الموضوع: عبقُ العِراقِ !
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
8

المشاهدات
4322
 
عبدالله بن عادل عبدالرحيم
فـارسٌ من بني احسـاس

عبدالله بن عادل عبدالرحيم is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
39

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Sep 2008

الاقامة

رقم العضوية
5640
11-25-2010, 04:11 PM
المشاركة 1
11-25-2010, 04:11 PM
المشاركة 1
افتراضي عبقُ العِراقِ !
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



عبقُ العراقِ تميمةٌ لأناملِهْ
وحمائمُ الأمجادِ بعضُ قوابِلِهْ

في مهدهِ الأنفاسُ تعبرُ خشَّعًا
وبهِ تزمجرُ في قلوبِ صوائِلِهْ

يمتدُّ ليلًا في مدى أحلامهِ
ليعودَ صبحًا في ختامِ فعائِلِهْ

بغدادُ في عينيهِ مُهرةُ فارسٍ
ضبحَتْ بخفقتِهِ ووقعِ هواطِلِهْ

والبصرةُ البيضاءُ مثلُ لواءِهِ
شبَّتْ على أبطالِهِ وبواسِلِهْ

يغبرُّ في التاريخِ منْ أدنى لهُ
ظلَّ المكيدةِ في طلابِ خمائِلِهْ

ويغيبُ في الأيّامِ منْ أرخى لهُ
حبلَ العداوةِ طامعًا بقوافِلِهْ

كمْ سيّرَ الشعراءُ في أعقابِه
غيدَ القصائدِ فتنةً بجمائِلِهْ ؟

كمْ أسرجَ الأربابُ خلفَ إباءِهِ
خيلَ الرِّضَاءِ عرائسًا لمحافِلِهْ ؟

وإليهِ تشخصُ في البلادِ شعوبها
وتهابُه الأعداءُ ملءَ فواصِلِهْ

اليعربيةُ في محيطِ خنوعها
تخذتُه ربانًا برغمِ معاوِلِهْ

وربائبُ الأوهامِ صفَّتْ حوله
بدرًا وتي الأفواجُ بعضُ منازِلِهْ

في كفِّهِ الجبروتُ رايةُ حكمهِ
والبطشُ بابُ النصرِ بينَ مداخِلِهْ

لنْ يُغفِلَ الماضي عواصفَ حربِهِ
وسِنِيَّ طوفانِ الدِّما منْ وابِلِهْ

لنْ يَجهلَ الآتي قواصفَ رُعبِهِ
والسَّطوةَ السوداءَ بينَ جحافِلِهْ

لنْ تبلغَ الأيدي قواطفَ سيفِهِ
وجنونَ ثورتِهِ وكِبْرَ مقاصِلِهْ

لكنْ ستبقى في السما أطلالُهُ
وشهادةُ الإيمانِ بينَ فضائِلِهْ

ما زالَ يعرفُ أنّهُ منذُ انتشى
منْ صلبِ أمجادِ الدُّنا وحمائِلِهْ

ما زالَ يعرفُ أنَّهُ في فُلْكِهِ
شمسٌ تلاعنها جحورُ جواهلِهْ

ما زالَ يعرفُ أنَّهُ أمضى المضا
في الوثبةِ الأضحتْ حضارةَ بابلِهْ

هذي مدائِنُهُ فتيّةُ قصرهِ
والمُوصِلُ الساقي يصبُّ لواصِلِهْ

والكوفةُ السمحاءُ سَجَّتْ في الهوى
لمّا تغنّى دجلةٌ بجداوِلِهْ

يا تلكمُ الأهدابُ من عمقِ الدجى
ما حيلةُ الباكينَ حولَ رواحِلِهْ ؟

ما حيلةُ الباكينَ حولَ ضياءِهِ
إذْ بانَ في عمقِ السماءِ لسادِلِهْ ؟

هذا العراقُ قتيلُهُ من بعدهِ
قدْ جاءَ في التشييعِ بينَ جنادِلِهْ

يبكي على صدّامِهِ إكسيرِهِ
وينوحُ طفلًا في أكفِّ قواتِلِهْ

الشامتونَ الناقمونَ تعاقروا
ذكرى شهادتِهِ بكأسِ غوائِلِهْ

والحاقدونَ تنفّسوا في عرسهمْ
ذكرى الذي أصلاهمُ بنوازِلِهْ

وقضى عليهمْ بالخنوعِ بدايةً
حتّى انتهوا بعضَ الدُّمى لمهازِلِهْ

ما كانتِ الخفقاتُ تخفقُ خفيةً
خوفَ انتفاضتِهِ ورهبةَ باطِلِهْ

لكنْ علا صوتُ الرَّعاعِ غوايةً
منْ خلفِهِ ، وكذا عبيدُ دوائِلِهْ

دولٌ هيَ الأيّامُ فاجمعُ بينها
مجدَ الكرامِ على كرومِ دلائِلِهْ

يا سادنَ الصهواتِ خيلُكَ أدبرتْ
لمّا غُدِرتَ معَ العلا وأصائِلهْ

وتولَّتِ الأصحابُ عنكَ خيانةً
يا دارَ عزٍّ لمْ يفزْ بأواهِلِهْ

إيرانُ في عِقْدِ التطاحنِ سفَّها
ومحا الروافضَ في مكبِّ حواصِلِهْ

أمّا الخليجُ ونارُ بؤسٍ شبَّها
غدرُ السياسةِ في الدجى وسوافِلِهْ

فالكلُّ أبدعَ في رحاها ظالمًا
والكلُّ أخفى الحقَّ بينَ رسائِلِهْ

وجعٌ تناسلَ في البلادِ لأجلها
والوهنُ نوَّلنا غياهبَ نائِلِهْ

يا عبرةَ الأيّامِ سفحكِ أسودٌ
ويضمُّ حقلَ اليأسِ دونَ فسائِلِهْ

لكنَّ غيثَ الرحمةِ الأولى بنا
سيمرُّ في عرَضِ الحياةِ لسائِلِهْ

فإلامَ ينهشُ ذا الشهادةِ عاجزٌ
يشتطُّ نعلًا في مهانةِ ناعِلِهْ ؟

أقْصِرْ فما ضرَّ السََّماءَ نوابحٌ
حُبلى بوهمٍ هدّهُ بقلاقِلِهْ

وإليكَ عنْ روحِ العراقِ ، أميرِها
يا ابنَ التقازمِ في ظلامِ قواحِلِهْ

ولئِنْ أساءَ فلستَ أكرمَ موئلًا
يا فزعةَ القطعانِ يومَ مناصِلِهْ

الحرُّ حتّى إنْ تقادمَ غيُّهُ
فالتوبُ يودي مخلصًا بطوائِلِهْ

الله قدَّرَ أنْ نراهُ معلَّقًا
ليقودَ - حيًّا - منْ جثا كعواقِلِهْ

اللهُ قدَّرَ أنْ نراهُ معلَّقًا
ضيَّ السماءِ هدايةً للوائِلِهْ

اللهُ قدّرَ أنْ نراهُ معلّقًا
بينَ المكارمِ رايةً لفصائِلِهْ