الموضوع: سيرةُ بطل
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-16-2010, 08:24 PM
المشاركة 4
الدكتور طاهر سماق
طبيب وشاعر سـوري
  • غير موجود
افتراضي
وقعت المعركة في 24/7/1920
لقد سار إلى جبهة ميسلون كقائد للمجاهدين لا كوزير حربية وخاض معركة استشهادية لم يكن منصبه يلزمه على خوضها، لكن إيمانه وصدق إخلاصه لوطنه وسمعته وشرفه وكرامة أمته، كل ذلك دفعه إلى خوض معركة الشهادة يوم السبت 24 تموز 1920م، فكان من أول شهدائها حيث روى بدمه الطاهر أرض ميسلون وانتقلت روحه الطاهرة إلى عالم الخلود، ودفن حيث وقع، وأقامت له أسرته ضريحاً على شكل القبور الإسلامية وكتب عليه بالعربية فقط:
يوسف العظمة
وزير الحربية
في 7 ذي القعدة سنة 1338 هجرية
اغرورقت عيناي .....
فدماؤه لم تجفَّ بعد

(تذاكر الوزراء وبعض رجال الجيش في حضرة الملك بمطالب الجنرال غورو ودار حوار شديد بينهم وبين وزير الحربية الذي كان يرى في جيشه المتحمس الكفاءة للدفاع المقصود، وأبان لهم أنه إذا سرح الجيش فإنه لن يعودَ بالإمكان جمعه ثانياً.
وأظهر الملك والوزراء رغبتهم في المسالمة دفعاً لخطر الاستيلاء وقرروا قبول مطالب الجنرال غورو برمتها. فخالفهم بذلك وزير الحربية يوسف العظمة ورفض الاشتراك بتوقيع هذا القرار. وانسحب من المجلس.
أجاب الجنرال غورو على برقية الملك المتضمنة قبول مطالبه بأنها وصلته بعد فوات الوقت، وأن الحملة زحفت ولم يعد في الإمكان إرجاعها عن عزمها لعدم وجود الماء الكافي في الطريق، وتعذر استضافة الجنود عند إيابهم في القرى الحقيرة الواقعة على جانبي الطريق وهذا الجواب جعل الملك والوزراء تجاه أمرين: فإما القبول بدخول الجيش الفرنسي العاصمة وإما الدفاع عنها. وتذاكروا في حضرة الملك وعادوا فرجحوا فكرة الدفاع بعد ثلاثة أيام من فض الجيش وتسريحه وإخلاء الكتائب من معظم جنودها ورفضوا مطالب الجنرال غورو بأجمعها مؤملين بسد الفراغ الذي أحدثه التسريح بما تعهد به زعماء البلاد من ألوف المتطوعة.
أما وزير الحربية الذي اعترض على تسريح الجيش، فقد اعترض الآن على هذا التقرير أيضاً لضيق الوقت من التمكن من جبر النواقص التي أحدثها القرار الأول وقال: إنه يستحيل جمع الجنود من متطوعة وغيرها خلال هذه المدة والعدو على الأبواب وإنما تعهد الزعماء والرؤساء بجلب ألوف المتطوعين في غضون هذه المدة جعل الملك وسائر وزرائه يعتقدون بإمكان ذلك ويضغطون على وزير الحربية بدعوى أن الوقت وقت حمية ينبغي لها التضحية والمفاداة فاضطر لمجاراتهم على أن يفادي بنفسه وهكذا كان.
أما جلالة الملك الذي قبل بادئ ذي بدء بالوصاية ثم عدل إلى المقاومة ثم عاد إلى المسالمة. فقد ظهر الآن بمظهرالمجاهد الفادي وذهب بنفسه إلى الجامع الأموي وخطب في الناس حاثاً على الجهاد وقال: ها إنني ذاهب أمامكم فإن قضيت نحبي يمكنكم أن تجدوا من يقوم مقامي، أما الوطن فإنه إذا دخل تحت نير الاستيلاء فلا تستطيعون إنقاذه ولابشق النفس.
انتشرت كلمة التطوع في جميع البلاد السورية وظهر الحماس وأخذ القوم يطوقون الأسواق والشوارع مدججين بالسلاح والذخائر ويتهوسون للطعن والضرب، وإنما قادتهم كانوا يضلونهم السبيل بدلاً من أن يأخذوهم إلى الثكنة أو يرسلوهم إلى مقر الجيش في ميسلون وكانوا يقتصرون على الطواف والتظاهر في الأسواق فقط. وبعدما يتجاوزون شارع النصر يعيدونهم من حيث أتوا بحجة وداع أهلهم وذويهم.
ذهب وزيرالحربية إلى صحراء ميسلون المشرفة على وادي القرن وأخذ يعد المعدات وينتظر ما وعد به من النجدات وثابر على عمله بثبات وعزم ورباطة جأش إلى أن أزفت الساعة.
لم تكن القوة الموجودة لديه تبلغ الألفي رجل عداً. ولم يصل إليه من النجدات التي وعد بها سوى نحو ثلاثمائة فارس من حي الميدان وبضعة رجال من متطوعة دمشق، بينهم الشهيدان المحترمان الشيخ عبد القادر كيوان والشيخ كمال الخطيب اللذان وقعا في أيدي الفرنسيين وأكرهوهما على حفر قبريهما بأيديهما وأنزلوهما فيهما وهما حيان ثم أطلقوا عليهما النار وقتلوهما رحمهما اللـه. )

لو كان الأمرمعكوساً
ماذا كان سيفعلُ الفرنسيون بنا .. على قتل وزير حربيتهم ودفن بعض جنودِهم أحياء؟؟؟؟؟؟؟؟