تبقى منابر
ويبقى لها كل المحبين والأوفياء
تَجَلَّى الشِّعْرُ وَانْبَلَـجَ الضِّيَاءُ
وَمَا طَلَعَتْ عَلَى الدُّنْيَـا ذُكَاءُ
تَنَاوَلْتُ الْيَرَاعَـةَ مِنْ سَنَـاءٍ
وَلا انْطَفَأَتْ إِذَا وَجَبَ الْوَفَـاءُ
لِرُوَّادِ الْمَنَـابِرِ فِـي اتِّـقَـادٍ
لَهُـمْ فِي كُلِّ خَاطِـرَةٍ بَهَـاءُ
يُنِيـرُونَ الْعُقُـولَ بِلا عَنَـاءٍ
إِذَا انْدَحَرَ الظَّـلامُ فَـلا عَنَاءُ
بِشَمْسِ الْعِلْمِ تُشْرِقُ فِي الْبَرَايَا
وَيَكْمُنُ فِـي تَوَهُّجِهَا الشِّفَـاءُ
كَأَنَّ النُّـورَ وَشْحَهَـا بِحُسْـنٍ
وَهَامَ بِسِحْـرِ طَلْعَتِهَا الْفَضَـاءُ
وأَقْـلامٌ خِـفَـافٌ جَـامِحَـاتٌ
هُنَـا حَيْـثُ التَّقَـدُّمُ وَالْعَـلاءُ
فَمَـا مِـنْ صَفْحَـةٍ إِلا سُمُـوٌّ
وَمَـا مِـنْ فِكْـرَةٍ إِلا ارْتِقَـاءُ
وَإِنْ تَسـأَلْ عَنِ الإِبْـدَاعِ تَجْنِي
ثِمَارَاً في النُّفُوسِ لَهَا اشْتِهَـاءُ
ثِمَـارَ ثَقَـافَـةٍ مِنْ كُلِّ لَـوْنٍ
لهَا في رُوحِ قَـارِئِهَـا بَقَـاءُ
فَخُـذْ مَا شِئْتَ مِنْ أَدَبٍ مُصَفَّى
وَمِنْ كُلِّ الْعُلُـومِ كَمَـا تَشَـاءُ
وَقُـلْ لِلْحَـاقِـدِينَ وَلا سَـلامٌ
سَيَمْحَقُ حِقْـدَكُمْ مِنَّـا مَضَـاءُ
لَنَا الْعَزَمَـاتُ شِئْتُـمْ أَمْ أَبَيْتُـمْ
وَحَظُّكُـمُ التَّقَهْـقُـرُ وَالْعَيَـاءُ
شَبَابُ الْعُرْبِ بِالإِصْـرَارِ هَبُّـوُا
لَهُمْ فَـوْقَ الْمَجَـرَّةِ أَصْفِيَـاءُ
فَطُـوبَى لِلْمَـنَابِـرِ كُـلُّ حُـرٍّ
وَطُـوبَى لِلْمَنَـابِـرِ الاوْفِيَـاءُ
تَكَاتَفَتِ الأَيَـادِي فِـي بِـنَـاءٍ
تَهَـاوَتْ مِنْ تَطَـاوُلِهِ السَّمَـاءُ
الحسين الحازمي
5 / 9 / 1431هـ