عرض مشاركة واحدة
قديم 06-20-2011, 11:37 AM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

سر العبقرية؟
المصدر : الانترنت
==
جملة قالها عبقري ولم يدر انه عبقري....!!!
"
إن تاريخ العالم ليس إلاّ سيرة الرجال العظماء" (توماس كارلايل).
ياتري ما معني العبقرية ؟
وأين نجدها ؟ هل التقيت بالعبقرية يوما ما في نفسك ؟
وماهي مواصفات العبقري؟
لقد قررت ان اكن عبقرياً فما السبيل لتحقيق هذا...؟
العباقرة لم يموتوا هل تطمع في عمر أخر ....؟
"
الإرادة القوية والتفكير، واكتشاف الذات، ومواصلة السير، وتحمل الضربات القاسية، ومواجهة الألم، والصبر الذي لا ينفد، ومداومة المطالعة في الكتب وتوظيف التجارب الحياتية الأخرى.. كلها عوامل لصناعة العبقرية"، والعبقرية تكمن في خلق الجديد، والقضاء على التبعية والتقليد. وأعلى درجات العبقرية الإبداع، وهي نهايته وليست بدايته، كما يعتقد البعض. والإنسان العبقري يهضم كل شيء حوله من أجل أن يقدم الجديد، ويضيفه للبشرية. والكثير من الناس يخلط بين العبقري والنابغة، فالعبقري: هو الذي يشق طريقًا جديدًا، والنابغة: هو الذي يسلك طريقًا معروفًا بتميز. والذي نحتاجه في هذا الزمن هو العبقرية. ومصطلح العبقرية قديم حديث. فالعبقرية عند اللغويين المتقدمين:
كابن منظور في "لسان العرب" "أن عبقر موضع بالبادية، كثير الجن، يُقال في المثل: كأنهم جن عبقر، وقال ابن الأثير: عبقر قرية تسكنها الجن فيما زعموا، فكلما رأوا شيئًا فائقًا غريبًا مما يصعب عمله، أو شيئًا عظيمًا في نفسه نسبوه إليها: فقالوا عبقري.
وعند الزبيدي في "تاج العروس" أن أصل العبقرية صفة لكل ما بولغ في وصفه، وأصله أن عبقر بلد يوشى فيه البسط وغيرها، فنسب كل شيء جيد إلى عبقر.
وعند الفيرزوآبادي صاحب "القاموس المحيط" الكامل من كل شيء، والسَّيد، والذي ليس فوقه شيءٌ، والشديد، وضرب من البسط.
العبقرية في نظر المعاصرين:
اختلفت وجهات النظر في مفهوم العبقرية، وهي مجموعة من التعريفات المختلفة، والمتشابهة نسبيًا، والوقوف على تعريف شامل صعب. بحكم التفاوت في الفهم والتحليل. فمنهم من يربطها بالقدرات العقلية المعرفية العالية، ومنهم من يربطها بالإنجاز والإنتاج لكثير من الأعمال التي يُلاحظ تأثيرها على الآخرين، ومنهم يختصر مفهوم العبقرية في خلق الجديد، ومنهم من يقول: إن العبقرية صفة خاصة لناس لديهم ملكة الإدراك تختلف عن غيرهم. ومنهم من يقول: هو الشخص الذي يجد الحلول لأزماته، ويخرج منها بشكل سريع.
ويقول أديسون حين سُئل عن العبقرية: "إنها 1% إلهام و 99% عرق جبين". وهناك رأي مناقض جذريًا له ولغيره من المفكرين، وهو: إن الإرادة والجد والمثابرة قد لا تحقق النجاح بل كثيرون أولئك الذي أرادوا النجاح، لكن لم يخالفهم الحظ. وكثير من الناس من وصل إلى أعلى المناصب وهو لم يبذل أي مجهود لذلك! ولم يفكر أو يحلم بذلك. وإنما حصلت بسبب وراثة اجتماعية أو ضربة حظ! في رأي الدكتور الاجتماعي على الوردي العراقي. ويرى أن الناجح قد امتلكه الغرور، ونسب كل فضل في نجاحه إلى نفسه، وفي نفس الوقت انتقد الكسالى: الذين يتذرّعون بالحظ، وهم لم يعملوا شيئًا. وقال: إن واقع الحياة أقوى من أية خطة يصفها عقل محدود.
والحقيقة أن الحظ هو نتيجة لمقدمة مسبوقة، بالإرادة والعمل، والإنجاز، والاتجاه بالشكل الصحيح. وقديمًا قيل: الحظ محصلة الترتيب والتخطيط.

العبقرية: أتُنال بالوراثة أم بالاجتهاد والكفاح؟
فالبعض من المفكرين والكتاب يعتقدون وراثية العبقرية، ومن أشهر من ألف في ذلك فرانسس غالتن: "العبقرية الوراثية"، والبعض الآخر يؤكد عدم وراثية العبقرية، فسقراط له أولاد غير جديرين به، وكان لشيشرون ولد غبي، وفي اعتقادي أن العبقرية غير محصورة بالوراثة دون غيرها.
و العبقرية غير مرتبطة بعمر معين، قد تظهر في الطفولة، وقد تتأخر إلى سن المشيب، ففي الستين ظهر نبوغ الفيلسوف (كانت)، وفي الثمانين كان زهير بن أبي سلمى لا يزال يبدع شعرًا. اكتشاف الذات:
شرط أساسي في تحقيق العبقرية، يقول الله عز وجل: (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) [الذاريات: 21].
وطالما ردد الفيلسوف سقراط هذه العبارة وجعلها شعارًا له وهي: "اعرف نفسك"، وهي شعار الفليسوف الكبير( محمود عباس مسعود) ومعرفة الذات هي المنفذ الأول لفهم الذات، والإبداع والعبقرية، وفهم الآخرين الذين من حولنا، وعملية اكتشاف الذات تحتاج إلى اختبارات، ونفس طويل؛ لأن الطريق مليء بالمشاق والإخفاقات المتراكمة التي تحتاج إلى تفتيت، والجهل بالذات جهل بالطبيعة الإنسانية وقوانينها. فالمبدع سوف يعاني من الألم، والألم بوابة للإبداع، إذا وُجّه الألم في مساره. والبعض يظن أن الإعاقة هي المشكلة الجسدية، وفي الحقيقة الإعاقة هي المشكلة الفكرية والسلوكية، وقصة هيلين كيلر التي انتصرت على العمى والصمم والخرس. أبلغ دليل. فالرغبة العارمة هي البوابة الأولى لدخول هذا العالم الذي ليس من السهل اقتحامه بسبب آلامه، والرغبة هي الوسيلة لتحسين مواهبك واكتشافها بشكل أكبر. يقول الفيلسوف سقراط: "ما نحن إلاّ ما نفعله مرارًا وتكرارًا".
هناك تساؤل يطرح بين المثقفين والكتاب وهو: ما سبب غياب العبقرية في العالم العربي؟
طبعًا الأسباب كثيرة ومتنوعة، ولكن من أشهرها:
هو انشغال الإنسان العربي بالبحث عن لقمة العيش. كما يقول أديسون في حوار له.
وكذلك لعدم تكريم وتقدير المبدعين، والناس أصبحت لا تعرف المبدعين إلاّ بعد مماتهم ورحيلهم، وكذلك العقد النفسية والعادات الاجتماعية التي تحتاج إلى تحرر وغيرها، وهي أكثر من أن تحصر هنا. والوطن العربي الإسلامي يحتفل بعدد كبير من الشباب المتميز والمبدع، لكنهم يحتاجون إلى تصحيح المفاهيم، وإضاءة المبادئ في أذهانهم وواقعهم، وتجنب الأفخاخ الداخلية والخارجية، فمن الأفخاخ الداخلية التركيز على نقاط الضعف، وتجاهل نقاط القوة، وعدم مكافأة الذات على أي إنجاز رائع، والخارجية: التسليم التام لآراء الناس، وخاصة الجهال.
في عام 1991م احتفل نيلسون مانديلا –الرئيس السابق لجنوب إفريقية- بعيد ميلاده الثمانين وقال في خطابه:
"
إن خوفنا الأعمق ليس من أننا غير أكفاء؛ ولكن من أننا أقوياء إلى أبعد الحدود. إن ما نخشاه هو ما بداخلنا من نور لا ما بداخلنا من ظلمة".
كلنا يسأل نفسه: "من أنا حتى أصلح لأكون متميزًا ولامعًا وموهوبًا وفذًا؟
والأجدر أن نسأل أنفسنا: ما الذي لا نصلح لأن نكونه؟ نحن نصلح لكل شيء. إنك خليفة الله في الأرض. وتقليلك من شأن نفسك لا يخدم العالم. فنحن وُلدنا لكي نظهر عظمة الله الكامنة في داخلنا. ليست بداخل بعضنا فقط ولكن بداخلنا جميعًا.
وعندما نسمح لما بداخلنا من نور بأن يشرق، فنحن دون أن ندرك نسمح للآخرين بالقيام بنفس الشيء.
وعندما نتحرر من مخاوفنا، فإن وجودنا يحرر الآخرين تلقائيًا.
لا بد من استخدام الحيل التكيفية ، ومحاربة الإخفاق ، وعدم الاستسلام ،والقاعدة تقول: لا محاولات لا مكاسب.. ومن يظن أنه لن يخفق فهو يعيش في عالم السحر والخيال. ومن ذلك نستطيع أن نجعل من الأزمة فرصة ...
هل إنتاجنا الفكري يؤهلنا ان نقترب من دائرة العباقرة ....؟
وما نصيب العالم العربي من خريطة العباقرة في العالم...؟وهل في واتا عباقرة....؟
فعالم العبقرية غير مربوط بزمن معين، أو سن، أو نسل، وإنما يقوم ويتحقق بالكفاح الواضحة أهدافه، وبقوة الإيمان، والاستمرار .. والحياة واحدة؛ فاجعلها مشروعاً يُدوّن في التاريخ ..!!
لننطلق معا .
أنا وانت سوياً في طريق العبقرية...!!!
فهل تتحمل أعباء السفر ...؟
ومازال الحديث مستمراً
عن تعريف العبقرية والعباقرة...!!!
__________________
محمد حسن كامل
كاتب ومفكر بباريس
رئيس جمعية
تحيا إفريقيا بفرنسا
سفير سلام في فيدرالية السلام العالمي التابعة للأمم
المتحدة
منتديات إتحاد الكُتاب والمثقفين العرب