الموضوع: نوستالجيا ... !
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
2415
 
جليلة ماجد
كاتبة وأديبـة إماراتيـة

اوسمتي


جليلة ماجد will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
3,016

+التقييم
0.44

تاريخ التسجيل
Jul 2005

الاقامة

رقم العضوية
389
10-13-2015, 05:17 PM
المشاركة 1
10-13-2015, 05:17 PM
المشاركة 1
Exclamation نوستالجيا ... !
حلف أبي بالشاطئ ...
قال البحر غدار ...
لكن الشواطئ وطن ...
قال أن جميرا أرجوزة ﻻ تتوقف عن مزاولة الحياة ...
و أن السمك فيها يرقص !
مر زمن قبل أن أتجرأ مواجهة الشمس ...
زمن طويل جعلني أدمن الجدران و النوافذ ...
و أنأى عن السحاب و اﻷشجار و المآذن ...
جسدي يشعر بغرابة ما أقذفه فيه من حياة ...
و أنا أحاول استنشاق الهواء دون أن أختنق به !
نعم .. هناك خلف محطة البترول المستحدثة و المحلات التجارية التي غزت البيوت المتهالكة رصفت دهشتي و انطلقت أخطو نحو بيوت قديمة ذات عبق شرقي ممزوج بالبهارات و ضحكات اﻷطفال ... ثلة من اﻷطفال القذرين يلعبون بكرة مجهدة تعبت الركل فتجعدت على نفسها ...ثم يصرخ واحد منهم : جووووول فيتصاعدون فوقه و يفركون رأسه بالرمل احتفاء بجدارته !
طفلة صغيرة ذات لباس شعبي بسيط يقودها والدها و هي جذلة تلعق المثلجات بفرح و كأنها حصلت على كنوز سليمان .. طفلان على دراجة ﻻ تكاد تسعهما يقهقهان و هما يحاوﻻن التوازن و يقعا ثم يكررا المحاولة و هما يصرخان بألفاظ نابية تجرح مسامعي ... فأضحك !
أغمض عيني و أحاول استنشاق هواء البحر ... لكن ﻻ رائحة للبحر!
أين رائحة السمك و الملح ؟ رائحة التراب المبلل و الشاطئ؟
أهلع فأمسك بأنفي قد أصبحتُ معطوبة .. و أنفي ميت ﻻ محالة ! أستغرب منه أقرب أنفي من غطاء رأسي الحالك فأشتم بقايا عطر فرنسي ينوح بصمت ! يا الله ! أين رائحة البحر ؟ يكاد قلبي يخرج من حلقي محتجا على هلعي المتنامي ..
ﻻ أرى البحر ! بل أرى طرقا موصوفة بجمود قاتل .. آليات ضخمة ذات صخب مزعج ترج الماء رجا فتذبح سكينته .. و ممشى يلمع تحت قيظ الشمس .. و مطاعم صغيرة متناثرة تنشر رائحة الزيت المحترق .. يا ربي ! أين البحر ؟
عوائل أجنبية عارية ! ﻻ أسمع ضحكاتهم.. أراهم مشوهين ! أهز رأسي محاولة اغتيال فكرة أن هذا هو الشاطئ الصافي الذي كنت أعفر أصابعي الصغيرة بالتراب .. هو ذاته الشاطئ الذي تجفف عليه اﻷسماك و نسرقها ضاحكين و يلاحقنا صاحبها بعصاه التي تصيبني بالخدر فأجلس و أستسلم و تضحكن الفتيات عليي و ينعتنني بالجبانة .. !
و ﻻ يدرين أنه يبسم لي و يهديني أسماكه المجففة عن طيب خاطر !
أجفل على صراخ طفل يأمرني برمي الكرة ال استقرت بجانبي ف أحملها بين يدي مبتسمة و أرمي بها له فيلحقها ضاحكا .. ف أسمع حداء بعيدا .. و أخلع نظارتي و أنا أرى الشاطئ كما كان ...يا لعذوبة هواء البحر ... يا لجمال رائحته!


عند المطر ..تعلم أن ترفع رأسك ..