عرض مشاركة واحدة
قديم 01-09-2016, 12:28 PM
المشاركة 75
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
سلام عليكم
لا أخفيكم ... عدت من جديد أتصفح سطور ناريمان ..
ووجدت أنني نسيت شيئاً مما مرّ بي
فبعد أن تجاوزت من العمر خمسين .. وأطفأت خمسين شمعة من حياتي ودخلت السنة الحادية والخمسين
طاب لي أن أحدث عن حياتي
ففي هذه السن من حياة أية امرأة تبدأ مرحلة محاسبة النفس والعودة إلى الوراء
وقد يكون العود للوراء إما للعبرة أو لأخذ الدروس أو للتحسر على سنوات قفها الزمن من أعمارنا خلسة ونحن لا ندري
فقررت أن أكتب كتاباً أسميه : ( مذكرات امرأة في الخمسين )
وفعلاً جهزت نفسي للكتابة وحضرت أول الصفحات ..
فكانت صفحة بعنوان ( ميلادي ولذة البوح ) وأظن أنني نشرته هنا في منابر
وإليكموه :


( ( ميــلادي ولــــذّة البــوح )

في مثل هذا اليوم كان ميلادي ..
فأطفأت عدداً لا حصر له من الشموع
أظنها خمسين أو أكثر !!
وربما ألف شمعة
جئتكم في هذه الساعة .. نهضت من بين ركام الألم
أنفض ذاكرتي مما علق فيها
ومن عادتي أن أرتّب تقاطيع الذاكرة
وأحبس فيها سنواتي المرّة
وأفصلها عن غيرها من هنيهات الفرح .
الذاكرة حُبلى بما فيها
جلست هنا على بساط البوح
استحضرت قهوتي المعتادة وقصدتُ أن أزيد حلاوتها
علني أضيف حلاوة لأيامي المرة
فأنا لا أستطيع أن أضيف أياماً إلى حياتي
لكنني أستطيع أن أضيف حياة لأيامي
هذا أنا
وأتذكر.....
لما كان عمري ثلاث عشرة دقيقة .. كنت أنا وإخواني يحيطنا البرد
نجلس حول كانون النار وندفن حبات الكستناء تحت الرماد
نجلس منصتين لصوتها
فتطير في الهواء تبعثر الرماد على ملابسنا
فيلفـّنا الفرح .. ونتغلف بنشوة الانتصار على صلابة الحبّة
فيصدر عنها صوت .. وأي صوت ؟!
كنت أخاله صوت فرح !!
صوت نشوة الخروج من الوأد تحت الرماد
الآن أعود للوراء قرابة أربعين عاماً
وأتساءل : ما هذا الصوت ؟ ولماذا كان ذاك الصوت ؟
عرفت الإجابة
إنه انفجار الألم ........!!
فما أشبه قصتي بحبة الكستناء تلك .. التي كانت تصرخ من الألم
والناس يعتقدون أنها تبتسم فرحاً )
بعد ذلك تقاعست عن الكتابة واكتفيت بهذه السطور الموجزة لتعطي تفصيلاً لحياتي خلال خمسن عاماً
وما زالت لدي الرغبة الشديدة في تحقيق هذا المشروع آمل أن يرى النور يوماً ما ..


يتبع .....


تحية ... ناريمان الشريف