عرض مشاركة واحدة
قديم 06-13-2014, 10:06 AM
المشاركة 3
محمد فتحي المقداد
كاتب سـوري مُتألــق

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله


وتستمر الناعورة
وكأن المشهد أصبح مألوفا، رصاص يتطاير، تمريغ كرامة إنسان تحت حذاء عسكري
و إلى هنا كل شيء عادي، ثم إصلاح ما أفسده الرصاص والانطلاق بحمد الله وشكره نحو الوجهة المقصودة
وتستمر الحياة تحت وطأة الحرب والانفلات الأمني والأخلاقي ...


أستاذ فتحي، ليتك تحاول أن تحدثنا ولو بإيجاز، عن أدب الوجع والمعاناة
وكيف يصبح الكاتب الذي يعيش المأساة والحزن والدمار واللا استقرار... معتقلا داخل أسوار هذا النمط الأدبي الذي يخرج من رحم الألم
وكيف ترى نفسك أستاذ فتحي مقداد وأنت تصارع أمواج هذا التيار الجارف الذي سواء شئت أم أبيت، وجدت نفسك مرغما على خوض غماره؟
دوماً أنت فاتحة خير..
*الناعورة .. ذُعِرَتْ .. نوْحُها لم يمنعها من الدوران من ذاك السواد إلى هذا العذابرغم أن الموقف أصبح مكروراً و مألوفاً لنا، لكن يا سيّدتي، هي حالة لا بد من تسجيلها بأقلامنا أولا لنا، ومن ثمّ لأولادنا ومن بعدهم، حتى لا ننساهم .. و الحياة تستمر بلا توقف.
*سيّدتي ، أيّ كاتب أو أديب أو شاعر، إذا حلّق خارج واقعه، أعتقد أنه لا قيمة لكلمته، بالنسبة للكثير من قارئيه، بقدر ما هي معبرة عن مخياله الشخصي.
فأجد نفسي مُلزماً بمحاكاة واقعنا المؤلم، لتوثيقه للقادم من الأيام، وكما هو معلوم فكل ما يكتب سيقرأ، إن لم يكن في حينه سيكون مستقبلاً. لو تأملت حالة نجيب محفوظ ( الذي وصل للعالمية )سجّل كلّ شيء عن المجتمع المصري بدقائق حياته وتفاصيلها، فكانت طريقاً لكل شخص من خارج مصر أن يتعرف على معالم القاهرة وهو لم يزرها في حياتها، فعرفنا الحلمية والأزبكية والحسين وميدان التحرير وقد استقرت في عقولنا حفرت مساربها، حتى أصابنا الحنين والشوق لزيارة تلك المعالم.
ولو تأملنا ( مائة عام من العزلة – و الكوليرا ) لماركيز الذي سلّط الأضواء على قضايا الفقر والبطالة و المرض والمخدرات في مجتمعه الكولومبي و ربما لا أكون مجازفاً إذا قلتُ أنه عبّر عن أمريكا الجنوبية القارة بأكملها، خلّد معاناة مئات الملايين فيها على مختلف انتماءاتهم العرقية.
أعتقد أنني أجتهد، علّ من قارئ يستفيد ويستذكر.
تحياتي بحجم السماء