عرض مشاركة واحدة
قديم 10-29-2020, 12:47 AM
المشاركة 2
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: جدلية الأدب والمجتمع
جدلية الأدب والمجتمع


القصيدة التي لا تثير زوابع التأويل قصيدة بكماء لا يُعوّل عليها، وإن نطقت فصوتها لا يتجاوز حنجرة شاعرها، والرواية التي لا تجعل الناس ينقسمون بين مؤيّد ومعارض لها مجرد حكاية قديمة لا يذكرها أحد، والفيلم الذي لا يتناقش الناس قضاياه في وسائل النقل والحدائق العامة ليس أكثر من تقرير وثائقيّ عن أشخاص عاديين لا يهتم بحياتهم أحد، وكذلك المثقف الذي أنتج القصيدة/الرواية/الفيلم سيظلُّ في بال المتلقّي مجرد بهلوان فاشل يمضي عمره كاملا في السقوط من السلك المعلق الذي يسعى لعبوره.

الجماهيرُ لا تؤمن غالبا بالجودة الفنية بل بالصدق الفنيّ، إن لم تكن صادقا فلن تلتفت لك، هي تؤمن بما تحسّ أنه يعبّر عنها، وتتبع المثقف الذي ينطق بلسانها، ويكتب بأصابعها، وينظر بأعينها، لذلك حين احترقت بيروتُ لم تجد الجماهير إلا قصائد نزار قباني و محمود درويش وأغاني فيروز لتعبّر عن الفجيعة، لأنها تجنح للعواطف الجاهزة والكلام الجاهز والانفعالات الجاهزة في الصدمات الكبرى، لا تجد الوقت لتكتب وتغني وتصرخ بذاتها، فتستعير ما يعبّر عن حالتها الشعورية، ولا تجد غير الأدب.


إنَّ الأدب ليس كلاما عابرا، إنه الصوت الذي يردده الصدى إلى أن يصمت آخر إنسان على وجه الأرض.
السلام عليك أخي ..
أعتقد أن كل عمل فني أو أدبي يعبر بصدق عما يجول بخاطر المواطن يعشقه المواطنون والجماهير .. فالأديب أو الشاعر أو الممثل أو الرسام يحوّل آلامَ الناس
إلى لوحة قلمية بقلمه أو بريشته بأسلوب لا يستطيع الإنسان العادي أن يقوله
فالجماهير تتفاعل مع العمل الأدبي أو الفني الصادق والذي تشعر أنه يعبر عنها كما أسلفتَ ,,
لذلك .. ترى أن أفضل الأعمال الأدبية تلك التي يتمتع صاحبها بعاطفة صادقة والتي كتبها أو رسمها صاحبها عقب مناسبة ألهبت مشاعره وألهمته للتعبير عنها بأسلوب ما
فالنائحة ليست كالثكلى !!
أشكرك جزيلاً أخي محمد على فكرك النير وكلامك الحكيم
طاب لي المقام بين سطورك
تحية ... ناريمان