عرض مشاركة واحدة
قديم 02-15-2011, 09:21 PM
المشاركة 6
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



رعدةٌ



وامتدادُ الشاطئِ الْمُوْحِلِ الذي يَغُوصُ


في الأبْخِرَةِ الْمُتَماوِجَةِ



وفي الصَّباحِ


يَلْعَبُ الأطفالُ ثانيةً في الهواءِ الْمُنْعِشِ الوَضَّاء


أمَّا في وَضَحِ النَّهارِ فالهَمْهَماتُ البشريةُ تَعْلُو


على أجْنِحَةٍ سعيدةٍ بِضَرَباتِها السوداء


ومعَ ذاكَ، أحياناً، وعِندَ الْجُسورِ


تَتَّسِعُ الفَجَواتُ


مفتوحةً إلى الأعماقِ


وفي المساءِ يَظلُّ الهواءُ


مُعَبَّأً بِعِطْرِ الوَرْدِ


وفي الصباحِ


بِنَكْهَةِ الخُبْزِ الطازجِ


وأُولئِكَ الذينَ مازالُوا يَرَوْنَ ويَسْمَعُون الجَمالَ


لِبُرْهَةٍ يَتمسَّكُونَ بالمدينةِ والسَّهْلِ والسماءِ





وفي الصَّمْتِ



صوتُ طفلٍ يَعْلُو كَوَرْدَةٍ خارِجَ الضَّوْء




= = = = = =

= =





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)