عرض مشاركة واحدة
قديم 05-15-2013, 08:15 AM
المشاركة 982
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ... العناصر التي شكلت الأفضلية في رواية:- 24- موسم الهجرة إلى الشمال الطيب صالح السودان

-وقداجتهد طرابيشي -إلىجانب ماسبق- في دراسة صورة المرأة الأوروبية في هذه الرواية،ليجد فيها صورة نمطيةحرصت الإيديولوجيا الرجعية للرواية العربية على إسباغها علىالمرأةالأوروبيةغالباً، مما يجعلها صورة لاتفصح عن حقيقة المرأة الأوروبية، بقدرما تفصحعن إيديولوجياالمثقف الشرقي الذي اختزل الغرب إلى امرأة، بدافع الثأر لشرقه الكليم، ولدونيته الحضاريةوالثقافية.‏

-إن تحليل عقدةالدونية والتفوق، قادته إلى دراسة دوافعالتعويض، بهدف الكشف عن العقد الشعورية واللاشعورية التي تتحكم بموقف شخصية مصطفى سعيد، ومن ورائهاالمثقف الشرقي المتبني لشرقيته من أوروبا ومن الغرب عامة، وقد حاول إبراز التجلياتالفنية الجمالية للعقدالنفسية، بتجاوز إطارها الفردي، إلى عصاب إيديولوجي لمجتمعبأكمله، إيديولوجيا لاواعية جمعية، تتحكم بعلاقة الشرقي بالغرب، الأمر الذييجعل عصابه اختزالاً لعصاب مجتمع الشرق وأزماته،

- ومن هنا، ينتقد طرابيشي أية محاولةيقوم بها «مصطفى سعيد» للتسامي والتفوق، بطريق قلبه ضعفه الثقافي إلى ساديةجنسوية، مما قاده إلى تحليل فصام هذه الشخصية وانقسامها بين العقل والروح، فكان برأيهإنساناً فرويدياً يحمل فيداخله غريزتي«الإيروس» أي غريزة الحب، «التاناتوس» أي غريزةالموت. من دون أنيكون واعياً لهذا الفصام، مما يفسر رغبة مصطفى سعيد بتدميرالحضارة الأوروبية وامتلاكها في آنمعاً.‏

- اهتم طرابيشي في آخر هذه الدراسة بلغة الرواية المشحونةبطاقة رمزية عالية، منتقداً ألفاظ الاصطياد والافتراس التي جسدتها هذه الرواية، لكنه بالغ في تفسيرالمرموزات، مغفلاً المستوى الواقعي للرواية.‏

- وهكذاقدم طرابيشي دراسةاجتماعية عنيت بالعلاقات الحضارية بين الشرق والغربمقارنياً،كماعنيتبتفسير العقد والمكبوتات تفسيراً نفسياً فردياً وجمعياً بطريق التداعياتالحرةالفردية، التيعادت إلى طفولة مصطفى سعيد، مما يجسد طريقة فرويد في التحليلالنفسيالتي تردالعصابات إلى الحياة الطفلية، مع العلم أن طفولة تلك الشخصية نشأت فيظل الاستعمار، وتثقفتثقافته.‏

- لقد عني طرابيشي بالدراسة النفسية الداخلية للشخصياتالفنية، وتجاوز ذلك بالجمع بين علم النفس الفردي لآدلر وعلم النفس الجمعي ليونغ، إلى جانب عنايتهبالإنسان الفرويدي، فكانت دراسته النفسية داخلية خارجية أيضاً، في مواطن الربط بينالبيئة النفسية الداخلية للشخصيات الفنية، والبيئة الاجتماعية المحيطة بها، مع ربطهأحياناً بينها وبين المبدع.‏

- ولعل هذاما يميزهذه القراءةالنفسية الاجتماعية لرواية الطيب صالح من القراءات النفسيةالأخرى للروايةنفسها، ولروايات أخرى، فرصد العقد النفسية والعصابات اللاشعوريةللشخصيات الفنية، قديقود إلى نتائج متشابهة، نظراً لتشابه العقد النفسية، وتماثلأسبابهاودوافعهاعلمياً،

-لكن ربط طرابيشي هذه العقد الفردية بالمحيط الاجتماعييسهم إسهاماً كبيراًفي تقديم قراءة نفسية مختلفة ومتميزة، نظراً لاختلاف المحيط الاجتماعي للشخصيات الفنية بين عمل وآخر،مما يجعل هذه الدراسة جادة وأصيلة في بابها، لا يغض من أهميتها التشابه الذي أشار إليه نبيلسليمان في كتابه «مساهمة فينقد النقد مع كتاب محمد كامل الخطيب «المغامرة المعقدة» لأن دراسة طرابيشي أكثراتساعاً في درس هذه الرواية وفق المنهج النقدي المقارن،المدعوم بالمنهج النفسيوالمنهج الواقعي الاشتراكي، تناولاً ينسجم مع مضمون الروايةالمتنوع بمحمولاتهالحضارية والنفسيةوالإيديولوجية.‏



دراسة تحليلية معمقة ومغايرة لرواية "موسم الهجرة الى الشمال "على الرابط ادناه:


http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=9559