عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2013, 11:31 AM
المشاركة 28
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
16

لم تعرف تفاصيل وجهه للوهلة الاولى..لم تر سوى وجه اضناه العذاب وضاعت ملامحه الحنونة تحت سطوة الألم ..فقط عيناه اللتان تشعان بالأمل اخبرتها ان خالد مازال هناك..بنفس هامته المرفوعة وان ازداد جسده نحولا وان اعترى محياه شيئا من القسوة ..تسمرت قدماها ولم تقوى على حملها وهى تهمس
ابنى
خطا بتجاهها ولكنه توقف فى منتصف الطريق..رفت عينيه بشئ من البريق وهو يحبس دموعه..كانت كلماته كالسياط تجلدها وهو يقول:-
انى ادفع شيئاً من اثم يديك
ارتاعت ليلى وتراجعت للحائط ..لم يعد ما يفصلها عن خالد ابنها بضعة سنتيمرات بل من اميال واميال من العار والخجل والفضيحة ..شعرت انها عارية ..شهقت ودموعها تنهمر كالسيل وانتفض جسدها بعنف
خطى بتجاهها وهو يرثى لحالها مرددا تلك الكلمة التى تزيد المها:-
ماما
حاول ان ياخذها فى احضانه رغم قيوده واغلاله
احتوت وجهه بين راحتى يديها مازال هو خالد الحنون.. ذلك الطفل الذى كان يشاغب الطرقات ..كيف اعمتها بصيرتها عنه ..نشأ وسط اطفال اليهود..لكنه لم ينسى انه عربى..لم يدعه اليهود ان ينسى انه عربى..لم تعمله شيئاً لكنه كان به شئ من القوة جعلته ان يتعلم بنفسه كل شئ..قوة لم تحملها اعماقها يوماً ..رغم خوفها عليه لم يتعلم ابدأ الخوف ..يوم انفجر فيها غضبا وترك لها اسرائيل كلها وسافر لم يجلدها كما جلدها اليوم ..ظنت انه يوم ان عاد سامح وغفر..لكنه لم يغفر وانه يدفع حياته صكاً لهذا الغفران
حينما سألها عن ديان ..سكتت الكلمات على شفاهها والسجان يعلن انتهاء الدقائق العشر
دوى صوته كالرعد وهم يجرونه جرا والسلاسل تصطك بجدارن الممر
ماما ..لا تتركي ديان
ودت ليلى لو أن هاوية انشقت وابتلعتها الى مالانهاية..كم تاقت نفسها للموت تلك اللحظة جلست على الارض ولم تفق الا على يد السجان وهو يجرها للنهوض كى تغادر
شعرت بكل الايادى التى غاصت فى لحمها ودت لو أن لحمها تساقط وان عارها الابدى انجلى عن جسدها.حينما وجدت نفسها خارج جدران السجن
شعرت ان مبنى السجن بأكمله يردد كلمة
عاهرة .
@@@@@@@@@@@@@@@@@
وقفت ديان بمرح وهى ترحب بعامر وندى..افاق عامر على يد سامر الممدوة وخجل من اجابة السؤال الذى ارتسم على جبينه
اتسعت الدائرة والكراسى تصطف .. وديان تقول فى جزل الصياد الذى حظى بفرائس كثيرة
ندى ..عامر هل جلسنا قليلا..يبدو ان لكم اصدقاء هنا
قاطعها وائل وهو يخاطب عامر
لم نرك منذ فترة ..لم نعرف ان لك اخت امريكية
نظر له عامر بضيق وتجاهله
تدخلت ماريان بسخرية بعد ان رشفت رشفة كبيرة من العصير
الم يكن هو العبقرى الذى اقنع الكثير بانتخاب محمد مرسى..الهارب من السجن..عميل حماس وامريكا
نظر لها عامر بغضب
لا اعلم اى هراء تروجين
نظرت له بتحدى ..ليس كلامى بأى حال من الاحوال
تهكمت سارة منه هو تقرير امن دولة يا عامر ..فلتبقى تغرس رأسك فى الرمال حتى تختنق

قهقه سامح ووائل بشدة وعيونهم تنطق بالتسلية بينما تصاعد الغضب من اعماق سامر مؤيدا موقف صديقه ومئنباً رفاقه كيف يتم الاستعانة بتقارير امن الدولة المنحل والذي تم حرقه والثورة عليه وعلي افعاله وتم تسريح اغلب قياداته لانحرافهم كيف بالله عليكم تكون لتقاريره اي مصداقية لا والكوميديا ان هذا التقرير لا يحمل اي تسجيلات لهجوم حماس المزعوم علي السجون ولا يوجد اي دليل فعلياً علي هذا الكلام الفارغ الذي لو كان صحيحا يجب معاقبة من شاهد جيش حماس الجبار الذي قام بغزو مصر والهجوم عليها دون ان يتم القبض علي شخص منهم سواء من الجيش او من المخابرات او من أ من الدولة هل لهذه الدرجة اجهزة الدولة هشة وضعيفه حتي تخترقها حماس
للاسف البعض مازال يستخف بعقول المصريين بكلام يدينه هو قبل ان يدين حماس بداية هذه الاكذوبة هو عمر سليمان الذراع الايمن لمبارك وهو اول من اطلقها دون ان نري منه دليل واحد علي صحتها ودون ان يخبرنا كيف لاجهزة الدولة ان تتركهم يصولون ويجولون في المدن المصرية دون ان يتم القبض علي فرد واحد منهم ياااااااااااااااا نـــــاس
مبارك دمر وافسد كل اجهزة الدولة وبلا اي استثناء ولكي الله يامصر
صفقت سارة بيدها بجزل

سامر هو افضل محامى للأخوان وعامر نائبه بلا نزاع
قاطعهم عامر وهو ينهض فى غضب ويمسك بيد ندى المشدوهه
اخوان فوبيا متمكنة
بينما نهض باقى الرفاق

اخوان فوبيا هى اليافطة التى تعلقون عليها رئيس فاشل منحاز لاهله وعشيرته..قالت ماريان وهى تنتفض من الغضب
تابعت ديان الجو المشحون واعماقها تفور ببركان من الفرح..هذه البلد تقتل نفسها...لا يدركون اولى مبادئ اليمقراطية
اتاها صوت عامر
ديان هل ذهبنا لنجلس فى مكان اكثر هدوءا..اعتذرت ديان وهى تخفى خيبة املها فهى تريد الاستماع للمزيد..ان ما حققته الليلة سيسعدهم فى تل ابيب..مضت معهم بينما وقف سامر ووائل يسأله
لأين
قال فى الم
اختلفت الطرق ..
غادرهم وشئ فى صدروهم يختلق بألم ..شئ غطى عليه العناد
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
تراقصت اصابع ديان على اللاب توب بخفة..ظلت طوال لقائها مع ندى وعامر تخزن الحديث الذى دار امامها حتى ترصه بكل حذافيره ..جلست معهم على كافيه على النيل..وبذلت جهدا رهيبا لتخفى كرهها لندى التى شعت عينيها برقة وطفولة
اما عامر فقررت ان تنحيه من تفكيرها فبه الشئ الكثير من خالد
وعدوها بزيارتها مرة اخرى واقناع والدها بلم الشمل
ضحكت فى خفوت وهى ترص الحديث كله كما علموها فى تجهيز المواضيع باحدى المنتديات العبرية التى تديرها شبكة امان
نامت وهى تشعر بشئ من الرضا ..غابت فى احلامها..حيث خالد ينظر لها غاضباً يملئ وجهه الغرفة كلها ..قامت مذعورة وقد تبدد احساسها بالأمان ..تكورت كهرة خائفة فى فراشها حتى الصباح
@@@@@@@@@@@@@@@@@@2
تلقفت اجهزة امان ..تقرير ديان
واجتمعت لجنة متابعة الثورة فى مصر..التى تضم حاييم موفاز بينها
ارتشف رئيس اللجنة شامير درعى كوبأ من الماء المثلج وهو يقول فى نشوة
التقرير يتفق مع يبعث به عملاؤنا المنتشرون فى مصر ..لكن احييك فعمليتنا سريعة ونشطة للغاية..ليس مطلوب منها اكثر من هذا
لتستمر..حذرها فقط من ابداء رأيها ..المصريون شكاكون ولن يتقبلوا اراء اى اجنبى
بينما اومأت اوشرا ليفنى عن سعادتها
الحمقى ..ثورتهم تخدم اسرائيل تماما..اصبح عدوهم حماس
قهقهت هى وبقية اللجنة وحاييم موفاز يهتف فى جزل
هذا نصر يفوق نصر حرب الايام الستة
@@@@@@@@@
فى عاصمة احدى الدول العربية الشهيرة ..جلس ذلك الرجل الذى اشتهر بأسم النمساوى مع احد رجال هذه الدولة ورجلى مخابرات من دولتين عربتين اخرتين وشخص بانت ملامحه الشرق اوربية على الفور مع مندوب اسرائيل
يحبكون خيوط المؤامرة وفى انتظار المرشح الرئاسى الخاسر
دخل بجسده النحيل وجلس فى عصبية
لتعلمون انى لا اخون وطنى وان تعاملى مع المخابرات الاسرائلية الا لاخراج مصر من براثن الاحتلال الاخوانى ..ايده عملاء الامن فى الدول العربية المشاركة
قاطعهم مندوب اسرائيل فى غطرسة
هذا الامور تقال للميديا..لانكم تعلمون جميعا ان بقاء اسرائيل من بقاء عروش ملوكم ..فان سقطت اسرائيل سقطتم
قاطعه النمساوى فى دبلوماسية اشتهر بها
لا داعى لكل هذا يا سادة
فالخطر سيحرق الشرق الاوسط كله..دعونا من كافة الخلاقات الهلامية
وضع يده على الطاولة فوضعوا ايديهم جميعا
يتفقون على ميثاق القضاء على الاخوان فى العالم كله