عرض مشاركة واحدة
قديم 07-26-2015, 02:07 AM
المشاركة 40
ريما ريماوي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
تكيّف..
السيارة تعبر بنا الفيافي والهدف مدينة اللاذقية/ سوريا..
يومها الح الوالد علينا ان نقضي عطلة العيد في ربوعها..
رغم توارد الأنباء أن وباء الكوليرا انتشر بقوة هناك...
هذا لم يعقنا.. فقط اشترينا بيرمنغنات البوتاسيوم للتعقيم،
قاربت الشمس على المغيب ووالدتي صائمة.. لم ترض أن
تفطر يوم الوقفة، حتى لا تحتاج الحمام...
أعاني من الشقيقة، السفر الطويل يحرك الصداع عندي بقوة..
شرعت بالتلوي ألما والبكاء... علينا التوقف، وإذ قرأنا لوحات
إعلانية تشير إلى شاطئ يدعى الرمال الذهبية أسسته حمعية
تعاونية... تتبعنا الأسهم حتى صرنا داخل المعسكر.. نزل والدي
يخاطب الإدارة ونحن بقينا بالسيارة..رأينا الناس يتمشون
بالمايوهات...
أمي أخذت تضرب كفا بكف وتقول:
- يا للهول إنهم شبه عراة...
عاد أبي سعيدا وأعلمنا أنهم وافقوا على اكترائه غرفتين؛ بسعر
رمزيّ إذ أقنعهم بصفته انسانا تعاونيّا أيضا، الأولى له ووالدتي،
والثانية لي مع أختي...
تعشينا مما نحمل من طعام، وأفطرت الوالدة ونمنا، الرحلة
طويلة وقد أجهدنا التعب...
صحونا الساعة العاشرة ليلا على صوت السماعات يهنئون بالعيد...
ويطلبون من الجميع الانضمام للسهرة.. وينادون كل شخص باسمه.
كان الصداع قد رحل عني تماما.. تشجعنا أنا وأختي وتتبعنا مصدر الصوت..
حتى وصلنا صيوان كبير وسط الشاليهات تتجمع الناس فيه..
والصبايا بلباس البحر الخفيفة يتمايلن على أغاني أم كلثوم... كانت فعلا
سهرة من العمر، الغالبية يعرفون بعضهم بعضا بصفتها جمعية تعاونية...
بعد ان انتهينا، قفلنا عائدتين إلى الشاليه.. ورأينا والدينا سهرانين في
جلسة جميمة على الشرفة... فوجئ والدي بنا.. وقال باسما:
- كنت اقول لأمكما كم تشبهان بنتينا...
في اليوم التالي جلسنا على باب الشاليه نراقب السباحين والسباحات...
مرّت من أمامنا صبية جميلة جدا في ملابسها العادية،
فتساءلت أمّي مستغربة عكس الأمس هذه المرّة:
- لم لم تلبس تلك الجميلة المايوه.. وتنزل البحر.. ؟!ّ

أنين ناي
يبث الحنين لأصله
غصن مورّق صغير.