عرض مشاركة واحدة
قديم 11-24-2013, 01:34 AM
المشاركة 26
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي

13
نظرت ديان لوجه عامر وقد خفق قلبهابالأمل...تقبلت بامتنان المنديل الورقى ..مسحت دموعها

ثم نهضت وهى تشكره ..رأت فى نظرته حيرة وبعض التعاطف ..سرحت شعرها بيدها ثم هزت

كتفيها وسألتهفى ضعف :-

هل تدلنى كيف اذهب لشارع طلعت حرب للفندق..اتت بى صديقة هنامعرفتى بها طفيفة وليس لى معلومات كافية عن القاهرة فأنا هنا منذ عدة ساعات

نظر لها عامر بشئ من الشك ..قال ابى انك اتيت هنا منذ عشر سنوات
قالت بسرعة كانت رحلة للجامعة للتبادل الثقافىولم يكن مسموحاً لنا بالتجول خارج اطار الجروب وعشر سنوات مدة طويلة كىاتذكر طرق المواصلات

قال بدهشة جامعة..هل تنظم الجامعة فى امريكا رحلات للقاهرة للتبادلالثقافى

همست وقد ارتبكت لخطأئها
امريكا ..ثم مسحت بسرعة على جبينها وهى تتظاهر ببعض الصداع ..شكرته وهمت بالرحيل

انتظرى..امسك بذراعها ..اعتذر..الموقف بأكملهيدعو للأرتباك..ظهورك الفجائى ..موقف أبى الذى لا أفهمه..حتى لا اعرفاسمك..كل مااعرفه عنك انك من ام امريكية.. تنهدت وهى تمد يدها لتصافحه
كل هذا لا يمنع اننا عائلة
اسمى ديان..ديان احمد الليثى
نظر ليدها الممدوة وامسكها فى ترحاب
عامر ..عامر احمد الليثى
تهجت اسمه فى مرح عامر احمد الليثى
صفقت بيدها
اننا اخوة اليس كذلك
تنهد عامر وهو يقول نعم..انها الواحدة انتظرى سأحضر سيارتى ..سأوصلك ثم قال ببطء كمن يستوعبالاسم ديان

نظرت لظهره وهو ينصرف بخيبة أمل ..همست لنفسها بحقد
ماذا كنت تتوقعين من هذه المرفه..ان يدخلك البيت عنوة رغماً عن الليثى ..تريثى ديان وثابرى

استقبلت عامر بأبتسامة واسعة وهو يفتح لها بابالسيارة الجولف الرياضية فضية اللون..حاولت أن تجمع شيئا من ملامحه وهويقود بهدوء من مدينة الرحاب عبر الطريق الدائرى ..كان يركز فى قيادته لكنهاتعلم جيداً انها تحتل افكاره وتلك القنبلة التى القتها فى بيتهم

ركن السيارة ونزلت هى..حينما اغلفت بابالسيارة استدرات لتشكره..غاص قلبها فى صدرها وهو يصر بشدة ان يرافقها حتىالفندق ليطمئن عليها..كان به شئ من خالد ..شئ جعلها تنتحب بداخلها وترتعشبشدة..شئ مشترك بينهما ..يجمع فقط بين شابين عربين لم يرى كلا منهماالاخر..شئ اسمه الشهامة
########
وقف احمد الليثى وهو ينظر لندى وقد امتلأعينها بالدموع وقد دخل عامر وهو ياخذ سلسلة مفاتحيه..شيئاً فى صدره انقبضوقد غرق فى افكاره السوداء لم يفق سوى على يدى ندى وصوتها الباكى
بابا
تنهد وهو يزيحها فى رفق دعى كل شئ للصباح ..انا مرهق للغاية حبيتى..خطا بضعف ناحية السلم ثم استدار وهو يقول بحنان
عيد ميلاد سعيد يا ندى

ارتمت ندى على سريرها والحيرة تعصف بكيانها وصوت الهاتف يدوى فى أذنها
وهى تجيب فى ضعف
سلمى
ندى انى قلقة للغاية ..من هذه
همست ندى بضعف وهى تجيب
لا اعرف ..لم يخبرنى بابا اى شئ ..قد يفعل عامر ..ذهب لتوصيلها سأنتظره
ردت سلمى ندى اتصلى بى اى وقت حال احتجتنى لا يفصلنى عنك سوى بضعة مبان
سلمى جارتها تكبرها بسنوات قليلة..ليست فقطصديقتها..بل هى هى خطيبة ابن عمها حاتم الليثى ..هى لم تعرف ما الذى جمعسلمى الرقيقة بملامحها الطفولية وملابسها المحتشمه للغاية بظابط مهندس فى القواتالجوية له الكثير من المعجبات..تحدثت عن مغامراته مدينة الرحاب بأكلمها ..كانت خطبتهما مفأجاة فهى رغم حبها الشديد لسلمى لم تفهم ابدا ما الذىيجمع بين هذه الطبيبة حديثة التخرج المسالمة البسيطة التى تختلف مع حاتم فىكل الاراء فهى تؤيد التيار السياسى الاسلامى بكل قواها لعلها اقرب لعامرمن حاتم فى هذا الامر ..ضحكت لعله الموقف الذى جمع بينهما حينما استغاث بهوالدها رجل الاعمال ذائع الصيت لاحضار ابنته الطبيبة من المستشفى الميدانى ..يومها رجع حاتم غاضباً منها ورفضها الشديد واستغاثتها برفاق الميدانحينما حاول اخذها بالقوة..لم يكن يعرفها قبلا..انما شقيقتها العابثةمروى..نقيض سلمى التام..التى هامت فترة بحاتم ولم يعيرها انتباه حتى تزوجتوسافرت مع زوجها ..

هزت رأسها وهى تحاول ان تفكر فى قصة حاتم وسلمى لعلها تخرجها من حيرتها وصدمتها..اسمها ديان..تشبه داليا ابنة عمها كثيرا
فكرت فى داليا التى غيرت وظيفتها من الخدمة الارضية فى مصر للطيران لمضيفة فى احد شركات طيران الخليج الشهيرة
همست اين انت يا داليا..دائما مسافرة وحتى حاتم فى نوبتشية اليوم
حينما سمعت باب الفيلا الداخلى يغلق فى صوتمسموع ..عرفت ان عامر قد عاد ..لكنه كان قد دخل غرفته واغلقها بسرعة ولميهتم بطرق ندى..فيه ما يكفيه..يعلم عن اخته ديان الكثير من خلال اباه
اخبره انها ستظهر يوماً وعليه ان يعطيها نصيبها فى حالة وفاته ..لكنه اليوم صدمه بطريقته فى طردها وعدم الاعتراف بها
اغلق عينيه وهو يقول
هناك اسرار لم تكشف عنها يا أبى


كان صوت مشارى راشد العفاسى يبكى ليلى وهىتستمع له فى فجر يومها من راديو طولكرم..تنظر من خلال النافذة لسماء تلابيب الغارقة فى المطر ..تتذكر مقابلتها لموشيه او المسمى لحاييم موفاز
لم تذكر له انه رأته يخرج من المبنى وانه فىالارجح كان عند ديان..تساءلت فى وجوم ترى ماذا فعل لهذه المسكينة حتى تتركلها رسالة سريعة وتسافر لامها التى طالما كرهتها دون وداع

نفث حاييم موفاز سيجارته فى غضب وهو يتذكرليلى ..يخشى كثيرا من تهديها ..ولا يعرف لاى مدى تصل علاقاتها داخل الجيشفهى قدمت خدمات قوية لدولة اسرائيل تمكنها من ايذائه اذا استطاعت
حسم امره وهى يطفئ سيجارته بعنف ..استدعى ايلينا زوهر مديرة مكتبه..ادت التحية العسكرية
اومأ لها أن تجلس
وضع امامها صورة فتاة فى اواخر العشرينات
اسمها يائيل هركابى
قالت فى طريقة خشنة
المطلوب
نظر لها ملياً وعقله يبرق فى شدة فقد قرر انيقتل ابنته يائيل لكن فكرة طرأت له جعلته يرى طريق اخر طريق يربحه الكثيرويزيح ليلى عن طريقه
قال فى قوة
اريدها فى مكتبى خلال ساعة..وضع امامها ورقة تحمل عنوان يائيل هركابى فى الحى القديم من تل ابيب