- كُتُبُ الرَّجُلِ وَثِيابُهُ يَقولونَ : أحْضَرْنا كُتُبَ وَثِيابَ الرَّجلِ والصَّوابُ : أحْضَرْنا كُتُبَ الرَّجلِ وثيابَهُ لأنَّهُ لا يجوزُ هنا أنْ نُضيفَ اسْمَيْنِ إلى مضافٍ إليهِ واحدٍ . ولا يجوزُ أنْ نحذِفَ المُضافَ إليهِ الأوَّلَ إلاّ إذا دَلَّ عليْهِ المُضافُ إلَيْهِ الثّاني المَذْكورُ . كَقَوْلِنا : أنْفَقْتُ رُبْعَ وَخُمْسَ راتبي . أيْ أنْفَقْتُ رُبْعَ راتبي وَخُمْسَ راتبي . فقدْ حُذِفَ هنا المُضافُ إلَيْهِ الأولُ بعْدَ أنْ تحقَّقَ الشَّرْطُ المطْلوبُ وهُوَ وجودُ اسْمٍ معطوفٍ ( خُمْس ) وهذا المعطوفُ عامِلٌ في لَفْظٍ آخَرَ هوَ( راتبي ) وَهُوَ مُشابِهٌ للمحذوفِ في صيغَتِهِ ومعْناهُ فاسْتَغْنَيْنا بالمذْكور ِعنِ المحذوفِ . أيْ أنَّ المضافَ إلَيْهِ الثّاني دَلَّ على الأوَّلِ المحذوفِ . ويقولُ " الفَرّاءُ " : إذا كانَ الاِسْمانِ المضافانِ مُتَصاحِبيْنِ في الاستعمالِ الكلامي الكثير كاليدِ والرِجْلِ , وقَبْلُ وَبَعْدُ , أضيفا معا ً للمضافِ إلَيْهِ المذكورِ نَحْوَ : كُسِرَتْ يَدُ وَرِجْلُ اللّصّ ِ , وَنِمْتُ قَبْلَ وَبَعْدَ الظُّهْرِ . ولكنْ إضافَة ُ الاسْمِ ِالأولِ إلى المضافِ إلَيْهِ وَإضافَة ُ الاسْمِ ِالثّاني إلى ضميرِ المضافِ إلَيْهِ الأولِ أدَقُّ وَأبْلَغُ , فنقولُ : كُسِرَتْ يدُ اللّصّ ِ وَرِجْلُهُ . وَنِمْتُ قبْلَ الظُّهْرِ وَبعْدَهُ ********************* منقول حميد 11 - 2 - 2012