الموضوع: خرابيش ناعمة ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-30-2012, 12:47 AM
المشاركة 11
عبير علي
عاشقة للعربية
  • غير موجود
افتراضي
كم هو جميل ها الرمضان
يستحضر بزيارته عبق الذكريات العتيقة
يهدي الوجدان نكهة السرور
ويمضي وما قضينا منه أوطارنا
يأتي فجأة ليرحل فجأة دون تمهيد
يهدي أرواحا وجعا لذيذ لا أدرك كنهه
وكم كان هذا الرمضان سخيا علي
فقد أهداني مع قدومه زينة الحياة الدنيا
وأنجبت في غرته قطعة السكر (حلا )
صغيرتي وحلوتي وقمري
وانضمت لسرب القطا وفتافيت السكر
صغاري هم جنة الدنيا ونعيمها لو كان لها جنة
تقر عيني وتسكن روحي
بنظرة لهم
لكن لهذه الصغيرة نكهة خاصة وشعور جديد
ما أدركته ن قبل
فقد شهدت ولادتها ورأيتها وهي تخرج من أحشائي
فكل ولاداتي كانت قيصرية عندما أستفيق أرى ثمار فؤادي
عدا هذه فقد كانت ببنج نصفي
رأيتها وهي تخرج من بطني وتبكي
ووضعوها بجانب رأسي لأقبلها
فعند خروجها ورأيتها وهي تبكي
بكيت بكاء هستيريا جعل الطبيب والممرضات يهرعن لي
يحسبن أن أمرا ألم بي
لا يعلمون أن الأمر معنويا بحتا
فهذه المرة الأولى التي أرى فيها ضناي وهو يخرج من أحشائي
وأنا أتضور شوقا وأصبّر نفسي على ما كنت أشهده من آلام
كانت لحظات مرة حلوة سعيدة بائسة
لحظة اختلاط المشاعر
ومع ما كنت تحمله من ألم كانت أجمل لحظة في حياتي
اللحظة التي شهدت فيها ولادة أمومتي
آآآآآآآآآآآخ كم كانت ....
لم أجد لها وصفا يفيها حقها
شدة الوجع وشدة الفرحة
تخلق حالة هستيرية هي أقرب للجنون منها للعقل
ودعني زوجي وأنا أدخل لغرفة الجزار كي ألد
وأنا أرتعد من الخوف وأرجف رهبة تلك الغرفة
كان يواسيني وهو يودعني بذلك السرير الصغير
الذي كانت تتقدمنا به الممرضة للمولودة
بقوله انظري إلى هذا وسيملء الحماس نفسك
وأنا أتظاهر بالقوة حتى خارت قواي
عند وصولي تلك الغرفة وتلاشي صورة زوجي في الأفق
ما أمرها من لحظات لكنها انتهت نهاية سعيدة
ثمرتها كانت حلوتي
حلا
جعل الله أيامها حلوة كحلاوتها