عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
1

المشاهدات
4227
 
سامر العتيبي
أسطـورة الفـن التشكـيلي

سامر العتيبي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
414

+التقييم
0.08

تاريخ التسجيل
Aug 2009

الاقامة

رقم العضوية
7685
02-28-2015, 01:56 PM
المشاركة 1
02-28-2015, 01:56 PM
المشاركة 1
افتراضي استفسارات حول تخصص علم النفس .
السوال
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى، والصلاة على نبيِّه المصطفى، صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرًا، وبعد:
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لا أريد أن أطيل عليكم كثيرًا، لكني مهتمٌّ كثيرًا بعلم النفس، وتفكيري حاليًّا منصبٌّ على أنني أريد التخصص فيه - بإذن الله - لكن تواجهني أسئلةٌ كثيرة، ولله الحمد وجدت إجاباتٍ عن غالبيتها؛ وذلك لأنني قرأتُ كتابًا للدكتور طارق الحبيب، واسم الكتاب: "مفاهيم خاطئة عن الطب النفسي"، وقد صحَّح لي مفاهيمَ كثيرةً؛ ولكن بقي لديَّ عدةُ نقاط، وهي:
1 - يقول الدكتور في كتابه: إن من الأسباب في عدم وجود معالجين نفسيين متميزين: الأول: صعوبة هذا التخصص إلى حدٍّ ما!
حقيقةً أعتقد أن هذا التخصصَ حتى وإن كانت فيه صعوبة، فإن الشخص سيستمتع وهو يدرسه؛ لأنه يتكلم عن أشياء تَحدُث يوميًّا من حوله، وبإمكانه استيعابُها جيدًا، وبدراستها سيفهم الأشخاصَ من حوله أكثر - بإذن الله - وهذا سيُساعده أكثرَ على التواصُل معهم، هذا ما أراه فيه، وأنتظر وجهة نظركم، وأيضًا ما أهم هذه الصعوبات؟
الثاني: هو أن التميُّز في علم النفس يحتاج إلى مميزاتٍ شخصية معيَّنة، لكن الدكتور لم يذكر في كتابه ما هذه المميزات، فهل لكم أن تساعدوني قليلاً لمعرفتها؟
2 - كيف أكون مختصًّا نفسيًّا إكلينيكيًّا؟ هل أدرس 4 سنوات علم نفس، ثم أتخصص بدرجة الدبلوم في الإكلينيكي؟
3 - ما الجامعة التي تنصحونني بها؟ هل تنصحونني أن أدرس في جامعة معينة بالسعودية؟ أم أن الجامعات العربية لم تطور هذا التخصُّص حتى الآن؛ ولذلك يفضل أن أدرس في جامعة معينة أكثر تطورًا في هذا التخصص بالخارج؟
4 - وفي نهاية موضوعي، ما رأيكم في هذا التخصص من جميع النواحي، سواء الدراسة الجامعية، أو الوظيفية؛ من حيث طبيعة العمل وتوفر الوظائف فيه، علمًا بأن طموحي لن يقف على البكالوريوس وحدها - بإذن الله؟

شاكرًا لكم مساعدتكم لي في توضيح هذه النقاط.

الجواب
بسم الله الموفق للصواب
وهو المستعان

فإن شكا ذلك إلى طبيبٍ يعرف طبَّ الأديان ومضراتِ النفوس ومنافعَها؛ ليعالج نفسه بعلاج الإيمان، فهذا بمنزلة المستفتي، وهذا حسنٌ! "مجموع الفتاوى"؛ شيخ الإسلام.
أيها الأخ الفاضل، أدعو الله - تعالى - أن ييسِّر قَبولكَ في الجامعة، وأن يوفِّقك للتخصص في هذا القسمِ الذي حُورِبَ زمنًا طويلًا! وما حورب من علمٍ؛ وإنما المرء عدوُّ ما جهل!

هذه أسئلتك وتحتها جوابي، وبالله التوفيق:
(1) بشأن كتاب "مفاهيم خاطئة عن الطب النفسي":
أ- "صعوبة هذا التخصص إلى حدٍّ ما، ما أهم هذه الصعوبات؟":
"الصعوبة" مسألة نسبية؛ فما أراه صعبًا قد لا يكون كذلك بالنسبة لك، والعكس صحيح، والدارس لعلمِ النفس لن يُواجه أيةَ صعوباتٍ إن كان له اطِّلاعٌ على كتُب علم النفس قبل الالتحاق بالقسم، أو كان متفوقًا في الدراسة بشكلٍ عام، فإن لم يكن كذلك، فإن الصعوباتِ المتوقَّعةَ يمكن حصرُها في النقاط التالية:
1- علم النفس فرعٌ من فروع القسم الأدبي، ومع ذلك يدرس طالبُ علم النفس بعضَ فروع علم النفس المرتبطة بالقسم العلمي، مثل: الإحصاء النفسي، وعلم النفس الفسيولوجي ونحوهما.
2- دراسة بعض المواد النفسيَّة باللغة الإنجليزية، في ظلِّ عائقِ اللغة لدى بعض الطلبة.
3- كثرة الأبحاث، والتقارير، وضرورة الاطِّلاع على الدراسات القديمة منها والحديثة.
4- صعوبة بعض المفاهيم والاصطلاحات النفسية، في ظلِّ تعدُّد المدارس النفسية.
5- تعدُّد فروع علم النفس النظرية والتطبيقية، مع ضرورة الإلمام بكافة تلك الفروع.
وتظل الصعوبة الحقيقية كامنةً في التطبيق الميداني بعد التخرُّج؛ إذ ما أكثر خريجي علم النفس، وما أقل المميزين فيه!

وَتَوَهَّمُوا اللَّعِبَ الْوَغَى وَالطَّعْنُ فِي الْ
هَيْجَاءِ غَيْرُ الطَّعْنِ فِي الْمَيْدَانِ

ب- "التميز في علم النفس يحتاج إلى مميزات شخصية معينة"، هل لكم أن تساعدوني قليلًا لمعرفتها؟

المختص النفسي المميَّز يتَّسم بالخِلال التالية:
"بعض هذه الخلال مقتبسٌ من ورقة تدريب على بعض الاختبارات النفسية والمقاييس العقلية، كنت قد تلقيتها على يد د. فتحية نصير - رحمها الله تعالى - الأستاذ المساعد بكلية الآداب والعلوم الإنسانية - قسم علم النفس، جامعة الملك عبدالعزيز بجدة":
1- المختص النفسي المميز لا يتناول المشكلاتِ بشكلٍ مجرَّد، ولا يتسرَّع في الحكم أو التشخيص قبل الإلمام بقاعدةٍ عريضة من المعلومات والبيانات، عن طريق المرضى أنفسِهم وذويهم؛ للوصول إلى تشخيصٍ دقيقٍ للحالة النفسية.
2- ليس المميز من ينجح في تطبيق الاختبارات النفسية؛ لكنه القادرُ على تحويل الأرقام إلى تفسيراتٍ ودلالاتٍ إكلينيكية تُعطي صورةً كاملة عن حالة الشخص.
3- المختص النفسي المميز مصدرُ ثقةٍ للمرضى وذويهم؛ من أجل ذلك لا يتحدث مع زملائه في العمل حول مشكلات عملائه وأسرارِهم.
4- لا يناقش المختص النفسي المميزُ حالةَ مريضٍ مع مريضٍ آخر، ولا يضرب له مثالاً نحو: "أنت مثل فلان!".
5- المختص النفسي المميز مستمعٌ جيد، لا يقاطع المريضَ من وقتٍ لآخر.
6- المختص النفسي المميز يَحترم مشاعرَ الآخرين وهمومَهم، ولا يصغِّر من شأن المشكلات، ولا يضخِّمها.
7- يعمل المختص النفسي المميز على إقامة علاقةٍ ودية طيبة بينه وبين مَن يعالجه.
8- يتمتع المختص النفسي المميز بالاتِّزان النفسي، وسَعة الصدر، والصبرِ، والعطاء، وحبِّ الخير.
9- يتمتع المختص النفسي المميز بالثقافة العامة، مع الاطِّلاع الدائم على الأبحاث والدراسات النفسيةِ الحديثة، ولا يكتفي بدراسة المناهج الدراسية، وهذه النقطةُ تكلَّم عليها الأستاذ أبو مالك العوضي - وفقه الله تعالى - في مقالته الماتعة: "لماذا لا تفتح الأبواب المغلقة؟!"؛ فليتك تنظر فيها لأهميتها.
10- إجادة اللغة الإنجليزية، أو الإلمام بها بقدر ما يُمكِّن من الاطِّلاع على البحوث الحديثة.

(2) كيف أكون مختصًّا نفسيًّا إكلينيكيًّا؟
لا بد أولًا من الحصول على شهادة البكالوريوس في علم النفس من أية جامعة، ثم دراسة الدبلوم العالي في "علم النفس العيادي" في "جامعة تبوك"، أو دراسة الماجستير في علم النفس الإكلينيكي في إحدى الجامعات التالية:
1- جامعة تبوك.
2- جامعة الإمام محمد بن سعود.
3- جامعة الملك سعود.
أو الدراسة خارج المملكة، وهو الخيار الأفضل.

(3) هل تنصحونني أن أدرس في جامعة معيَّنة في السعودية؟ أو الدراسة في جامعة أكثر تطورًا في هذا التخصص في الخارج؟
للجامعات السعودية المستوى نفسه في هذا المجال، فإذا تيسَّرتْ لك الدراسة خارج المملكة، فإن الجامعات الأمريكية هي الأفضل على الصعيد النفسي والاجتماعي، وعلى رأسها:
1- جامعة هارفرد Harvard University.
2- جامعة شيكاغو The University of Chicago.
3- جامعة ستانفورد Stanford University.

(4) ما رأيكم في هذا التخصص من حيث الدراسة، وطبيعة العمل، وتوفر الوظائف؟
أولاً: من حيث الدراسة:
طلبة علم النفس يدرسون الأصولَ والأسس التي قام عليها العلم، لا الأفكارَ السطحية التي يتاجر بها أهلُ البرمجة اللغوية العصبية، وتطوير الذات! لذلك تختلف دراسة علم النفس كثيرًا عما قد تجده في الكتب النفسية المتداولة بين العوام؛ نحو: "بوصلة الشخصية" وأخواتها المعتلات نفسيًّا!
المتعة الحقيقية في دراسة علم النفس منبعُها الشغفُ الأصيل بالعلم؛ فبهذا الشغف يُمكِنك تخطي كل الخيبات، وأغبرة السآمة التي قد يَنفضها في وجهك بعضُ أساتذة الجامعة، وبعض الزملاء، وبعض الفروع النفسية، وبعضُ الكلام الفرويدي!

ثانيًا: من حيث التوظيف وتوفر الوظائف:
كان التوظيف عزيزًا في ظل مجتمع يصف علماءَ النفس بالمجانين! أما الآن - ومع تفتُّق الوعي النفسي - أصبحت الفرص الوظيفية أفضلَ من قبل، خصوصًا إذا حصلت على تصنيف "الهيئة السعودية للتخصصات الصحية"، والله يوفِّقك.

والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون.


منقول للفائدة