عرض مشاركة واحدة
قديم 11-28-2020, 09:53 PM
المشاركة 3
ياسر السعيد الششتاوي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: إِذا حضرَ الغِياب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستهل تواجدي بينكم أحبتي بــ

إِذا حَضَرَ الغِياب

رِفقاً بِجرحِ مَشِيبِهِ وَبِيُتْمِهِ ** وَبِما تُكَبِّلُهُ الضلوعُ بِهَمِّهِ
غُصناً .. وَفي غُصَصِ الجوى نَفَخَ الهوى ** ناراً تُراوِدُ فيهِ خُضرَةَ حُلمِهِ
قَد مارَسَتهُ الْمُوجِعاتُ مُسافِراً ** أَنِسَت بِوَحشَتِهِ حَقائِبُ سُقمِهِ
يَخشى مَجِيءَ الصبحِ .. يَفضَحُ وَجدَهُ ** صَمتُ السَّرابِ بِما يَضجُّ بِوَهْمِهِ
وَيُرِيهِ قَهراً كيفَ تَكفَأُ قِدرَهُ ** ريحُ الغِيابِ على بَقيَّةِ رَسمِهِ
يا عَذبُ واظَبَهُ الرُّضابُ .. حَياؤُهُ ** يَزهو على الشَّفَتَينِ لَحظةَ لَثمِهِ
شَهدٌ يُشاكِسُهُ رَحيقُ صَبابَةٍ ** قَد شاغَبَتني مِنهُ خَمرةُ طَعمِهِ
يا قَهوَةَ العَينينِ .. فاحَ بَريقُها ** تُغريهِ رَشفَ الوَردِ مُتعَةُ شَمِّهِ
فَنَثَرتِ مِنها فوقَ صَدرِيَ لُؤلُؤاً ** يَجتاحُ قلبي في تَرافَةِ سِلْمِهِ
عِقداً مِنَ الشوقِ الْمُعَتَّقِ بِالْهُيامِ الغَضِّ قَد أَتقَنْتِ دِقَّةَ نَظمِهِ
طَعناً ؟ أَلَحظُكِ شَطَّ في جَبَروتِهِ ؟ ** أَوَ ما اكتَفَيتِ بِسَيفِهِ وَبِسَهمِهِ ؟
سَهَراً أُناغي الليلَ .. عَلَّكِ صُدفَةً ** تَتَحَسَّسينَ دَمي بِأَدمُعِ نَجمِهِ
صَبٌّ قد ارتَكَبَ الغَرامَ .. وَحاكِمٌ ** أَفتى بِأَنَّ العِشقَ أَخطَرُ جُرمِهِ
حاشا الحبيب .. فليسَ يَجحَدُني وَلا ** يَنتابُني دَوماً بِوافِرِ ظُلمِهِ !!
ما زِلتِ أَنتِ .. وَفِيَّ مَحضُ مُتَيَّمٍ ** مِن بعضِ رِقَّتِكِ مَضاضَةُ هَضمِهِ
قُولوا لَها : حالي بِأَفضلِ ما يَرَونَ .. وَليسَ عِندي ما يَضيعُ بِهَدمِهِ
إِني مُعافى .. لا يَغُركِ أَنَّني ** أَحبو على نَزفٍ أَتِيهُ بِيَمِّهِ
روحي تُهَدهِدُ طِفلَ قَلبيَ طائعاً ** أَوصَتهُ فيكِ هَوىً .. فَبَرَّ بِأُمِّهِ
ما زِلتُ مُقتَرِفاً هَواكِ .. فَإِنْ أَمُتْ ** قُولي : قَضىى حُبّاً ضَحيَّةَ إِثمِهِ
أُسْقاهُ مِن رِيقِ العذابِ مُضَرَّجاً ** بِالهجرِ .. أُدمِنُ فيهِ لَذَّةَ سُمِّهِ
لِيَضُمَّ بَردُ القبرِ مُهجَةَ عاشقٍ ** كَم ذابَ في نارَيكِ ساعةَ ضَمِّهِ

حمزه حسين
ما أجمل هذا البوح الذي يثبت أن القصيدة العمودية لها شعراؤها الأفذاذ