الموضوع
:
حافية على جسر طبرية -رواية
عرض مشاركة واحدة
11-24-2013, 01:34 AM
المشاركة
26
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
تاريخ الإنضمام :
Aug 2009
رقم العضوية :
7565
المشاركات:
238
13
نظرت ديان لوجه عامر وقد خفق قلبها
بالأمل...تقبلت بامتنان المنديل الورقى ..مسحت دموعها
ثم نهضت وهى تشكره
..
رأت فى نظرته حيرة وبعض التعاطف ..سرحت شعرها بيدها ثم هزت
كتفيها وسألته
فى ضعف :-
هل تدلنى كيف اذهب لشارع طلعت حرب للفندق..اتت بى صديقة هنا
معرفتى بها طفيفة وليس لى معلومات كافية عن القاهرة فأنا هنا منذ عدة ساعات
نظر لها عامر بشئ من الشك ..قال ابى انك اتيت هنا منذ عشر سنوات
قالت بسرعة كانت رحلة للجامعة للتبادل الثقافى
ولم يكن مسموحاً لنا بالتجول خارج اطار الجروب وعشر سنوات مدة طويلة كى
اتذكر طرق المواصلات
قال بدهشة جامعة..هل تنظم الجامعة فى امريكا رحلات للقاهرة للتبادل
الثقافى
همست وقد ارتبكت لخطأئها
امريكا ..ثم مسحت بسرعة على جبينها وهى تتظاهر ببعض الصداع ..شكرته وهمت بالرحيل
انتظرى..امسك بذراعها ..اعتذر..الموقف بأكمله
يدعو للأرتباك..ظهورك الفجائى ..موقف أبى الذى لا أفهمه..حتى لا اعرف
اسمك..كل مااعرفه عنك انك من ام امريكية.. تنهدت وهى تمد يدها لتصافحه
كل هذا لا يمنع اننا عائلة
اسمى ديان..ديان احمد الليثى
نظر ليدها الممدوة وامسكها فى ترحاب
عامر ..عامر احمد الليثى
تهجت اسمه فى مرح عامر احمد الليثى
صفقت بيدها
اننا اخوة اليس كذلك
تنهد عامر وهو يقول نعم..انها الواحدة انتظرى سأحضر سيارتى ..سأوصلك ثم قال ببطء كمن يستوعب
الاسم ديان
نظرت لظهره وهو ينصرف بخيبة أمل ..همست لنفسها بحقد
ماذا كنت تتوقعين من هذه المرفه..ان يدخلك البيت عنوة رغماً عن الليثى ..تريثى ديان وثابرى
استقبلت عامر بأبتسامة واسعة وهو يفتح لها باب
السيارة الجولف الرياضية فضية اللون..حاولت أن تجمع شيئا من ملامحه وهو
يقود بهدوء من مدينة الرحاب عبر الطريق الدائرى ..كان يركز فى قيادته لكنها
تعلم جيداً انها تحتل افكاره وتلك القنبلة التى القتها فى بيتهم
ركن السيارة ونزلت هى..حينما اغلفت باب
السيارة استدرات لتشكره..غاص قلبها فى صدرها وهو يصر بشدة ان يرافقها حتى
الفندق ليطمئن عليها..كان به شئ من خالد ..شئ جعلها تنتحب بداخلها وترتعش
بشدة..شئ مشترك بينهما ..يجمع فقط بين شابين عربين لم يرى كلا منهما
الاخر..شئ اسمه الشهامة
########
وقف احمد الليثى وهو ينظر لندى وقد امتلأ
عينها بالدموع وقد دخل عامر وهو ياخذ سلسلة مفاتحيه..شيئاً فى صدره انقبض
وقد غرق فى افكاره السوداء لم يفق سوى على يدى ندى وصوتها الباكى
بابا
تنهد وهو يزيحها فى رفق دعى كل شئ للصباح ..انا مرهق للغاية حبيتى..خطا بضعف ناحية السلم ثم استدار وهو يقول بحنان
عيد ميلاد سعيد يا ندى
ارتمت ندى على سريرها والحيرة تعصف بكيانها وصوت الهاتف يدوى فى أذنها
وهى تجيب فى ضعف
سلمى
ندى انى قلقة للغاية ..من هذه
همست ندى بضعف وهى تجيب
لا اعرف ..لم يخبرنى بابا اى شئ ..قد يفعل عامر ..ذهب لتوصيلها سأنتظره
ردت سلمى ندى اتصلى بى اى وقت حال احتجتنى لا يفصلنى عنك سوى بضعة مبان
سلمى جارتها تكبرها بسنوات قليلة..ليست فقط
صديقتها..بل هى هى خطيبة ابن عمها حاتم الليثى ..هى لم تعرف ما الذى جمع
سلمى الرقيقة بملامحها الطفولية وملابسها المحتشمه للغاية بظابط مهندس فى القوات
الجوية له الكثير من المعجبات..تحدثت عن مغامراته مدينة الرحاب بأكلمها
..
كانت خطبتهما مفأجاة فهى رغم حبها الشديد لسلمى لم تفهم ابدا ما الذى
يجمع بين هذه الطبيبة حديثة التخرج المسالمة البسيطة التى تختلف مع حاتم فى
كل الاراء فهى تؤيد التيار السياسى الاسلامى بكل قواها لعلها اقرب لعامر
من حاتم فى هذا الامر
..
ضحكت لعله الموقف الذى جمع بينهما حينما استغاث به
والدها رجل الاعمال ذائع الصيت لاحضار ابنته الطبيبة من المستشفى الميدانى
..
يومها رجع حاتم غاضباً منها ورفضها الشديد واستغاثتها برفاق الميدان
حينما حاول اخذها بالقوة..لم يكن يعرفها قبلا..انما شقيقتها العابثة
مروى..نقيض سلمى التام..التى هامت فترة بحاتم ولم يعيرها انتباه حتى تزوجت
وسافرت مع زوجها
..
هزت رأسها وهى تحاول ان تفكر فى قصة حاتم وسلمى لعلها تخرجها من حيرتها وصدمتها..اسمها ديان..تشبه داليا ابنة عمها كثيرا
فكرت فى داليا التى غيرت وظيفتها من الخدمة الارضية فى مصر للطيران لمضيفة فى احد شركات طيران الخليج الشهيرة
همست اين انت يا داليا..دائما مسافرة وحتى حاتم فى نوبتشية اليوم
حينما سمعت باب الفيلا الداخلى يغلق فى صوت
مسموع ..عرفت ان عامر قد عاد ..لكنه كان قد دخل غرفته واغلقها بسرعة ولم
يهتم بطرق ندى..فيه ما يكفيه..يعلم عن اخته ديان الكثير من خلال اباه
اخبره انها ستظهر يوماً وعليه ان يعطيها نصيبها فى حالة وفاته ..لكنه اليوم صدمه بطريقته فى طردها وعدم الاعتراف بها
اغلق عينيه وهو يقول
هناك اسرار لم تكشف عنها يا أبى
كان صوت مشارى راشد العفاسى يبكى ليلى وهى
تستمع له فى فجر يومها من راديو طولكرم..تنظر من خلال النافذة لسماء تل
ابيب الغارقة فى المطر ..تتذكر مقابلتها لموشيه او المسمى لحاييم موفاز
لم تذكر له انه رأته يخرج من المبنى وانه فى
الارجح كان عند ديان..تساءلت فى وجوم ترى ماذا فعل لهذه المسكينة حتى تترك
لها رسالة سريعة وتسافر لامها التى طالما كرهتها دون وداع
نفث حاييم موفاز سيجارته فى غضب وهو يتذكر
ليلى ..يخشى كثيرا من تهديها ..ولا يعرف لاى مدى تصل علاقاتها داخل الجيش
فهى قدمت خدمات قوية لدولة اسرائيل تمكنها من ايذائه اذا استطاعت
حسم امره وهى يطفئ سيجارته بعنف ..استدعى ايلينا زوهر مديرة مكتبه..ادت التحية العسكرية
اومأ لها أن تجلس
وضع امامها صورة فتاة فى اواخر العشرينات
اسمها يائيل هركابى
قالت فى طريقة خشنة
المطلوب
نظر لها ملياً وعقله يبرق فى شدة فقد قرر ان
يقتل ابنته يائيل لكن فكرة طرأت له جعلته يرى طريق اخر طريق يربحه الكثير
ويزيح ليلى عن طريقه
قال فى قوة
اريدها فى مكتبى خلال ساعة..وضع امامها ورقة تحمل عنوان يائيل هركابى فى الحى القديم من تل ابيب
رد مع الإقتباس