عرض مشاركة واحدة
قديم 11-28-2020, 09:35 PM
المشاركة 2
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • موجود
افتراضي رد: إِذا حضرَ الغِياب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستهل تواجدي بينكم أحبتي بــ

إِذا حَضَرَ الغِياب

رِفقاً بِجرحِ مَشِيبِهِ وَبِيُتْمِهِ ** وَبِما تُكَبِّلُهُ الضلوعُ بِهَمِّهِ
غُصناً .. وَفي غُصَصِ الجوى نَفَخَ الهوى ** ناراً تُراوِدُ فيهِ خُضرَةَ حُلمِهِ
قَد مارَسَتهُ الْمُوجِعاتُ مُسافِراً ** أَنِسَت بِوَحشَتِهِ حَقائِبُ سُقمِهِ
يَخشى مَجِيءَ الصبحِ .. يَفضَحُ وَجدَهُ ** صَمتُ السَّرابِ بِما يَضجُّ بِوَهْمِهِ
وَيُرِيهِ قَهراً كيفَ تَكفَأُ قِدرَهُ ** ريحُ الغِيابِ على بَقيَّةِ رَسمِهِ
يا عَذبُ واظَبَهُ الرُّضابُ .. حَياؤُهُ ** يَزهو على الشَّفَتَينِ لَحظةَ لَثمِهِ
شَهدٌ يُشاكِسُهُ رَحيقُ صَبابَةٍ ** قَد شاغَبَتني مِنهُ خَمرةُ طَعمِهِ
يا قَهوَةَ العَينينِ .. فاحَ بَريقُها ** تُغريهِ رَشفَ الوَردِ مُتعَةُ شَمِّهِ
فَنَثَرتِ مِنها فوقَ صَدرِيَ لُؤلُؤاً ** يَجتاحُ قلبي في تَرافَةِ سِلْمِهِ
عِقداً مِنَ الشوقِ الْمُعَتَّقِ بِالْهُيامِ الغَضِّ قَد أَتقَنْتِ دِقَّةَ نَظمِهِ
طَعناً ؟ أَلَحظُكِ شَطَّ في جَبَروتِهِ ؟ ** أَوَ ما اكتَفَيتِ بِسَيفِهِ وَبِسَهمِهِ ؟
سَهَراً أُناغي الليلَ .. عَلَّكِ صُدفَةً ** تَتَحَسَّسينَ دَمي بِأَدمُعِ نَجمِهِ
صَبٌّ قد ارتَكَبَ الغَرامَ .. وَحاكِمٌ ** أَفتى بِأَنَّ العِشقَ أَخطَرُ جُرمِهِ
حاشا الحبيب .. فليسَ يَجحَدُني وَلا ** يَنتابُني دَوماً بِوافِرِ ظُلمِهِ !!
ما زِلتِ أَنتِ .. وَفِيَّ مَحضُ مُتَيَّمٍ ** مِن بعضِ رِقَّتِكِ مَضاضَةُ هَضمِهِ
قُولوا لَها : حالي بِأَفضلِ ما يَرَونَ .. وَليسَ عِندي ما يَضيعُ بِهَدمِهِ
إِني مُعافى .. لا يَغُركِ أَنَّني ** أَحبو على نَزفٍ أَتِيهُ بِيَمِّهِ
روحي تُهَدهِدُ طِفلَ قَلبيَ طائعاً ** أَوصَتهُ فيكِ هَوىً .. فَبَرَّ بِأُمِّهِ
ما زِلتُ مُقتَرِفاً هَواكِ .. فَإِنْ أَمُتْ ** قُولي : قَضىى حُبّاً ضَحيَّةَ إِثمِهِ
أُسْقاهُ مِن رِيقِ العذابِ مُضَرَّجاً ** بِالهجرِ .. أُدمِنُ فيهِ لَذَّةَ سُمِّهِ
لِيَضُمَّ بَردُ القبرِ مُهجَةَ عاشقٍ ** كَم ذابَ في نارَيكِ ساعةَ ضَمِّهِ

حمزه حسين
لا أدري شاعرَنا مُبهِرَ الإبداع بِمَ أُعقِّبُ على هذا الجمالِ السّيَّال
وقد تفجَّرَ ينبوعُه منذُ العنوان الذي حضرَ فيه الغياب!
لا ينجِدُني ما قالهُ نزار ولا ألْفُ مقولةٍ مثلها حين قال:
الصمتُ في حَرَمِ الجمالِ جمالُ
رُبما كانتِ النجدةُ شِعرًا شبيهًا ببيتِ لبَيْدَ بنِ ربيعة،
ذلك البيتُ الذي سَجَدَ لسماعِهِ الفَرزدَقُ، فَلِيمَ على السجود!
ورُبما كانت شِعرًا يستحي أن يُغامِرَ بالوقوفِ على أعتابِ الإعجاب
فابقَ كما أنتَ مُحلِّقًا في آفاقِ اللازَوَردِ لا يُشبِهُكَ إلّا ظلُّك

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فقط أرجو الالتفاتَ إلى وضع تنوين الفتح على آخر حرفٍ أصليٍّ من الكلمة
مثل: غُصنًا- نارًا- مُسافرًا-طائعًا-هوًى- قهرًا- دومًا ...
ولنا في المُصحفِ خيرُ مُعلّم
وابقَ بخير