عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
1

المشاهدات
4088
 
حسين العفنان
أديـب سعـودي

حسين العفنان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
81

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Jun 2008

الاقامة

رقم العضوية
5226
08-16-2010, 02:50 PM
المشاركة 1
08-16-2010, 02:50 PM
المشاركة 1
افتراضي حسين علي محمد.. أستاذي
د. حسين علي محمد.. أستاذي..
بدءًا أعترف أنّني فكرّت كثيرًا بالكتابة عنك.. بيد أنّي تراجعت أكثر، وبين كرّ وفرّ ما حسبت أنّ قلبي يدّخر إحساسه إلى ذلك اليوم الذي ينوء بوفاتك.. ورحيلك عنّا..
وأنا أستحثُّ نفسي على الكتابة يداهمني إحساس بالفراغ، الفراغ بالضبط هو ترجمة ذلك الشعور الثقيل الذي تملّكني مذ عرفت خبر مرضك ورقدتك.. ومن ثمّ وفاتك..
كيف لي أن أسكب الفراغ.. وأن أبوح به، فأنا لا أمتلك حزنًا أفرج عنه بدمعة أو زفرة، بل شيء يجثم على القلب بلا مسمى.. شيء لا يدفعني صدقًا للبكاء سوى دمعات يسيرة إثر بلوغي بخبرك، ومن بعدُ شعور خاوٍ لا يجرؤ على الفجيعة ولا يستطيع اللامبالاة..!
أن يرحل أستاذك عن دنياك.. هو فقدٌ مختلف حتمًا، تنقبض له.. وتتوجّع به، وفي نفس الوقت هو يعرض عنك، حتى إنّك أحيانًا تجذبه محاولة في إثبات وفائك.. وامتنانك..
أي أستاذي..
كيف لي أن أحزن عليك؟!
صوتك أتذكّره جيّدًا، وأتذكّر ملامحه من رضًا وعتبٍ وغضبٍ أحيانًا، وضحكة ذات موقف ينبثق من جوّ المحاضرةِ الجاد ليمنحنا لحظة انبساط.. وابتسامة ..
وأتذكّر جيّدًا استطراداتك الكثيرة، حتّى إنّني أشعر بي في رحلة أدبيّة تلّف عوالمه لا محاضرة محدّدة ومقنّنة.. وجافة!
وأتذكّر تمامًا تلك السهولة التي حُبيتَ بها في تدريسك.. ومناقشاتك.. وتعليقاتك.. وتعاونك الأبوي الذي يدفعنا إليك أولاً كلّما ألمّ بنا طارئ في الجامعة دراسيًّا أو إداريًّا..!
ذاكرتي تنتفض فتتساقط صورها بين عيني، بين خفقتي قلبٍ امتلأ بتقديرك.. واحترامك.. و(حبّك).. حبّ يستدلّ طريقه من أوّل لقاء بيننا حينما قلت: أنتنّ بناتي..!
ولأنّي أتذكّر لا أعرف ماذا سأكتب، وعند أيٍّ أقف.. هما كلمتان تشفّان عمّا بي: الفراغ والذكرى.. وهما تحديدًا اللتان تمنحاني قوة الكتابة، وتسلباني إياها في الآن نفسه..
اليوم أقلّب صفحات الشابكة.. فقط لأرى اسمك.. وأقرأ روحك/حرفك.. وأبحر بأبحاثك ومقالاتك.. وأقلّب ما اقنتيت من كتبك فأبصر عَالمــًا منحته منك خلودًا لا يمسّه رحليك، وحياة لا تطالها وفاتك، وثراء لا يضيّعه غيابك..
واليوم أيضًا أتابع التعازي التي يتبادلها الكثيرون حولي.. بين الزميلات، والمنتديات، والمواقع الشبكيّة.. مساحة شاسعة شتّى الأقطار كلّها تجد فيك ما لا ينسى، ولا يطوى أبدًا..
لأكرر:كيف لي أن أحزن عليك؟!!
أستاذي.. ما ظنّك بمن تكتب حين تشتّت وتردّد ورغبة مخنوقة لا تدرك مبتغى لها سوى أنّها تكتب..! وأنّها تكتب عنك..!!
ولا شيء بعد..!
سوى أنّك ستبقى..!
هي ذي طالبتك..!!

خالدة بنت أحمد باجنيد
10/8/1431هـ - 22/7/2010م.