سلمى فقد تناست امره تماما منذ البارحة
وضعت همها فى داليا وندى وعامر ..تساءلت بدورها
داليا ..اظن رأيته فى غرفته
طرقت الباب فلم يجب ..وجدته مفتوحا فدخلت على استحياء
كان ينام ع الارض على ظهره يحدق فى السقف بينما تنهمر دموعه
شهقت سلمى وهى تجلس على ركبيتها بجانبه
حاتم
اقتربت منه وهى وجله.. لم تلمسه قبلا..حبيبها وزوجها ..مسحت وجنته باناملها
نظر اليها بضعف..احتوت وجهه بين راحتيها.نهض بعض الشئ فاخذت رأسه فى حضنها وهى تردد فى أذنه ايات الذكر الحكيم
++++++++++++++
تلقت ديان رسالة عاجلة من حاييم
مبارك وفاة البابا مع ضحكة ساخرة .. فى المساء ارتدت بلوزة سوداء وبنطلون اسود ..حينما وصلت فيلا الندى..دخلت على الصغيرة ندى وهى تبكى بحرقة ..ولم تغب عن عينيها تلك تقف على رأسها وتشبها كثيرا