عرض مشاركة واحدة
قديم 08-06-2015, 02:38 AM
المشاركة 18
رضا الهجرسى
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الفصل السادس عشر

مرعام على هذا اليوم الملعون..
إعتزلت أحلام خلاله الحياة الإجتماعية والجامعية..
لا يربطها بالحياة ألا شريف ابن مازن وقرة عينها .
كانت تشم رائحة مازن فيه . فهو قطعه منه ....
كادت الحيرة والتفكير والوحدة أن يصلوا بها للجنون ..
كانت الأسئلة تتواتر في رأسها فى إلحاح وإصرار ..
ما الذي حدث ؟؟
ولماذا حدث؟؟
أين الخطأ ؟؟
هل النظرية خاطئة ؟؟
أم هي المخطئة ؟؟
لماذا تمسكت سهير بمازن بكل هذا الجنون ؟
هل سهير هي حواءه التي خُلقت من ضلعه وليست هى..
هل حبها لمازن الذي ما زال مشتعلا في قلبها خطأ ..
أين الخلل؟؟
هل هو في النظرية أم في تطبيقها راجعت النظرية مئات المرات . قرأت كل أبحاثها وكتبها لتجد الخلل وتكتشف الخطأ ولم تصل لأجابه شافية .
فجأة
تذكرت أن النظرية قد أثبتت صحتها مع أميرة وممدوح ..
إذن الخطأ ليس في النظرية ..
عادت لحيرتها ..
أين الخطأ أذن ؟
قررت الإستعانة بتوأم روحها وعقلها والمؤمنة الأولى بها وبنظريتها الأضلاع المتجاذبة...
أميرة .
نعم أميرة .
كيف نسيتها كل هذه الفترة الطويلة ..
لماذا لم تأتى أميرة للإطمئنان عليها .
أتصلت على الفور بالكلية لتسأل عن أميرة .
تعجبت حين أبلغوها أن أميرة قد تركت الكلية نهائيا .
طلبت عنوان مسكنها وخطت أمامها على ورقة .
باب الشعرية ..الرويعى .. حارة الخواجات .
إستقلت سيارة أجرة حتى يوصلها للمنزل وينتظرها ليعود بها . وقف السائق أمام أحد الشوارع الضيقة وطلب منها النزول والدخول في هذا الشارع الضيق .
حاولت إغراءه بالمال ليدخل بها ولكنه رفض رفضا قاطعا ...
غادرت السيارة وهى متعجبة لإصراره عدم الدخول ...
تعمقت داخل الشارع وبدأت تستكشف في ذهول هذا العالم الغريب . الجميع يتكلمون في صوت عالى صارخ ..
النساء تتحدث مع بعضها من الشرفات في صراخ ..
الأطفال يلعبون وهم في صراخ متواصل ..
الرجال متراصون على الجانبين جالسين وواقفين في حديث صارخ الجميع ينظر ناحيتها في تركيز وتحديق مما زاد من إرتباكها وخوفها .
إقتربت من أحدى المقاهي والتى يصدر منها صوت المذياع عاليا. بأغنيه لأم كلثوم ..
لتسمعها جميع منازل الحي..
سألت صبى القهوة عن العنوان .
فطلب منها صارخا أن تصرخ حتى يسمعها .
أخذت تصرخ . وهو يطلب منها المزيد .
صرخت عاليا طالبة منه أن يصف لها عنوان أميرة .
فجأة .!
جرى الصبي وأختفي من أمامها تاركا إياها في ذهول وسط الشارع الضيق و محاطة برجال يرفعون السيوف والسكاكين والجنازير.. يبرز لهم رجال من داخل القهوة وهم يرفعون الكراسي والمطاوى والهراوات
الجميع
يسبون بعضهم بأفظع الشتائم وأحط الكلمات .
شُلت قدماها وتجمد الدم في عروقها .
الجميع يتقاذفها ولا يشعرون بوجودها تمر السكاكين والسيوف أمام وجهها .
يخترق أذنها صرخات النساء المولولة من الشرفات على رجالهم . أمتدت يد لتنقذها وتسحبها بشدة و يحيطها بيديه لحمايتها حتى أبعدها عن الخطر . كانت يد ممدوح .
صرخ ممدوح في غضب وذهول..
- ما الذى أتى بك هنا يادكتورة .كان من الممكن
أن تفقدى حياتك فى لحظة دون أن يشعر بك أحد ..
أخذت تلتقط أنفاسها المتلاحقة وهى تتشبث بقوة بيد ممدوح ..
- ممدوح حمدا لله .. لقد أنقذت حياتي ..
أين نحن ..ومن هؤلاء ..وما الذى يفعلونه ببعضهم ..
وبيعملوا كده ليه . ولماذا يصرخون بهذة الطريقة الغريبة ..
- أقبل يدك يا دكتورة لا ..دعيكى منهم ..أتركيهم فى حالهم ..
هؤلاء من عالم آخر تماما ولا يمت بإدنى صلة بعالمك ..
قولى لى الآن ..ما الذى أتى بك .
والأهم كيف وصلتي إلى هنا..كيف؟
- أميرة ..يجب أن أرى أميرة .
- لماذا يا دكتورة .. أرجوكى أتركى أميرة في حالها ..
دعيها تعيش حياتها بدون نظريات ..
وقد رأيتى بعينيكى ما يؤكد طلبى هذا ..
ويجب أن تفهمى يا دكتورة .
أن دنيتنا أنا وأميرة لها نظريات أخرى ..
نظرياتك لا تصلح هنا على الأطلاق .
-أرجوك يا ممدوح .. لابد أن أقابلها وأكلمها ..
أنا سوف أجن .. عقلى سينفجر من كثرة التفكير.
- أمرك يا دكتورة .سوف ترينها وتكلمينها ..
تفضلى معى .. سوف أوصلك عند أميرة .
لكى تستريحى وننهى هذا الموضوع إلى غير رجعة .
- ولكن كيف سنمر والمعركة ما زالت دائرة .
- لا تقلقى لقد أنتهت ..
- كيف؟
- لقد حضر الحاج زاهر كبير المنطقة ..وأنهاها .
- وكم عدد القتلى.
مبتسما
- لا يوجد قتلى .. ستجدينهم الآن جالسون مع بعضهم يشربون
الشاي..ويدخنون الشيشة ..
ألم أقل لكى.. لهذه الدنيا نظريات أخرى لم تمر عليكى من قبل
نظريتك لا وجود لها هنا .ولن يفهموها.
- لماذا ؟ أليسوا بشرا مثلنا ..
- ما رأيك أنتى ..