عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-2011, 11:17 PM
المشاركة 9
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

أهلا بك أخى الحبيب أحمد فؤاد
وبارك الله فيك لتعليقك المكمل لما طرحناه ,
قد لا تجد واحداً من الأجيال الجديدة يرغب بالقراءة الحقة والتذكر والتدبر والبحث والاستقصاء ، سيقول لك ،، إن كل ما تحتاجه موجود تحت كبسة زر . . ليس إلا . . يأتيك ببساطة حين الطلب . .
وقد تناسى الجيل الجديد (مرغماً في كثير من الأحيان) أن الإنسان يحتاج إلى حد أدنى من الثقافة حتى يتمكن أن يمارس دوره كإنسان
للأسف ـ وكما قلت ـ انتشرت وجهة النظر هذى وظن المغيبون أنهم بامكانهم استدعاء المعلومة وقت الحاجة إليها دون أن يدركوا أن الهدف من الثقافة هو الوصول إلى درجة التفكير العلمى لا إلى درجة تراكم المعلومات !
فالذى يختزن المعلومات بعقله ليس هو المثقف !
بل المثقف هو الذى يملك توظيف المعلومات فكريا حال الحاجة إليها ,
وهذا لن يتأتى إلا لقارئ .,
وكمثال للإيضاح ,
فإن المرء بإمكانه استعادة معلومات حرب أكتوبر بتفاصيلها , لن جهاز الكمبيوتر لن يعطيه درسا مستفادا واحدا إلا لو كان قد تابع المعلومات واستنبط منها الدروس
وهذا يستلزم الدراسة المسبقة ,
فالفارق بين القارئ لحرب أكتوبر مسبقا وبين الذى يبحث عن معلومة بعينها ولا يلجأ للمراجع إلا عند الحاجة ,
أن الأول سيأخذ الإستفادة الفكرية كاملة من الحرب كتاريخ , بينما الثانى من الممكن أن يقع فى نفس الأخطاء التى وقع فيها غيره لنقص الجانب الفكرى القائم على تحليل المعلومات ,
والفارق بين المثقف القارئ وبين صاحب تراكم المعلومات يظهر مع مثال واضح , وهو أن كليهما لا يستغنى عن المراجع , لكن الأول يعرف كيف ومتى وأين يقع ما يريده بحكم مطالعته لها , بينما الآخر يحتاج أضعاف جهد الأول لاستخراج معلومة واحدة فضلا على التمييز بين صحة المصادر وعدمها ,
فالقراءة معناها الخبرة ..
الخبرة أين أقرأ وأين ألتمس الحقيقة وكيفية تقييم المرجع الذى بيدى ..

أخى الفاضل نبيل ..
مرحبا بك وشكرا لتقديرك ..
وفكرة الكتاب هى مطروحة ولكن ليس للتوسع فى الموضوع ولكن لإخراج سلسلة ( تعلم ) كلها فى كتاب مستقل , هدفه هو مجرد الإشارة إلى الطريق الصحيح فحسب مع البعد عن التفاصيل , ومن هنا جاء الإختصار فى البحث
أما قولك :
عود لأطرح سؤالا لماذا المعرفة أنا لا أراها من أجل ذاتها وكذلك الإسقاط على الثقافة
وأراه يتناقض وخاتمة الموضوع بقولك من غير الثقافة الواجبة لن يكون للمجتمع العربي كلمة في مصيره
لم يكن الأمر على إطلاقه يا سيدى , فليس معنى أن الثقافة للثقافة أنها بحد ذاتها نهاية الأهداف والغايات

ولو أنك عدت للموضوع ستجد أننى قلت هذه العبارة ( الثقافة للثقافة ) فى معرض التمثيل بالشيوعيين العرب ومن شابههم والذين جعلوا الثقافة وسيلة لخدمة غرض سياسي , وعندما فشل الغرض السياسي تركوا القراءة !
فهذا معناه أننى أدعو لأن تصبح الثقافة لأجل الثقافة بهدف الإحاطة والمعرفة , وهو فى حد ذاته هدف يحمل رغبة تطوير المجتمع بطبيعة الحال , فليس هناك فعل نطالب بفعله لمجرد الفعل وحده وخاليا من الغرض
وإنما ندعو فقط أن تكون الثقافة والعلم هى طريقنا للتعامل مع حقائق الحياة بسائر جوانبها
فنبتعد عن الثقافة المتخصصة التى تحشر المثقف فى ميدان واحد ولا تترك له مجالا لشيئ آخر ,
ونبتعد كذلك عن ثقافة الخدمة , وهى التى تخدم عملا معينا أو تساهم فى نشاط محدد , سياسيا أو اجتماعيا ,
لا سيما فى ظل عالم اليوم ..
والذى تداخلت فيه المجالات الثقافية ببعضها البعض , بنفس القدر الذى تباعدت فيه العلوم بزيادة نطاق التخصص ,
والمثال على ذلك أن الفكر الدينى اليوم لم يعد محصورا بعلوم الشريعة بل طرق آفاقا أخرى فى أوجه الإعجاز تحتاج الثقافة العلمية إلى جانب الثقافة فى الجانب الدينى .. وهكذا ,
وفى النهاية ,
كل الشكر لتقديرك ومساهمتك