أتى رمضان يحمل قنديلا
ليضيء به ظلمة الكون
آتى رمضان وقد أمضى زمنا
يعد عدته لكل البشر
وهذا رمضان بدأ
ينقص يوما بعد يوم
وهذا الأذان يصدح
بأفضل ذكر
وهناك الأيتام تجدهم
في أركان المسجد
والمعوزين ينظرون لقادم
يحمل لهم فتات من الخبز
ويغدقونه بالدعاء بالسحر
وهنالك الهوى
وأباليس الأنس
يقفون على الطرقات
وبيديهم ألوان كلها ساحرات
والى دروب المعاصي جاهزات
والى سبل جهنم معبدات
فأحذر
أن تضيع يوما ملء بالحسنات
ويتبخر نداك
وحسناتك
فتصبح أجوفا
قد سكنتك الموبقات
فأقول
ماذا أعددت لبقية الشهر
أيها الفقير إلى الرب
علا صوت مدفع رمضان
ليعلن غياب يومي
والإفطار تناثر أمام عيني
فانقضضت عليه بنهمي
ونسيت دعاء الإفطار
وأناملي كانت تخاطب فمي
وأصبحت أُغرق المعدة
مما أقترب من نظري
وكان هنالك جياعا
لدعائي من أب وأمِ
قد رقدوا على التراب
وأبناء يرجون مني
لعلمهم بأن دعاء الولدين
أسرع من الشهب
ومن ضياء الشمس
على الأرض
ومناضلين ..ومرضى.. وأهل معوزة
يرجون أن تأسرهم
دعوات من قلب ناصح
فأصبت بغصة
وكادت أن تقصم ظهري
وتوقفت وشربت ماء
وبدأت بالدعاء
وخريت ساجد ليغفر زلتي
ويعينني على نفس أحبت الشهوات
وأقول يانفسا تذكري
أن هنالك أرواحا
تطلب الصدقات
والصدقات متنوعة
وأجملها رفع الكف إلى السماء
وأبتهل لرب رحيم كريم جواد
لا يقبل إلا طيبا
ويزرع من دعائك كل الأماني
واصلي على الحبيب المصطفى
الذي علمنا كيف نتضرع للرحمن
ونكثر بالرجاء