عرض مشاركة واحدة
قديم 01-30-2021, 06:02 PM
المشاركة 166
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: تصدّق هنا بكلمة طيبة أو ورقة مضيئة
ارفعوا ايديكم إلى الخالق وقولوا
يارب :
اسقِ السماء
فأنت من لا يبخلُ
الأرضُ عطشى تستغيثُ سأمحلُ
اسقِ التراب برحمة ٍ فلعله بأريجها يتغسّلُ
اسقِ البذور لعلها تنمو وفوق العارفين إذا استظلوا :تزدهي وتظللُ
اسقِ الجبال لأنها لجلال وجهك لا يزال شموخها يتذللُ
اسقِ السّهول وأنت باسطُها فمن يسقي إذا من مدّ لا يتفضلُ
اسقِ البهائمَ
فالبهيمة حينما ترعى لنا تتوسّلُ
ولأنها لمّا تثير الأرض تُحييها وإنْ أُمرت بتكليفٍ فلا تعصي ولا تتدخّلُ
ولأنها وحشٌ تجوع وتشتهي لكنّها لا تعقلُ
اسقِ العجائز والقبور وأهلها واروِ ،
فمِمّن يرتوي المدفون والمتعطّلُ
اسقِ المسنّ فحالهُ الحالُ الرضيعُ الأولُ
غارت قواهُ غدا ضعيفا" من سواك الموئلُ
والطفل لايدري ولا يتحمل
وكذلك المجنون يرتع همه الماء الهواء المأكلُ
اسق الذين إذا استغاثوا آمنوا وتوكلوا
اسق الطيور لعلها لاترحل
فالطير تبحث في السماء عن الغيوم وتوغلُ
وتطير في الآفاق حيث الماء تهوي تنزلُ
والطير فوق ذوائب الأشجار ينسج عشـّه ويقيم عائلة" يغازلها ويحلو المنزلُ
والطير يسعى لايكلُّ ويعملُ
فإذا يموتُ الماءُ ماتَ نسيجُه ويموت من يبني ومن يتغزّلُ
وتموت أحلامُ الذوائبِ والجذور وتُشعلُ
اسقِ البساتين النديّةَ فالنّدى
لمّا يؤذّنُ فجرُه ُ يتبتّلُ
فرشَ الشّفاه تبوسُ أطفالَ البراعمِ والورودَ تقبلُ
والنملةُ العطشى التي لا تستريحُ وسعُيها لايكسلُ
اسقِ الهواء ففي الهواء ملاحمٌ تسترسلُ
قصصٌ تجئُ و تُرسلُ
قصصُ الدّعاءِ كثيرةٌ لا تُقبَلُ
اسقِ السحابَ فإنّه
أمسى عقيما" باهتا" لايَحملُ
تعبتْ خُطاهُ فكم يروح إلى الطّبيب ويُقبِلُ
يرجو الدواء ولايزال يُؤَمِّلُ
اسقٍ الأحبّة والقلوبَ
لعلّها تحيا إذا تتبلّلُ
اسقِ الشمائل والنفوسَ
لربما عن غيّها تتحوّلُ
اسقِ العقول فإنّها تترهّل
ولعلّها من شربها في شربها تتأمّلُ
ولعلّها بعد السّقاية ترتوي وترتّلُ
اسقِ الجهاد وسيفَه
والسيفُ إذ يُسقى يُسّنُ ويُصقلُ
ويذودُ إن سُلبَ الكرامةَ بل يثورُ ويَقتلُ
ولعلّنا..
لمّا نرى مطر العتاب على الخفايا يهطلُ
نرقى ونشهد أنّ من خلق الأنام يرى الأنام ويمهلُ
وبأنّه الحكمُ الذي لا يُهمِلُ
وإذا قضى أمرا" يكون وما يشاءُ يُفعّلُ
إنّا لِما خَلقَ السّقايةَ نجهلُ
اسقِ العصاةَ لعلّنا
في يقظةِ العاصي نعبُّ وننهلُ
ولعلنا ممّا جنينا نخجلُ
ونحطّمُ الأوثانَ وهي كثيرةٌ تتبدّلُ
إنّ الحياةَ محرّمٌ ومحلّلُ
اسقِ المساجدَ حين تستسقي وحين تهلّلُ
اسقِ المصاحف والصدور ونجّها
ممّا يفسّرُه الهوى ويؤوّلُ
اسقِ الخشوعَ مع السّجود ونقّهِ
وشريعةَ الحبّ التي تتحوّلُ
اسقِ الحقائقَ كلَّها
فلربّما قامت يعانقها الرّداءُ المُخملُ
وهو الرّداءُ المصطفى وهو الصحيحُ الأولُ .
وهو الرّداءُ أظنّه
الإنسانَ حين بحسِّه وبفكرِه
عبدٌ وليس يُمثّلُ
محمد حمزة الشريف