كنت له قبل أن يكون له أحد من بني البشر وحاولت عن ثنيه عن الرحيل لكنه رحل فقلت له
ارحل كما رحل الدخان الى السما
من غير عودته تكبر واحتمى
ارحل فقد آذيت قلباً خلته
عبداً يطيع أوامرا لك سُلما
تُلقيه في بحر الهموم وتختفي
ليعيش وهماً بعدكم وتهكما
تُهديه من لهب العتاب سعيره
تشوي الفؤاد بضحكة وتبسما
تلقاه في كل المحافل ساخراً
أو تدعي حباً وتسقي علقما
إن المحبة أن تكون مسالماً
وتُطيع قلبا في هواك متيما
وتذلل الصعب العسير وتقتفي
خلق الكرام وتبتني لك معلما
وتقدم الإخلاص دستورا له
تبقى كما بقي الضياء مُخيما
تبقى كماء الورد فواحا به
علُقت نفوس العاشقين ترنما
تهدي الجميل بخفة وتذلل
وتُعيد وصلاً قد خبى وتصرما
وتُجاهد النفس الأبيه إن أبت
وتُعيدها رغم الفراق الى الحمى
القصيدة نُشرت سابقا هنا ولم تلقى حقها من الردود فرأيت أعادتها