الموضوع: أمل تائه !1
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-13-2014, 01:58 PM
المشاركة 2
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هل يوجد شيء يستحق جهد البحث في الحياة ؟ عندما أتأمل سيرة هيلين كيلير أجد شخصا فاقدا للبصر والسمع و بالتالي للكلام ، شخصا يعيش في ظلمة و صمت و لا يستطيع أن يعبر عن بؤسه ، لا أحد يستطيع تصور حجم المأساة التي تستوطن مشاعر إنسان بهذه الصيغة . وحجم الشقاء الذي كانت هذه الأسطورة تعانيه في دواخلها ، لكن المشاعر تبقى حية ما لم يتم قمع مشكاة الحب ، فالحب انتشل هذه الصبية من اليأس إلى عظيم الآمال .
و إذا كان الشيء بالشيء يذكر فملاحم الحب مليئة بالمعجزات ، إذ يعلم الفرد الدفع بالتي هي أحسن و ينتشله من نظرة السوء للغير إلى نظرة تشع أمنا وطمأنينة ، بول و فيرجيني رائعة من الخوالد التي احتفلت بهذا الشعور المهيب ، هذه الرابطة الحسنة التي تؤالف بين القلوب فيعيش الفرد الحياة بدفء الأمن مسلحا بوقود لا يفنى و لا تنضب عيونه .
نص يقدم ملحمة بحث يقودها قلب الفتى عن محفز على الوجود ، فالقلب هنا مبصر بحاجته ، ما أن وجدها حتى خضعت له كل الحواس الأخرى ، إنه دفء الحب ، هذا البحث الوجودي الذي تكلل بالنجاح . كل من قرأ النص لابد أن ترجع به الذكرى إلى شبابه و ابتسامة الرضى تبارك تلك الأيام الجميلة التي كان فيها الحب مشكاة سبيله ، فيضمه إلى قلبه رفيقا مؤنسا ، يستشر من خلاله الدفء و يطرد الوحشة .
الحب رفيق لا يخدل صاحبه ، فإن حفظته حفظك و إن تركته و أهنته تعيش في ألم وجودي لا تستطيع كل النعم القيام مقامه ، فتعيش التعاسة الأبدية حتى تعود إليه فتجده لا يزال ينبض بالحياة .
و كل حب و الجميع بألف خير .

أستاذي حسلم

كل التقدير