عرض مشاركة واحدة
قديم 09-07-2013, 05:13 AM
المشاركة 4
احمد ابراهيم
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
السمع يتأثر بالأصوات و يؤديها إلى العقل ، و القلب .. و الأصوات هى الأكوان جميعها .. المرئي منها ، و غير المرئى ، و المسموع منها ، و غير المسموع .. فانه ما من شئ فى الكون الحادث الا و هو فى حركة لا تنقطع ، حتى أكثف المواد التى نراها ، و نعرفها ، فإنها فى الحقيقة ، مهلهلة ، مخللة بفجوات ، تتحرك فيها ذرات تكوينها حركة متصلة كما تتحرك ذرات البخار فى السحابة ( و ترى الجبال تحسبها جامدة ، و هى تمر مر السحاب .. صنع الله الذى أتقن كل شئ .. انه خبير بما تفعلون ) .. و كل متحرك لا بد مصوت ، و لكننا لا نسمع الا قطاعا خاصا ، و صغيرا جداً ، من أصوات هذه العناصر المتحركة .. ان ما نسمعه منها بالنسبة إلى ما لا نسمعه كالنقطة من المحيط ، بل هى أصغر ، و لقد قيدنا بعض الأصوات التى نسمعها فيما سمى بالحروف الرقمية ، و هى عندنا فى اللغة العربية ، ثمانية و عشرون حرفا ، هى الحروف الأبجدية المعروفة ، هذا إذا لم نعد لام الألف و الهمزة المقطوعة .. و هناك كثير من الأصوات التى نسمعها لا تخضع فى ضبطها للحروف الرقمية ، و جاء تسجيل الموسيقى للأصوات بصورة أوفى من تسجيل الحروف الرقمية ، و هو ذو سلم سباعي هدفه دقة التنغيم فى الانتقال بين مستويين من مستويات الصوت ، و كانه فى ذلك ، حكاية لاطوار الخلق السبعة ، التى سبقت الإشارة إليها ، فى أمر الصفات ، و الحواس ، و النفوس ، و السموات ، و الأرضين ، و الأيام ، و غرض الموسيقى من اللحن المنغم ، المتسق ، المهذب الحواشي ، ان توجد فى داخل النفس البشرية ، نوعا من التنغيم ، و الاتساق ، و التهذيب ، يحل محل التشويش ، و النشاز ، الذى يعتمل فيها .. هذا هو السر فى الراحة التى تجدها النفس عند الاستماع إلى قطعة من الموسيقى الراقية ... يتبع