عرض مشاركة واحدة
قديم 08-19-2014, 01:53 AM
المشاركة 107
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الخلوة الصوفية:
من أهم ركائز السلوك الصوفي الخلوة و تأني بعد أن يختار السالك الشيخ الذي يسير به و يوصله إلى الله ، فهي الركن الثاني من أركان التصوف.
تعريفها:
يعرفها الدكتور أحمد بن عبدالعزيز القصير في كتابه (عقيدة الصوفية وحدة الوجود الخفية) بقوله:
(
الخلوة عند الصوفية هي انعزال الصوفي عن الناس و جلوسه في مكان معين لترويض نفسه و تفريغ قلبه من الخطرات المانعة من إدراك أسرار الطريق)
و يعرفها الدكتور سفر الحوالي _في موقعه _ بقوله:
( ... الخلوة هي: بعد أن يرتبط بالشيخ يُدخله في خلوة معيَّنةٍ ويُلقِّنُه الأذكار المعينة، وهذه الخلوة ينقطع الواحد منهم فيها عن الجُمَع والجماعات، وعن سائر العبادات، ويردِّد الذِّكر المعيَّن الخاص بالطريقة التي يلقِّنُها إيَّاه الشيخ ويستحضر في قلبه أثناء الذكر، وأثناء تَرداده صورة الشيخ، ويستمر على ذلك حتى يحصل له الفتح!...)
و كعادة الصوفية التلبيس و التدليس على الناس فهم يلبسون بدن الباطل من ثياب الحق و في مسألة الخلوة فهم يقسمون الخلوة إلى خلوتين:
خلوة عامة و خلوة خاصة
فالخلوة العامة:هي لعامة الناس _ كما يزعمون_ و هي لمحاسبة المرء نفسه و الاختلاء بكتاب الله و تلاوته و تدبره و ذكر الله على الصفة التي نجدها في سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و ليست هي عند المتصوفة بشيء.
الخلوة الخاصة: وهي التي لا تكون إلا بإرشاد شيخ الذي يلقنه الأوراد و يزيل عنه الشكوك و يرفع عنه الحجب و يوصله من المُكَوَّن (أي الخلق) إلى المُكَوِّن( أي الله) تعالى الله عن بهتانهم علوا كبيرا.

و سنعرض هنا تعريفات أرباب التصوف و أولياء الصوفية للخلوة:
جاء في موسوعة الطريقة الكسنزانية ما يلي:



( ....
الخلوة


في اللغة

" خَلْوَةٌ : مكان الانفراد بالنفس يختلي فيه المتصوف للتعبد " .

في الاصطلاح الصوفي

الشيخ الحكيم الترمذي

يقول : " الخلوة : هي انقطاع من الخلق إلى الخالق ، لأن سفر النفس إلى القلب ، ومن القلب إلى الروح ، ومن الروح إلى السر ، ومن السر إلى خالق الكل " .

واضاف الشيخ قائلاً : " ومسافة هذا السفر بعيدة جداً بالنسبة إلى النفس ، وقريبة جداً بالنسبة إلى الله تعالى " .

الشيخ محمد بن عبد الجبار النفري

يقول : " الخلوة : هي مصدر من مصادر العبادات ، ولا تصح إلا بعد وضوح علمها ، وفي وضوح علمها علم موجبها ، وفي علم موجبها علم الاجتماع بها أو الانقسام

وهو مبلغ علمها . فإذا بلغه العارف أسفر له مبلغ العلم عن الحكم به ، فرسخ فيه ودام به . ولا يبدو على علم حكم علم ، حتى ينتهي علمه إلى مبلغ ذلك العلم عن الحكم

ومبلغ العلم هو حقيقته التي لا ينتقل عنها ولا تنتقل عنه "
.

الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني

يقول : " الخلوة : عبارة عن التعري من حيث القلب عن جميع الأشياء ، يتعرى باطنك فيكون متجرداً ، بلا دنيا ، ولا آخرة ، ولا ما سوى الحق ـ عز وجل ـ في الجملة " .

ويقول : " الخلوة : هي المعنى " .

الشيخ الأكبر ابن عربي

يقول : " الخلوة : هي محادثة السر مع الحق حيث لا ملك ولا أحد ، وهناك يكون الصعق " .

الشيخ عبد الحق بن سبعين

يقول : " الخلوة : هي الفرار إلى الله " .

الشيخ ابن عطاء الله السكندري

يقول : " الخلوة : هي على الحقيقة محادثة السر مع الحق بحيث لا يرى غيره .

وأما صورتها : فهو ما يتوصل به إلى هذا المعنى من التبتل إلى الله تعالى ، والانقطاع عن غيره " .

الشيخ علي الخواص

يقول : " الخلوة ... هي حضرة خاصة بالحق تعالى لا تقبل أحدا من الخلق .
فلو أراد الإنسان أن يكون مختليا دائما لكفاه الاشتغال بما شرعه الله تعالى من الطاعات القولية والفعلية " .

الشيخ قطب الدين البكري الدمشقي

الخلوة : هي الذهاب إلى الله ، كما في قوله تعالى : " إِنّي ذاهِبٌ إلى رَبّي سَيَهْدينِ " . وهي المحراب ، كما في قوله تعالى : " كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيّا الْمِحْرابَ " .

وهي الأربعين ليلة لموسى {عليه السلام} ، كما في قوله تعالى : " وَواعَدْنا موسى ثَلاثينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ " .. .

الدكتور علي شلق

يقول : " الخلوة : هي المقر الخاص عند المريد الذي يعتزل فيها أربعين أو أثنين وأربعين يوماً " .

الدكتور أبو الوفا الغنيمي التفتازاني

الخلوة [ عند ابن سبعين ] : هي الانقطاع عن الخلق .

في اصطلاح الكسنزان

الشيخ الغوث عبد القادر المهاجر

يقول : " الخلوة : القلب " .

نقول :

" الخلوة : هي الابتعاد عن البشر ، والانقطاع إلى الله { عز وجل } للإجادة في عبادته والتفكر في آلائه وإحسانه وشكره .

" الخلوة : هي أن يستوحش المؤمن من الناس ويأنس بربه ولا يرى غيره متجرداً عن نفسه ، فيبتعد عن حديث الناس ومشاغل الحياة ومغرياتها ..

فيفرغ قلبه من الهموم وتصفو أفكاره ويجد في مناجاة ربه معلناً له أن قد ترك كل شيء وجاء إليه بقلب سليم من جميع الأدران التي تطغي على قلوب الناس..

فينزل النور على قلبه وتتنور بصيرته حتى تتفجر ينابيع الحكمة في قلبه ويستقر فيه ما شاء الله من علوم الغيب ....)



و كما ترون فالخلوة هنا بمعناها الخاص و هي المحادثة مع الله و معرفة الغيوب لا بمعناها العام و تأمل كلام الخواص:
(
" الخلوة ... هي حضرة خاصة بالحق تعالى لا تقبل أحدا من الخلق .
فلو أراد الإنسان أن يكون مختليا دائما لكفاه الاشتغال بما شرعه الله تعالى من الطاعات القولية والفعلية " .)
فالشريعة التي في القرآن و السنة تكفينا نحن العوام في خلوتنا و أما هم فخلوتهم هي الوصول للحقيقة أي الحضرة الخاصة بالحق تعالى.

أكمل في القريب القادم إن شاء الله تعالى!



وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا