الموضوع: انتِ العيد ..
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
4060
 
حسن الحارثي
إعلامي وشاعر سعودي

حسن الحارثي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
109

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Nov 2010

الاقامة

رقم العضوية
9495
10-25-2012, 10:25 PM
المشاركة 1
10-25-2012, 10:25 PM
المشاركة 1
افتراضي انتِ العيد ..
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أنتِ العيد ..
جاء العيد .. وتمنيتكِ بقربي ,
اشتقتكِ كما يشتاق الظمآن إلى الماء ..
كما يحن الطير إلى غدير الغروب
ليرحل إلى عشه ,
جاء العيد .. وعدت بذكرياتي إلى الوراء ..
هناك حين اصطحبتكِ معي ,
رأيتنى فتى يافعا ألهو مع رفاقي ولا يشغلنا إلا اللعب واللهو والضحك ,
جاء العيد وفرحنا ولبسنا ثيابنا الجديدة
وذهبنا نطرق الأبواب ونطلب من أربابها " العيدية "
, ومضينا هنا وهناك بصخب الطفولة ومشاكسة الصغار ,
حتى توقف بنا المطاف أمام منزل جميل وحديقة غناء ,
فقلت لرفاقي : هيا لنقرع هذا الباب ..
قال أحدهم : لا .. يقال أن هذا البيت مهجور ..
قلت : لنجرب .. لن نخسر شيئا
.. وتقدمتهم أقرع الجرس
وما هي إلا لحظات حتى سمعنا صوت خطوات تقترب ويد تفتح مزلاج الباب ,
نظرتُ بفضول للوجه المطل إلينا من وراء الباب ,
فإذا بك أمامي كأجمل ما تكون النساء ,
كنت بهية الطلعة وشعركِ الأسود ينسدل كالليل على أكتافكِ ,
وكانت ابتسامتك الساحرة قد أخذت بمجامع قلبي ..
قلتِ : مرحبا أيها الفتية ..
ثم غبتِ قليلا في الداخل وعدتِ بسلة مليئة بالحلوى
, وأعطيتني اياها وأنت تهمسين : عيدكم مبارك ..
ناولت رفاقي السلة وقلت لهم : اذهبوا ..
ثم نظرت إليكِ وقلت بخجل شديد : هل تسمحين لي بالبقاء معكِ قليلا ؟
رأيت الدهشة تظهر على وجهك .
ثم أوسعتِ لي الطريق قائلة : بالطبع .. أهلا بك ..
تفضل , وجلستُ على المقعد إلى جانبكِ خجلا ,
فسألتيني : لم تقل لي , لماذا تريد تركت رفاقك وفضلت البقاء هنا ؟
قلتُ متلعثما : لأنكِ امرأة جذابة تفوحين عطرا ,
وأحببت رفقتك .. قلتِ متعجبة : ولكنك مازلت صغيرا على الاعجاب بالنساء والتفوه بمثل هذه الكلمات ..
قلتُ لك بشقاوة : لا عليك , قد أكون صغير الجسم .. لكنني كبير العقل والقلب
. ضحكتِ لقولي , فقلت مأخوذآ بسحرك :
لا أتصورك من البشر أبدا ..
ووقفت وأنت تبتسمين ثم سألتيني : هل تريد أن تكون كبيرا وعظيما ؟
قلت لكِ : نعم . أريد ذلك
.. فتناولتِ عباءة من جانب المقعد . وقلتِ لي ارتديها وغطي بها كل قامتك ..
ثم وضعتِ يدك على رأسي ولم أشعر إلا برجفة تعصف بي
وضوء جميل يخرج من يدك ويشملني لبضع دقائق ..,
لا أدري ما حدث سوى أنني بعد قليل وجدت نفسي أقف أمامك رجلا بشارب وجسم كبير .. نظرت إلى نفسي وإليكِ
: قلت مستغربا : لقد أصبحتُ رجلا .. كيف حدث هذا ؟
قلت لي بحنانك المعهود : لقد منحتكَ سنين من عمري ,
لذلك قد أختفي في أي لحظة .. لن أكون مرئية ..
ارتجفت لقولك , جثوت على ركبتي , رجوتكِ : أرجوكِ لا تفعلي .
لا تتركيني .. قلتِ : لن أتركك سأبقى معك حتى تصل أعلى القمم
.. وقبل أن تتحولي إلى ضوء أهديتني قبلة الحياة ..
وسمعتك تهمسين قبل أن تختفي كليا :
هذه هدية عيدك أيها الفتى المشاكس ..

بقلم / حسن حويس الحارثي


عيْونْىِ سليَمةْ ,, لكِننْى لا أرىْ ولا أبصُِر إلا بِكَ
فلْا تُغادرني لابقَ مبصراً ..
فبُعدكَ وغيِابْكَ هو الظّلامُ والعتَمةُ الحقيّقيةُ بالنسبةِ لْي
........ بقلم / حسن حويس الحارثي